يبدو أن دوري «زين» السعودي للمحترفين يتجه للدخول في موسوعة «غينيس» للأرقام القياسية، فمباريات الدوري هذا الموسم لعبت في جميع أيام الأسبوع، فجولة بعد أخرى ينبغي على المتابع أن يطلع على جدول المباريات لمعرفة أيام إقامتها، فأصبح المتابع الرياضي تائها ما بين أيام الأسبوع السبعة، لا ندري ما هو السبب وراء توزيع لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم مباريات الدوري على جميع أيام الأسبوع، وعدم تثبيتها في يومين محددين طوال الموسم الرياضي، فالدوريات العالمية الكبرى، أمثال الإنجليزي والإسباني والإيطالي، معروف أن مباريات الدوري فيها طوال الموسم تقام يومي السبت والأحد (إجازة نهاية الأسبوع في تلك البلدان)، مع إمكانية إقامة جولات «استثنائية» يومي الثلاثاء والأربعاء، بسبب تعويض توقف الدوري سواء لأعياد رأس السنة، أو لإقامة تصفيات المنتخبات المؤهلة للبطولات في قارة أوروبا، أو لأسباب أخرى، لذلك يجب أن تعي لجنة المسابقات هذا الأمر جيدا، وأن تبدأ منذ الموسم المقبل بتثبيت أيام إقامة مباريات الدوري في إجازة نهاية الأسبوع في السعودية يومي الخميس والجمعة، ولا مانع من إقامة بعض الجولات في باقي أيامي الأسبوع لحالات استثنائية فقط، «الشرق الأوسط» ستوضح في التقرير التالي الأيام التي أقيمت فيها جولات الدوري في السعودية بالأرقام:
يعد يوما الخميس والجمعة هما أكثر الأيام التي تلعب فيها جولات دوري «زين» السعودي للمحترفين هذا الموسم، وذلك حتى نهاية الجولة الـ21، وبحسب الإحصائية التي قامت بها «الشرق الأوسط»، نجد أن جولات الدوري منذ انطلاقته في شهر أغسطس (آب) 2010 وحتى آخر جولة أدرجت ضمن هذه الإحصائية (الجولة 21) لعبت في جميع أيام الأسبوع السبعة، إلا أن يومي الخميس والجمعة (أيام الإجازة الرسمية في السعودية) هما الأكثر بـ12 جولة، يحل بعدهما يوم الأحد بـ10 جولات، يليه يوم السبت بـ8 جولات، ثم يوم الأربعاء بـ7 جولات، ويوم الثلاثاء بـ5 جولات، وأخيرا يوم الاثنين بـ3 جولات، حيث يعد هو أقل الأيام التي تلعب فيه مباريات دوري «زين» السعودي للمحترفين.
وفي جانب آخر، يشمل توزيع الجولة على عدد الأيام، نجد أن 15 جولة من أصل 21 لعبت على يومين، بينما لعبت 4 جولات موزعة على ثلاثة أيام، وأخيرا لعبت جولتان موزعتان على 4 أيام، وتشير إحصائية عدد الأيام التي تلعب فيها جولات دوري زين السعودي للمحترفين إلى وجود خلل ليس بالجديد في جدولة المسابقات للدوري السعودي، فلقد اعتاد المتابع للرياضة العالمية أنها تقام يومي (السبت والأحد) بشكل دائم، وذلك بحسب الإحصائيات والأرقام التي تؤكد ذلك.
وعند النظر للدوري الياباني المتشارك مع الدوري السعودية من حيث روزنامة المسابقات الآسيوية، نجد أن هناك أياما محددة لإقامة جولات الدوري مشابهة تماما لما يحدث في الدوريات الأوروبية المتقدمة، حيث يخصص يوما السبت والأحد للعب جولات الدوري، بينما يكون يوما الثلاثاء والأربعاء لمباريات دوري المحترفين الآسيوي ومباريات المسابقات الأخرى المختلفة الخاصة بالكرة اليابانية.
وبالعودة لجدولة المسابقات السعودية، وبالأخص دوري «زين» السعودي للمحترفين، الذي يعاني من خلل في عملية توزيع المباريات على أيام الأسبوع، إضافة لتوقيت المباريات، فالمشكلة الأولى التي تواجه جدولة الدوري السعودي عند كل موسم، وهي ما يجب أن يؤخذ بعين الاعتبار، عدم توحيد أيام خاصة لمباريات دوري «زين» السعودي للمحترفين، من شأنه التأثير سلبا على أمور كثيرة، منها عملية بيع حقوق النقل التلفزيوني كون بعض القنوات تكون مرتبطة بدوريات ومسابقات عالمية، إضافة للتأثير السلبي للحضور الجماهيري، فإقامة مباراة في منتصف الأسبوع مختلفة تماما، عندما تقام في أحد أيام الإجازة الرسمية في السعودية، فمثلا يتم تحديد يومين للعب مباريات الدوري السعودي، كما يحدث في دوري الدرجة الأولى والثانية في السعودية، حيث تلعب منافسات هذه البطولة ابتداء من يوم الأربعاء وحتى يوم الجمعة طيلة الموسم الرياضي، وبكل تأكيد الأمر مختلف على صعيد أندية الدرجة الممتازة كون روزنامة الموسم تتضمنها مشاركات خارجية للأندية، ومشاركات المنتخب السعودي، ولكن حل هذا الأمر يبدو سهلا عند النظر لتجربة الكرة اليابانية المتشاركة مع السعوديين بذات الروزنامة، ونقل هذه التجربة لجدولة المسابقات السعودية مع إحداث بعض التعديلات الخاصة بمواعيد انطلاق الدوري وغيرها.
والمشكلة الثانية التي تواجه عملية جدولة المسابقات السعودية هي «الوقت المحدد للمباريات»، حيث اعتاد الوسط الرياضي مشاهدة جميع المباريات في وقت محدد، وذلك عقب صلاة العشاء بتوقيت مكة المكرمة (بعد الثامنة ليلا)، مما يفقد بعض المواجهات المهمة والتنافسية الحضور الجماهيري أو حتى يقلل من التغطية الإعلامية لهذه المباراة، فمثلا مباراة قمة وكلاسيكو مثير في الدوري الإنجليزي تجمع بين فريقي مانشستر يونايتد وليفربول في الجولة الخامسة من الدوري نجدها تقام لوحدها بتوقيت مختلف عن بقية المباريات، أو في الدوري الإيطالي، وذلك في مباراة الديربي التي جمعت بين ميلان ونظيره إنترميلان مؤخرا حيث أقيمت لوحدها بتوقيت مغاير عن بقية مباريات الجولة، أو كما سيحدث في قمة الكرة الإسبانية المنتظرة التي ستجمع بين ريال مدريد وبرشلونة في 16 من شهر أبريل (نيسان) الحالي، حيث ستقام المباراة بتوقيت مغاير عن بقية المباريات، الأمر الآخر الذي يجب أن يتم أخذه بعين الاعتبار من قبل لجنة المسابقات السعودية التي يرأسها الدولي السابق فهد المصيبيح، هو إقامة المباريات بتوقيت مختلف، والعمل بما حدث مؤخرا في مباراة السد القطري والنصر السعودي التي أقيمت في الدوحة ضمن مباريات دوري المحترفين الآسيوي عند الساعة 6:15 بتوقيت مكة المكرمة، وبعد نهاية المباراة بدقائق معدودة أقيمت مباراة الهلال السعودي ونظيره الجزيرة الإماراتي في الرياض، مما يعني أن هذه التجربة تبدو ناجحة باعتماد وقتين مختلفين لتوزيع مباريات الجولة عليها، كما حدث في المباراتين السابقتين، بحيث تكون صلاة العشاء بين شوطي المباراة الأولى، إضافة لتمكن بعض الأندية في المناطق الباردة في فصل الشتاء كالرياض والقصيم وغيرها من المناطق أن تلعب مبارياتها عصرا، مما يمنح بقية المباريات متعة وإثارة وحضورا جماهيريا كبيرا، إضافة لتمكن وسائل الإعلام من تغطيتها بصورة جيدة.