المرداسي: لجنة الحكام تعتقد أننا أجهزة كومبيوتر.. ومعاملتها قادتني للاعتزال المبكر

الحكم السعودي قال إن مناقشتهم أمام الإعلاميين تصرف غير مقبول

TT

يبدو أن التحكيم السعودي مقبل على مرحلة حرجة جدا، فيوما بعد يوم يثبت أنه الحلقة الأضعف في المنظومة الرياضية السعودية، وذلك على كل الأصعدة ماديا معنويا، فضعف المقابل المادي الذي يتقاضاه الحكم السعودي وتأخر تسليمه الذي قد يتجاوز مرحلة الأشهر لسنوات، لا يكفي إطلاقا نظير ما يتعرض له الحكم السعودي من انتقادات كبيرة من قبل مسؤولي الأندية تصل في أحيان كثيرة لتجريح حاد على المستوى الشخصي، أو ربما تصل الأضرار إلى الاعتداء الجسدي، خصوصا عندما يقودون مباريات الدرجات الأقل من الممتازة، وأمام كل ذلك يقف جميع المسؤولين في لجنة الحكام الرئيسية ومسؤولي لجنة الانضباط صامتين دون أن يصدروا أي عقوبة بحق من قام بذلك، وبات الحكم الأجنبي الحل الوحيد، ربما الذي يلجأ إليه مسؤولو اتحاد الكرة لتجنب مثل هذه المشكلات. بكل تأكيد من يقتحم دهاليز الحكام السعوديين سيكون أمامه ملف كبير يحوي الكثير من المشكلات والنقاط التي بحاجة للمعالجة الفورية، وعلى الرغم من جميع هذه المشكلات التي تعرقل مسيرة الحكم السعودي، فإننا نشاهد أسماء قوية تمكنت من تسجيل حضورها على الصعيدين العالمي والآسيوي، كما حدث مع المونديالي خليل جلال وغيره من الحكام السعوديين المبدعين، إضافة للأسماء الواعدة والشابة التي ينتظرها مستقبل باهر في التحكيم، إلا أن المفاجأة المدوية هي إعلان اسمين من هذه الأسماء اعتزالهما هذا المجال، كما حدث في الموسم الماضي مع الحكم الدولي السابق عبد الله القحطاني، وذلك بعد نيله للشارة الدولية بأشهر معدودة، إلا أنه قدم اعتزاله عن التحكيم احتجاجا على ما يتعرض له الحكم السعودي من إهانات وتجريح دون وجود أي تدخل من لجنة الحكام. وسار على خطاه أفضل الحكام الواعدين على الساحة السعودية حاليا، وهو الدولي فهد المرداسي البالغ من العمر 26، والحائز على الشارة الدولية في الأشهر الماضية، حيث أعلن أول من أمس اعتزاله عبر الهواء مباشرة في القناة الرياضية السعودية وعبر برنامجها «الملعب»، وقال المرداسي في هذا الشأن: «قراري نهائي ولا رجعة فيه، واعتزالي التحكيم ليس مرتبطا بأحداث مباراة نجران والتعاون، بل لتراكمات سابقة جعلتني أفكر جديا بالاعتزال»، مضيفا: «لجنة الحكام لا تقف معك وتظنك جهاز كومبيوتر لا تخطئ أبدا»، وعن الأحداث المصاحبة لمباراة نجران والتعاون قال المرداسي: «تفاجأت بعدم خروج مسؤولي لجنة الحكام والوقوف معي، ولم يكتفوا بذلك بل قاموا بتوجيه تساؤلات إلي: أين أتدرب وهل فعلا تدربت مع فريق التعاون كما ذكر في وسائل الإعلام؟!، على الرغم من كونهم أكثر من يعلم أين أتدرب وذلك في مدينة الملك عبد الله الرياضية في بريدة مع حكام منطقة القصيم، وبمعرفة من قبل المشرف عبد الرحمن التويجري، علما بأن فريق التعاون يتدرب في مدينة البكيرية، أيضا سألوني هل تواجدت في نفس الرحلة التي أقلت التعاون من مدينة نجران، وأنا هنا أطرح تساؤلي هل المطلوب مني أن أتنقل عبر حافلات النقل الجماعي أو سيارة الأجرة حتى أثبت لهم نزاهتي أو أنتظر لليوم التالي في نجران وأعود في رحلة الغد».

وأضاف المرداسي: «شاهدنا الاتحاد السعودي لكرة القدم أصدر بيانا يستنكر فيه ما تعرض له رئيس لجنة الاحتراف الدكتور صالح بن ناصر، من خلال الرسائل النصية الهاتفية، وهذا بكل تأكيد أسعدنا جميعا، ولكن عندما أتعرض شخصيا لهجوم وتشكيك في النزاهة وتصريحات في كل الصحف (المرداسي حضر لأجل فوز التعاون)، وفي جميع وسائل الأعلام ولجنة الحكام لم تفعل شيئا على الرغم من أن الأمر لم يقتصر على رسائل (جوال)، بل هي تصريحات الجميع شاهدها، فأنا لست بحاجة لإشادات إيجابية من قبل مسؤولي لجنة الحكام، بل أنا بحاجة لوقفتهم معي في مثل هذه الحالة». وواصل المرداسي حديثه: «الحكم السعودي يخاف الله ويسعى جاهدا لإرضائه وإرضاء ضميره بعد ذلك، فلا أحد يستطيع النوم وهو قد تعمد ظلم أحد».

وعما حصل له بعد مباراة نجران قال: «تم تكليفي بقيادة ثلاث مباريات في دوري الدرجة الأولى إلا أن ما تعرضت له أمر غير جيد، وهو تكليفي من قبل لجنة الحكام بإدارة مباراة في دوري الدرجة الأولى في مدينة أبها ستقام يوم الجمعة وأنا كنت وقتها في دبي مكلف بقيادة مباراة الشباب الإماراتي والرفاع البحريني في البطولة الخليجية، وذلك يوم (الأربعاء)، بمعنى أن التكليف جاء قبل يومين من المباراة والجميع يعرف صعوبة الحجوزات وغيرها، فأعتقد أن مثل هذا الأسلوب نوع من (التطفيش)»، مشيرا إلى أن القسوة في التعامل مع الحكام الجدد والصغار في السن ستعجل برحيلهم من الساحة.

وتابع: «ما ذكر في وسائل الإعلام من أن لاعب التعاون ناصر البيشي يعمل في ذات المدرسة التي أدرس بها وهذا أمر عار من الصحة، فربما لكونه متخرجا في نفس التخصص (تربية بدنية) قالوا إنه زميل لي»، ومضى المرداسي في حديثه: «اجتماع لجنة الحكام لمناقشة الأخطاء أقر في عهد عبد الله الناصر، وهي خطوة أكثر من رائعة، ولكن بعدما فتح المجال في رئاسة عمر المهنا أمام الإعلاميين ومنسوبي الأندية أصبح الأمر مختلفا فهو أمر لا مبرر له، وأنا أتساءل هل المهنا أعرف من رئيس لجنة التحكيم في الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) الخبير الإسباني الذي يرفض وجود وسائل الأعلام عند المناقشة، وأستغرب من قيام لجنة الحكام بإحضار خبير أجنبي في مجال التحكيم ليلقي علينا محاضرات ولدينا الحكم المونديالي خليل جلال، الذي ظلمته اللجنة كثيرا وتجاهلت تكريمه بعد عودته من كأس العالم 2010، وهو الذي تلقى إشادات واسعة جدا». وقال المرداسي: «سيكون نهاية عهدي في التحكيم مباراة الفيصلي الأردني والنصر الكويتي ضمن مباريات كأس الاتحاد الآسيوي»، مشيرا إلى أن حديثه عن المعاناة التي يعيشها الحكم السعودي هي لأجل غيره وللحكام الشباب الواعدين، مختتما حديثه: «التحكيم بالنسبة لي هواية، وأنا عاشق له بجنون، على الرغم من مشكلاته ومتاعبه، فأنا لأجل التحكيم قمت بتأجيل دراستي لمرحلة الماجستير ثلاث مرات، وبكل أمانة لا أتصور نفسي مستقبلا خارج مجال التحكيم، وستظل شهادة الأمير نواف بن فيصل الرئيس العام لرعاية الشباب وساما على صدري لن أنساه طيلة حياتي».

بقيت الإشارة إلى أن الحكم فهد المرداسي يعتبر ثاني أكثر حكم سعودي يدير مباريات دوري «زين» السعودي للمحترفين، وذلك بـ13 مباراة، وحصل على الشارة الدولية كأصغر حكم سعودي تمكن من نيلها.