تهميش الحكم السعودي.. هل دفعه للاكتفاء بإدارة نهائيات البطولات التنشيطية؟

15 نهائيا محليا في السنوات الـ6 الأخيرة لم يضبط منها سوى مباراتين

TT

«هل كُتب على الجيل الجديد من حكام الكرة السعوديين الحرمان من إدارة المباريات النهائية للبطولات الرسمية في الكرة السعودية؟».. سؤال بات يطرح نفسه كثيرا في الفترة الأخيرة بعد أن اعتاد الاتحاد السعودي لكرة القدم في السنوات الست الماضية الاستعانة بحكام أجانب لإدارة نهائيات البطولات السعودية وسط مباركة كبيرة من الأندية ومسؤوليها.

وخلال إحصائية لـ«الشرق الأوسط» لعدد المباريات التي أدارها الحكم السعودي للمباريات النهائية لأي بطولة محلية، وذلك منذ الموسم 2005/2006، نجد أن الحكم السعودي لم يدر إلا مباراتين، اقتصرتا على بطولة أولمبية هي «كأس الأمير فيصل بن فهد»، التي يتغير نظامها من موسم لموسم لكنها في الغالب تظل بطابع أولمبي وتختص باللاعبين تحت 23 عاما أو 21 عاما، حيث قاد الدولي خليل جلال نهائي بطولة الأمير فيصل بن فهد موسم 2005/2006 في المباراة التي جمعت فريقي الهلال والأهلي، ليحضر بعد ذلك الحكم الأجنبي في ثلاث نسخ متتالية من هذه البطولة قبل أن يعود الحكم السعودي مجددا لإدارة نهائي هذه البطولة وذلك بنهائي 2009/2010 في المباراة التي جمعت فريقي الهلال والشباب في الموسم الماضي، حيث قادها الحكم الدولي الواعد فهد المرداسي، وذلك بعد أن ألزم الاتحاد السعودي بوجود الحكم السعودي في تلك البطولة كاملة، وهو ما تحقق فعلا كنوع من الدعم للحكم الوطني الذي بات الحلقة الأضعف في المنظومة الرياضية السعودية.

وبالعودة للإحصائية نجد أن هناك 15 مباراة نهائية في مختلف البطولة لعبت خلال الفترة من موسم 2005/2006 وحتى الموسم الماضي 2009 /2010، كان فيها الحكم الأجنبي حاضرا في 13 مباراة، فيما كان نصيب الحكم السعودي مباراتين فقط وفي بطولة واحدة. وبتفاصيل أكثر للنهائيات الـ13 «نهائي كأس دوري خادم الحرمين الشريفين مرتين (دوري زين السعودي للمحترفين حاليا)، إضافة لـ3 نهائيات من كأس الملك للأبطال، و5 نهائيات لبطولة كأس ولي العهد، و3 نهائيات من بطولة كأس الأمير فيصل بن فهد».

السؤال العريض الذي يطرح نفسه من خلال هذه الإحصائية «هل كتب الشقاء على الحكام السعوديين؟»، فعلى الرغم من تواضع الحافز المادي الذي يتقاضاه الحكم السعودي وتأخر صرفه، كذلك التهجم الإعلامي الذي يتعرض له من قبل مسؤولي الأندية قبل وبعد بعض المباريات في دوري زين السعودي للمحترفين أو أي بطولة أخرى وذلك بسبب أخطاء تحدث من أي حكم في العالم دون أن نجد حماية كاملة له من لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد السعودي لكرة القدم، على الرغم من كل ذلك وكل ما يحدث للحكم السعودي، نجد أنه بات يغيب عن النهائيات السعودية في الفترة الأخيرة بطريقة تبدو بمثابة إسدال للستار على «الحكم السعودي» الذي يتميز في المحافل الدولية «الآسيوية والعالمية»، إلا أنه بحاجة لمنحه الفرصة لقيادة المباريات الحاسمة والمصيرية «النهائيات» داخل منظومة الكرة السعودية ومسابقاتها، وذلك أسوة بما يحدث في جميع الدوريات الأوروبية المتقدمة حيث يتم منحهم شرف قيادة النهائيات ككأس إيطاليا وكاس ملك إسبانيا وكأس الرابطة الفرنسية وكاس رابطة المحترفين الإنجليزية وكأس بلجيكا وكأس البرتغال وكأس هولندا وغيرها من البطولات العريقة في القارة الأوروبية، فالحكم السعودي بات يغيب عن المباريات الحاسمة والمصيرية في دوري زين السعودي للمحترفين إضافة لغيابه الحالي عن إدارة المباريات النهائية، وتتم الاستعانة بحكام أجانب قد تبدو أخطاؤهم قاتلة وفادحة في بعض الأحيان. ووسط ذلك هل يكتفي الحكم السعودي بإدارة المباريات النهائية الخاصة بدوري الأحياء والدورات الرمضانية والصيفية كما نشاهد ذلك على الساحة الرياضية السعودية حاليا، أم يبادر الاتحاد السعودي بمنح الفرصة للحكام السعوديين في البطولات المحلية «للفريق الأول» كبطولة كأس ولي العهد أو كأس الملك للأبطال، ويقوم بإعلان طاقم تحكيم سعودي لقيادة نهائي كأس ولي العهد بنسخته الحالية الذي سيقام يوم الجمعة 15 أبريل (نيسان) الحالي ويجمع فريقي الوحدة والهلال بمكة المكرمة، وتكون تلك فرصة جديدة ليستعيد الحكم السعودي ثقته وهيبته المفقودة منذ فترة طويلة؟

بقيت الإشارة إلى أن الاتحاد الآسيوي لكرة القدم أعلن الموسم الماضي أنه بصدد دعم الحكام المواطنين في القارة، وأنه لن يؤدي دور المتفرج على الاتحادات المنضوية تحت لوائه وهي تهمش حكمها المحلي على حساب الأجنبي، مع العلم بأنه وضع آلية من خلال أن يقوم الحكام المحليون بإدارة النسبة الأعلى من المباريات في المسابقات المحلية، وعدم تفعيل ذلك يعني محاسبة الاتحادات الوطنية.