اللياقة وهدوء الأعصاب والجانب الدفاعي طريق الإنتر للخروج من أزمته

موراتي رئيس النادي أكد بقاء المدير الفني ليوناردو حتى نهاية الموسم على الأقل

TT

إن ليوناردو لا يحب أبدا أن يتحدث بوضوح عن المستقبل، لا سيما عن مستقبله هو، لكن موراتي رئيس الإنتر أكد في تصريحاته الأخيرة أن المدرب يجب أن يفكر الآن في حاضر فريق الإنتر ولا يدع الهزائم الأخيرة تؤثر عليه.

ليس محبطا: لقد كان البدء من جديد بعد رحيل بينيتيز عن تدريب الإنتر أمرا يحتاج إلى الثقة والإرادة، وكان ليوناردو هو صاحب الفضل في بث هذه الروح للاعبي الإنتر. لكن المشكلة الكبرى التي تواجه ليوناردو حاليا لا تتمثل في هتافات الجماهير الساخطة أو في تردد اسمي غوارديولا وفياس بواس كمدربين محتملين للإنتر، وإنما هو الأمر الذي تحدث عنه المدرب مع موراتي في استاد سان سيرو بعد مباراة شالكه وعاد للحديث عنه يوم أول من أمس الأربعاء في تصريحاته التي قال فيها: «ما الخطأ الذي ارتكبته؟». ويدل هذا السؤال على حيرة المدرب وتشتت تفكيره، وهو الشيء الذي يرغب موراتي في تفسيره على أنه مجرد لحظة ضعف بسبب نتائج الفريق الأخيرة.

إنقاذ ما يمكن إنقاذه: إن إعادة تنظيم الأمور هي أهم شيء يجب أن يقوم به ليوناردو والإنتر في الوقت الحالي. فالمهم الآن هو إنقاذ ما يمكن إنقاذه، فبغض النظر عن ابتعاد اللقب عن الإنتر يجب على الفريق أن يضمن على الأقل المركز الثالث، وكذلك يجب أن يسعى للفوز بكأس إيطاليا. ويجب أن يحتفظ الجميع حاليا بهدوء أعصابهم، وهو ما أكد عليه الكثير من لاعبي الفريق تجنبا لحدوث انهيار كامل بالفريق، لا سيما في ظل انخفاض اللياقة البدنية للاعبين مع اقتراب الموسم من النهاية.

سياسة الدور: والشيء الثاني العاجل الذي يجب أن يقوم به ليوناردو في الفترة القادمة هو إدارة القوة البدنية والذهنية الموجودة لدى اللاعبين بأفضل صورة ممكنة. ولذلك ينبغي على المدرب البرازيلي أن يعيد النظر في إدارته الفنية والخططية للمباريات. وقد أكدت آخر مباراتين للفريق ضرورة عمل ذلك، خصوصا أن من المتوقع أن ينخفض مستوى اللياقة البدنية للفريق في الفترة القادمة بسبب المجهود الكبير الذي بذله اللاعبون سعيا لتعويض فارق النقاط عن الميلان. والغريب في الأمر أن انخفاض مستوى ونتائج الإنتر قد بدأ عندما أصبح الفريق لأول مرة مكتمل الصفوف تحت قيادة ليوناردو. وكان السبب في ذلك هو عدم اعتماد ليوناردو لسياسة الدور والتبادل في إشراك اللاعبين. ولذلك ينبغي على المدرب الآن أن يسعى لاستخدام اللاعبين الذين ما زالوا يحتفظون بلياقتهم البدنية، مثل ناغاتومو وأيضا ماريغا الذي يستحق الحصول على فرصة في الفترة القادمة.

الاهتمام بالشق الدفاعي: والوسيلة الثالثة للخروج بالإنتر من عثرته تتمثل في ضرورة سعي الفريق للعب بطريقة «آمنة» نظرا لعدم تمكنه من فرض سيطرته داخل الملعب وإظهار أداء جميل وفرض سطوته على منافسيه. ويجب على ليوناردو أن يسعى لزيادة الاهتمام بالشق الدفاعي في الفريق، مع عودة لوسيو الذي يتأثر دفاع الإنتر كثيرا بغيابه، ومنح المزيد من التوازن والتركيز لخط الدفاع بغض النظر عن طريقة اللعب التي يطبقها الفريق. لكن ليس من المنطقي أن يقوم ليوناردو بتغيير فلسفته في الأداء التي تقوم على الهجوم غير المتزن والبحث عن الأهداف بين عشية وضحاها. ولم يكن من المنطقي أيضا أن يكون اللاعبان ميليتو وإيتو (صاحبا الفضل الأول في انتصارات الفريق الموسم الماضي) هما من أهدرها أهدافا سهلة أمام فريق الميلان وشالكه، ولعل ذلك كان دليلا على معاندة القدر لفريق الإنتر في المباريات الأخيرة الحاسمة.

وخرج موراتي عن صمته وتحدث يوم الأربعاء معلقا على هزيمة الفريق أمام شالكه الألماني. وأكد موراتي على نفس الأشياء التي قالها باقتضاب مساء الثلاثاء (ليلة المباراة) بعد حواره السريع مع ليوناردو عقب المباراة قائلا: «إنه درس غير متوقع يجب تحويله إلى شيء إيجابي».

ليوناردو باقٍ في الفترة القادمة. وينوي رئيس نادي الإنتر الإبقاء على ليوناردو على الأقل حتى شهر يونيو (حزيران) القادم، إذا اقتنع ليوناردو نفسه بذلك بالطبع. وقد صرح ليوناردو قائلا في هذا الصدد يوم الأربعاء: «إن ليوناردو شخص ذكي ويخوض حاليا تجربة ليست سهلة بالتأكيد. هل أراه مناسبا لتولي عمل إداري أم كمدرب المستقبل؟ لقد بدأ الحوار في ما بيننا للحديث عما يقوم به ليوناردو حاليا، لكن الأمر قد يتطور بالطبع بفضل قدرات ليوناردو. لكننا نفكر الآن في ما يجب عليه فعله حاليا وهو مدرب للإنتر. إن ليوناردو يعرف جيدا أن هذه هي مسؤوليته».

متحدون وبلا خوف: لكن مسؤولية الجميع الآن هي الحفاظ على الهدوء وتجنب تحول الشهر ونصف المتبقي على نهاية الموسم لكابوس للفريق. وأضاف موراتي قائلا في هذا الصدد: «إن ما حدث يوم الثلاثاء أمر غير متوقع، ودرس لنا. لكن الفريق يبقى كما هو، وفي كثير من الأحيان تصبح الأشياء التي تبدو مستحيلة أكثر سهولة. ولذلك يجب أن نحاول معرفة كيف يمكن تحويل ما حدث إلى شيء إيجابي. وهو ليس بالأمر السهل، لكنني أعتقد أن السبب الأول لما حدث هو الإرهاق. ولذلك يجب أن نعود إلى طريقنا المعتاد ربما من خلال جميع اللاعبين المتاحين لدينا. لقد شارك جميع اللاعبين بصورة قليلة للغاية في الشق الدفاعي، ولا أعتقد أنهم فعلوا ذلك كنوع من الإهمال وإنما لأن اللياقة البدنية لم تسعفهم عند حد معين. إن كرة القدم ترتبط بأشياء أخرى كثيرة، منها الحظ وحسن اختيار التوقيتات. ويجب علينا تجاوز هذه الفترة. إننا متحدون للغاية ولا نشعر بالخوف من الوضع الحالي».

التفكير في الميلان: لكن الميلان يستحوذ أيضا على بعض من تفكير رئيس الإنتر الذي تحدث عن مباراة الديربي قائلا قبل مباراة شالكه: «يجب التعامل مع هذه الهزيمة وإلا فإن الفريق سيتعرض للجمود. صحيح أننا واجهنا أجواء مبالغا فيها بشدة، لكن هذا لم يكن سبب الهزيمة». وبعد ذلك صرح موراتي قائلا: «لقد واجه ليوناردو فجأة نفسه في مواجهة حقيقتين متباينتين للغاية. وأنا أعرف كيف يمكن أن تكون كرة القدم قاسية. لقد كان الإنتر فريقا راقيا حتى عندما كان يحقق الفوز. وبالتأكيد لا يروق لي الغرور، لكن لا يروق لي العجز أيضا». وكان موراتي يقصد بذلك أن ما واجهه ليوناردو من جماهير الميلان في الديربي أمر شديد كان ينبغي الرد عليه من جانب المدرب واللاعبين.