الحسن اليامي.. صندوق المفاجآت السارة لجماهير نجران

تألقه اللافت في مباراة القادسية الأخيرة أثبت أن «الدهن في العتاقي»

TT

على الرغم من تقدمه في العمر وانخفاض لياقته البدنية كثيرا عن السابق، فإن قائد فريق نجران «الحسن اليامي» ما زال يثبت يوما تلو الآخر أنه ذهب لا يصدأ مهما تقادم مشواره في الملاعب، وما مباراة القادسية الأخيرة في دوري زين إلا دليل حي على «نجومية» هذا اللاعب، البالغ من العمر 40 عاما، عندما تمكن من قيادة فريقه للفوز بعد أن كان منافسه متقدما بنتيجة 2/1؛ إذ إن نزول اليامي لأرض الميدان كبديل للمدافع عبد الله راسان حول مسار المواجهة عندما استطاع التسجيل من أول فرصة وتحديدا عند الدقيقة 82 بعد حصوله على ضربة حرة بعيدة عن مرمى القادسية؛ حيث سددها قوية ليسكنها شباك منصور النجعي معادلا كفة النتيجة 2/2، وفي اللحظات الأخيرة انطلق اليامي بكرة من منتصف الميدان مراوغا بها دفاعات القادسية ليمنح الكونغولي ديبا مهاجم فريقه كرة على طبق من ذهب لم يتوانَ الأخير في إيداعها داخل شباك القادسية، نجح من خلالها نجران في اقتناص 3 نقاط ثمينة ربما تساعده في الابتعاد عن شبح الهبوط بفضل مهاجمه المخضرم، الذي ارتدى القميص رقم (21) في تلك المباراة كتعبير عن 21 عاما قضاها في الملاعب الرياضية.

وُلد الحسن اليامي في 21 أغسطس (آب) 1972، وبدأ مشواره الرياضي بمدينة الخفجي من خلال دورات الأحياء ثم لعب بنادي العلمين إلى أن انتقل لنادي الأخدود عام 1990، ثم لعب مع شباب فريق الأخدود أمام فريق شرورة في دوري المناطق وسجل هدفين في المباراة.

ودع اليامي الرياضة في حياته وذلك بعد أن حزم حقائبه ورحل لمدينة جدة لإكمال دراسته الجامعية في جامعة الملك عبد العزيز من دون معرفته أن انتقاله هذا سيدخله الشهرة من أوسع أبوابها، اشتهر في البداية في السكن الجامعي بإجادته طهي الأكلات الشعبية؛ حيث يقول: كانت غرفتي في سكن الجامعة تعج بالزملاء والأصدقاء؛ وذلك لتناول طعامي الغداء أو العشاء، كوني أجيد الطبخ بجدارة، اشتهر اليامي بعد ذلك بملاعب الجامعة حتى تمكن من خوض تجربة ميدانية في تدريبات فريق الاتحاد حتى اقتنع به الجهاز الفني وأوصى بتسجيله سريعا، لم تكن البداية مميزة بالنسبة لليامي في أول موسم مع فريق الاتحاد، إلا أنه بعد ذلك تحصل على فرصة المشاركة ليثبت نفسه سريعا ويفرض حضوره على التشكيلة الاتحادية التي تضم الكثير من اللاعبين المميزين، يتقدمهم حمزة إدريس، الهداف التاريخي لفريق الاتحاد، إلا أن اليامي شكل ثنائيا قويا مع إدريس حتى لفت أنظار مدرب الأخضر السعودي وسارع بضمه في عام 2002، ليشارك في بطولة الخليج للمنتخبات (خليجي 15) التي توج بها الأخضر السعودي كبطل لتلك البطولة التي أقيمت في الرياض؛ حيث تميز الثنائي عبد الله الجمعان والحسن اليامي في قيادة الأخضر نحو تحقيق اللقب.

وغادر الحسن اليامي فريقه الاتحاد بعد تقدمه بالعمر ورغبته بالعودة إلى منطقته نجران في 2004، بعد أن اعتزل وودع الملاعب الرياضية، إلا أن مسؤولي نادي نجران طلبوا ود اليامي الذي وافق سريعا على الانضمام لفريق نجران، الذي كان يشارك وقتها في دوري الدرجة الأولى، وتمكن اليامي من قيادة فريقه إلى الصعود رسميا لأول مرة في تاريخه لدوري زين السعودي للمحترفين وذلك في عام 2007؛ حيث توج هدافا للدرجة الأولى بـ23 هدفا، وفي أول موسم لفريق نجران بدوري زين السعودي للمحترفين تمكن من تسجيل 16 هدفا أسهمت في بقاء فريقه في مصاف أندية الممتاز، وعلى الرغم من هذه المستويات المميزة التي يقدمها الحسن اليامي مع فريقه نجران وقدرته على تسجيل الأهداف أو صناعتها فإنه سبق أن أعلن أن الموسم الحالي هو الأخير له في الملاعب الرياضية، وفقا لما أكده مطلع الموسم الحالي الذي سجل فيه 4 أهداف على الرغم من مشاركته المتقطعة لظروف متعددة، إلا أنه يظل رقما صعبا في فريقه.

كان قائد وهداف الفريق الكروي الأول بنادي نجران الحسن اليامي قد كشف عن أن سر ارتدائه رقم (21) أمام القادسية في الجولة الـ22 من دوري زين السعودي للمحترفين، التي كسبها نجران 3/2، بخلاف الرقم الذي عرف به طوال مشواره الرياضي 20، يعود إلى عدد الأعوام التي قضاها اليامي في الملاعب متنقلا بين أندية الأخدود ونجران والاتحاد، قبل أن يحط رحاله مجددا مع فريق نجران، وقال: «الرقم 21 يعبر عن مشواري في الملاعب السعودية، وأحببت ارتداء هذا الرقم في ختام مسيرتي الكروية مع فريق نجران، التي أتمنى أن تتوج ببقاء فريق نجران موسما جديدا ضمن فرق دوري زين السعودي للمحترفين».