الإنتر يحقق فوز معنويا على كييفو قبل مواجهة شالكه الحاسمة في دوري الأبطال

ليوناردو قال إنهم واثقون من العودة محليا وأوروبيا.. وإيتو يستعيد ذكريات برشلونة

TT

نجح فريق الإنتر في اقتناص فوز معنوي مهم على حساب ضيفه كييفو أول من أمس، على ملعب سان سيرو، بثنائية نظيفة في افتتاحية الجولة الـ32 من مباريات دوري الدرجة الأولى الإيطالي. وخرج الفريقان بالتعادل السلبي في الشوط الأول، غير أن كامبياسو، لاعب الإنتر، تمكن في الدقيقة 20 من الشوط الثاني من فك رموز اللقاء وإحراز هدف التقدم لفريقه، ثم سجل مايكون هدف الطمأنينة لأصحاب الأرض والجمهور في الدقيقة 39 من الشوط ذاته. وارتفع رصيد الإنتر إلى النقطة 63، فيما تجمد رصيد كييفو عند النقطة 36 في انتظار ما ستسفر عنه بقية مباريات الجولة. لكن الثنائية التي سجلها الإنتر في شباك ضيفه ليست كافية لنسيان إخفاقات الفريق الأخيرة.

يذكر أن الإنتر كان قد دخل اللقاء وهو يحمل خلفه هزيمتين ثقيلتين متتاليتين على الملعب نفسه، إحداهما في الديربي في الدوري المحلي بنتيجة 0/3 أمام الميلان، المتصدر، والأخرى في مباراة ذهاب دور الثمانية من دوري أبطال أوروبا 2/5 أمام شالكه الألماني. لقد ظلت المشكلات التي يعاني منها الإنتر واضحة خلال لقاء أول من أمس، بيد أنها هذه المرة بدنية أكثر منها خططية، ولم يعان فريق ليوناردو، مدرب الإنتر، بهذه الصورة من قبل، في مباراة على أرضه، حتى يدرك الهدف الأول. لكن من الصحيح كذلك تسليط الضوء مرة أخرى على الأبطال القدامى لـ«الثلاثية»، الذين لعبوا دورا كبيرا في فوز الفريق، وهكذا أدرك الإنتر الفوز التاسع له من إجمالي 9 مباريات على أرضه في الدوري المحلي بقيادة ليوناردو. إنها أرقام تستحق، بالتأكيد، الإشادة حتى وإن كانت تبزغ من خلفها عيوب الفريق المقلقة في أصعب لحظات الدوري.

التوازن والأهداف: وأمام الانتصار التاسع على التوالي في الدوري المحلي لا يزال ليوناردو يحتفظ بهذا التوازن الذي كان هو أيضا مفتاح الفوز. وقال عقب انتهاء اللقاء «كان يلزمنا الهدوء والتوازن بعد التعرض إلى هزيمتين مهمتين أمام الميلان وشالكه. لم يكن من السهل علينا أن نبقى داخل أجواء المباراة أمام فريق مثل كييفو الذي لم يكن يمنحنا المساحات. لكننا دائما كنا نؤمن بأن الأهداف التي نسعى إليها ستتحقق. قبل هذا اللقاء كنا لا نزال على بعد 5 نقاط من الميلان، ويوم الأربعاء لدينا أيضا مباراة العودة أمام شالكه. كانت الأهداف موجودة، ولا تزال حتى الآن، لذلك كان من المهم الفوز. لم يكن الأمر سهلا أيضا بسبب الحر وصعوبة إدراك هدف التقدم، غير أننا كنا رائعين في تجاوز كل ذلك. شنايدر وميليتو كانا في حاجة إلى بعض الراحة؟ شنايدر كان يعاني قبل اللقاء من تورم في الركبة لكنه تمكن من المشاركة في الشوط الثاني. وكان يتعين علي منح ميليتو بعض الراحة، فالمشاركة في 3 مباريات متتالية بعد الإصابة كانت تمثل جهدا كبيرا للغاية، لذلك قمت بالدفع به في منتصف الشوط الثاني. لقد أبلى لاعبو الأجنحة بلاء حسنا ومنحونا إمكانية التحرك أمام فريق منغلق. وقد تمكن مايكون بإحراز هدفه الأول هذا الموسم من كسر ذلك الحاجز».

شالكه الألماني والقصة: ويتجه عقل فريق الإنتر الآن إلى التفكير بصدد مباراة إياب دور الثمانية أمام شالكه الألماني، والتي ستقام يوم الأربعاء. وقد شن ليوناردو هجوما على الفريق الألماني قائلا «لقد سخرنا، في الواقع، من أسمائهم في غرفة خلع الملابس. لا أعرف الآن إذا كانت عودة الإنتر أسهل في الدوري المحلي أم في دوري أبطال أوروبا. نحن نفكر حاليا في كليهما. وأنا أعتقد في قدرتنا على تحقيق ذلك. لقد روى لنا الكاميروني إيتو قصة عودة مشابهة لهذا الشأن». والإشارة هنا تعود إلى فريق خيتافي الإسباني، الذي خسر من قبل أمام برشلونة الإسباني (عندما كان إيتو يلعب لصالح الأخير) بنتيجة1/5، ثم تمكن في لقاء العودة من الفوز 4/0 على ملعب البارسا، وتمكن من تجاوز هذه المرحلة.

موراتي وناغاتومو: لم يتحدث موراتي، رئيس الإنتر، عقب مباراة كييفو بأي تصريحات، لكنه اتجه إلى غرفة خلع الملابس من أجل الاحتفال مع الجميع، لا سيما مع الياباني ناغاتومو الذي كان أفضل لاعب في الإنتر داخل الملعب. وقبل اللقاء كان موراتي قد عاد في حديثه إلى الأسبوع المظلم الذي شهد خسارتي الفريق المتتاليتين، وقال «لقد كان ليوناردو ذكيا في استبعاد مستقبله كإداري مع النادي، لأن هذا الحديث لم يكن يعني أنه لو تعرض الآن إلى الخسارة في أي مباراة فإن بإمكانه العمل كإداري. ما قاله ليوناردو كان مزحة، فهو يرتبط مع النادي بعقد كمدرب فحسب. ثم في المستقبل يمكن أن يحدث أي شيء. كيف وجدت لاعبي الفريق بعد استقبالهم للأهداف الثمانية في المباراتين اللتين خسرهما الإنتر مؤخرا؟ من المؤكد أنهم لم يكونوا سعداء، لكنهم على استعداد للقيام برد فعل مناسب، فهم أذكياء وقادرون على تحمل المسؤولية». وقد صرح كامبياسو، صاحب الهدف الأول، قائلا «لقد كنا نخشى كثيرا من فقد هذه النقاط الثلاث، لكن هذا ليس تحريرا. كان ينبغي على هذه المباراة أن تكون لقاء الطمأنينة، لأنه كان هناك الكثير من الجوانب الخارجية التي تسبب لنا العصبية». إنه تمرد الإنتر الذي يبدو أنه قد بدأ الآن.

ما زال هناك ما يجب القيام به: أن يكون كامبياسو هو من يفك شفرة لقاء كييفو ليس بالصدفة، لأن هذا اللاعب هو شخص يمكنه أن يأخذك من يدك ويساعدك على السير، وهذا ما حدث من قبل خلال مباراة كاتانيا (عندما تمكن من تسجيل ثنائية في الشوط الثاني)، وأمام نابولي (استطاع أن يسجل هدف الـ2/1 لفريقه)، وفي لقاء روما (سجل الهدف الـ5 لفريقه)، وأمام كييفو تكرر الأمر بعد الانتقادات الشديدة التي تعرض لها الإنتر وكان اللاعب نفسه يردها عن فريقه. ويعد هذا هو الهدف السابع له في الموسم الحالي. ويواصل كامبياسو «لقد ظن البعض أن آخر مباراتين هما نهاية العالم، لكننا كنا رائعين في الحفاظ على هدوئنا، ونعلم أنه لا يزال هناك الكثير ينبغي علينا القيام به».

أداء جيد؟.. لا.. نصف نهائي: حاول الإنتر إظهار تماسك الفريق ووحدته، فقد توجه كامبياسو بعد إحرازه الهدف الأول نحو مايكون في وسط الملعب لمعانقته وشكره. وكانت الرسالة من وراء ذلك هي: الإنتر فريق متحد، وأن الباقي، لو أتى، سيكون بفضل ذلك. والرسالة القصيرة نفسها وجهها مايكون بعد هدف الـ2/0 الذي سجله في الدقيقة 39 من الشوط الثاني: فقد توجه اللاعب نحو مدرجات الإنتر وأرسل قبلة إلى مشجعي الفريق. ويتابع كامبياسو «جماهير الإنتر رائعة، وقد جعل الفريق هذه الجموع تحلم في السنوات الأخيرة». لقد عاد مايكون إلى التهديف من جديد. تجدر الإشارة إلى أن آخر أهداف سجلها مايكون كانت منذ عاما مضى في 16 أبريل (نيسان) الفائت في مرمى اليوفي في الدوري المحلي، وفي 20 من الشهر ذاته أمام برشلونة في دوري أبطال أوروبا.

إيتو.. خيتافي: وقد حاول الكاميروني إيتو بث الأمل في نفوس لاعبي فريقه بشأن مباراة العودة أمام شالكه، وقال «عندما كنت ألعب في صفوف البارسا خسرنا على ملعبنا أمام خيتافي 0/4 في بطولة كأس إسبانيا، بعد الفوز على أرضه في دور الذهاب 5/1، وهذا من الممكن أن يحدث في عالم كرة القدم. كل حلم يمكن تحقيقه، الأمر الوحيد الذي لا علاج له هو الموت. الإنتر فريق قادر على القيام بهذه المغامرة، وفي ألمانيا ستكون لدينا الإمكانية لتقديم مباراة من الأحلام. الأمر المقلق الوحيد هو كيف سنصل إلى هناك، إذا لم نكن متعبين سأكون مطمئنا». كما لمح ميليتو هو الآخر إلى مباراة العودة أمام شالكه وقال «أشعر بأننا في حالة جيدة، فالفوز أمام كييفو من الممكن أن يمنحنا دفعة قوية نحو مباراة الإياب في ألمانيا: من هنا ستبدأ عودتنا». وصرح اللاعب الياباني ناغاتومو «مباراة شالكه؟ نحن نثق في قدرتنا على الفوز بها، وإلا لن ننزل إلى الملعب. هل سأشارك أساسيا في ذلك اللقاء؟ لا أعلم، ولكني جاهز». أما الهولندي شنايدر فسيشارك أساسيا في لقاء الإياب في ألمانيا «علينا أن نذهب هناك من أجل الفوز ولا شيء أكثر من ذلك». الترجمة: فوز الإنتر 4/0 أمام شالكه.وعلى الجانب الآخر، صرح ستيفانو بيولي، مدرب كييفو، عقب الخسارة قائلا «لقد كانت لدينا الفرص للتهديف: مرة للتقدم وأخرى للتعادل.. لكن في كرة القدم الفريق الذي يفوز هو الذي يسجل، ونحن لم نستغل الفرص التي أتيحت لنا». ويتابع بيولي «لقد تمكن الإنتر من الوصول إلى منطقة جزاء فريقنا مرتين، واستطاع أن يسجل. كان كامبياسو في الهدف الأول متحررا من الرقابة بعض الشيء. النجاة من الهبوط إلى دوري الدرجة الثانية؟ نحن لا ننعم بالهدوء، ومباراتنا القادمة أمام بولونيا ستكون أساسية. مباراة الإنتر أمام شالكه في ألمانيا؟ تقريبا مستحيلة، لكن في كرة القدم كل شيء وارد».