الغموض يحيط بمصير المدير الفني البرازيلي ليوناردو.. وشبح غوارديولا يطارده

موراتي خرج من الملعب غاضبا.. والإصابة تبعد ستانكوفيتش عن مواجهة كييفو

TT

لقد صرح ليوناردو مدرب الإنتر قبل فترة توقف الدوري لارتباطات المنتخب قائلا إن «الانتصارات تجلب الانتصارات»، لكنه لم يتوقع أبدا أن تكون الهزائم هي التي ستجلب الهزائم لفريقه. فبعد خسارة الإنتر بثلاثية نظيفة في الديربي يوم السبت الماضي جاءت الهزيمة الثقيلة أمام فريق شالكه 2/5 في ذهاب دور الثمانية لدوري أبطال أوروبا لتلقي بظلال قاتمة على الفريق. وقد ظهر الإنتر في هاتين المباراتين كفريق مفكك متباعد الخطوط ومرتبك إلى أقصى حد. ورغم أن لاعبي الفريق حاولوا بذل جهد كبير في مباراة شالكه، فإن الأهداف الخمسة التي دخلت مرماهم رفعت عدد الأهداف التي استقبلتها شباك الإنتر إلى 19 هدفا في آخر 9 مباريات بدوري أبطال أوروبا. واتضح أن مشكلة الإنتر كانت في خط دفاعه مثلما ظهر في تصريحات لاعبه الياباني ناغاتومو بعد المباراة: «كانت المشكلة دفاعية في الأساس. فقد صنعنا الكثير من الفرص في الهجوم. وأصبح الموقف الآن شديد الصعوبة، لكنني لا أستسلم وأتمنى أن أسهم في تعويض هذه الهزيمة». وتحدث أيضا كامبياسو مؤكدا أن الفريق لم يتهاون بالمنافس وأنه لديه فرصة للتعويض في مباراة العودة رغم صعوبة الموقف.

من زاكيروني إلى ليوناردو: ولم تشهد جماهير الإنتر هذا العدد الكبير من الأهداف في مباراة بدوري أبطال أوروبا منذ مباراة الإنتر والآرسنال عام 2003 والتي انتهت بنتيجة 5/1 لصالح الآرسنال. وكان مدرب الإنتر حينها هو ألبرتو زاكيروني الذي يتشابه مع ليوناردو في ميله للعب الهجومي. لكن ليوناردو يبدو أكثر مبالغة في الهجوم بدرجة تجعل الفريق ينهار دفاعيا مثلما حدث في مباراة شالكه. ولعل أبرز الدلائل على ضعف دفاع الإنتر هو دخول 8 أهداف في مرماه خلال الأيام الثلاثة الماضية. وكان لغياب لوسيو عن المباراتين أثر ملحوظ في سوء حالة دفاع الإنتر وقد تسهم عودته في المباراة القادمة أمام فريق كييفو في عودة القوة لدفاع الإنتر.

سوء حظ ستانكوفيتش: ومن المقرر أن يغيب ستانكوفيتش عن مباراة كييفو القادمة بعد إصابته في القدم اليمنى أمام فريق شالكه. وكان اللاعب سيئ الحظ بدرجة كبيرة لأن الإصابة حدثت وهو في قمة تألقه بعد إحرازه الهدف الأول للإنتر في الدقيقة الأولى من المباراة. واضطر اللاعب الصربي للخروج في الشوط الأول وهو يعرج واكتفى بالتصريح قائلا: «إنها تؤلمني جدا»، ومن المقرر أن يخضع خلال الساعات المقبلة إلى فحوصات لتحديد ماهية الإصابة وشدتها.

موراتي: وقد خرج لاعبو الإنتر بعد المباراة والحزن يخيم عليهم ولم يتحدث أي منهم للصحافيين، وهو ما ينطبق أيضا على ماسيمو موراتي رئيس النادي الذي خرج من الملعب والغضب يملؤه. وكانت تصريحات موراتي قبل المباراة تبدو أشبه بنبوءة لما سيحدث أمام فريق شالكه، حيث قال: «الهزيمة أمام الميلان؟ في كرة القدم يجب محاولة التخلص من آثار الهزائم وإلا فإنها تسبب أزمة للفريق. لقد كانت الجماهير بارعة وأظهرت روح فريق لا يستسلم، ونحن نرغب في التألق في جميع البطولات. لقد تحدثت مع ليوناردو والجميع يشعرون بالتأثر من موقف الجماهير الرائع، فهو رد فعل قوي. مستقبل ليوناردو؟ إن عقده يمتد لمدة عامين وأتمنى بشدة أن يبقى مع الفريق. فهو شخص صريح ويقول حاليا إنه ليس متأكدا هل سيبقى أم لا. وأتمنى أن يبقى وألا يرغب في الرحيل». كانت هذه تصريحات موراتي بعد الديربي، ولكن من يدري ماذا سيكون رأيه بعد هذه الهزيمة الأوروبية الثقيلة.

وفيما يتعلق بالمدرب ليوناردو تأتي هذه الهزيمة لتلقي بالكثير من التساؤلات حوله، وأهمها هو لماذا لا يستطيع ليوناردو الفوز بأي مباراة على ملعبه في دوري أبطال أوروبا؟ وهناك أيضا تساؤلات أخرى حول إمكانية رحيل المدرب البرازيلي عن الإنتر قريبا وتولي الإسباني غوارديولا مدرب برشلونة الحالي المهمة خلفا له. وقد صرح ليوناردو عقب نهاية المباراة قائلا: «من الناحية النظرية ما زالت هناك مباراة أخرى»، لكن هذه التصريحات لم تنجح في تخفيف غضب الجماهير التي أخذت تهتف باسم مورينهو خارج الاستاد بعد المباراة.

ظل غوارديولا: إن عدم تحقيق أي فوز في دوري أبطال أوروبا على ملعب الإنتر أمر كفيل بإثارة الشكوك حول مستقبل الفريق. ودخول 5 أهداف في شباك الإنتر أمام شالكه يعتبر أمرت غير مقبول، لا سيما أن الجميع يعتبرون الإنتر أكثر الفرق حظا في قرعة دوري أبطال أوروبا. ورغم أن موراتي أكد بعد الديربي على رغبته في بقاء ليوناردو مع الفريق، جاءت تصريحات الإسباني غوارديولا التي أعلن فيها مؤخرا عن قرب رحيله عن نادي برشلونة لتزيد من التكهنات برحيل ليوناردو عن الإنتر.

الرغبة في التعويض: وصرح ليوناردو عقب الهزيمة المخجلة من شالكه قائلا: «لقد كان أسبوعا فظيعا شديد الصعوبة. وبعد بداية المباراة بهدف كان من الصعب توقع انتهائها بهذه الصورة. هل تفكك فريق الإنتر في 3 أيام؟ لقد بذلنا الكثير من الجهد من أجل تحقيق ما حققناه والوصول لهذه المرحلة الحاسمة في بطولة الدوري الإيطالي ودوري أبطال أوروبا. لكنني أشعر بأن الأمر لم ينتهِ بعد. هل الإنتر فريق غير متوازن؟ هذه هي السمة التي أوصف بها دائما وقد استخدمتها من أجل تعويض الفارق الكبير عن الميلان في الدوري، فلم يكن الإنتر يستطيع التعادل أبدا لأن التعادل لم يكن ليجدي شيئا. لقد طالبت اللاعبين منذ شهر يناير (كانون الثاني) ببذل الكثير من الجهد والتضحيات. ولذلك وصلنا لهذه الفترة الحرجة من الموسم وليس لدينا ما نحتاجه. هل ستؤثر هذه الهزيمة على مشروع الفريق؟ لقد كنا نحتاج للضغط بشدة والفوز بأقصى عدد ممكن من المباريات. وكان هذا هو مشروع الفريق».

العقدة الأوروبية: لقد قاد ليوناردو 6 مباريات لفريقي الميلان (4 مباريات) والإنتر (مباراتين) على ملعب سان سيرو في دوري أبطال أوروبا خلال الموسمين الماضيين، والغريب أنه لم ينجح في تحقيق الفوز في أي من هذه المباريات الستة. وقد بدأت العقدة الأوروبية مع ليوناردو الموسم الماضي عندما تعادل الميلان مع ريال مدريد ومرسيليا في ميلانو وخسر أمام زيورخ ومانشستر يونايتد خلال الموسم الماضي. ولم يتغير الحال مع توليه لتدريب الإنتر، فقد خسر ليوناردو أول مباراة يقودها مع الإنتر على أرضه في دوري أبطال أوروبا أمام بايرن ميونيخ 0/1 لكنه نجح في تحقيق الإنجاز الصعب في ألمانيا. ولا شك أن تحقيق المهام الصعبة أمر جيد لكنه لا ينجح دائما. وقد ظهر ذلك في تصريحات ليوناردو عقب مباراة شالكه التي اختتمها قائلا: «ليس من الواقع أن نفكر في إمكانية تعويض الهزيمة، لكن كل شيء وارد في كرة القدم. لقد كانت الظروف أيضا في غير صالحنا، حيث سجل الفريق الألماني 5 أهداف من 7 كرات سددها على مرمانا. إن مثل هذه الهزيمة لا تعود أبدا لعامل واحد». وعندما سئل ليوناردو ما إذا كانت استراتيجيته الهجومية في الأداء هي السبب الذي أدى إلى تدهور حالة الدفاع وأنه قد يغير من هذه الاستراتيجية أجاب قائلا: «إنها الظروف التي وضع فيها الفريق وليست الاستراتيجية التي يتم تطبيقها. لقد مررنا بلحظات سعادة معا في الفريق والآن يجب أن نحافظ على وحدتنا وننطلق مجددا». والسؤال هو كيف يتحقق ذلك؟!.