صحيفة «فردا تايم» الإيرانية: مخاوف الأندية السعودية من اللعب في طهران منطقية.. ولكن؟!

عضو في البرلمان: لا تمييز لأندية المملكة.. سنعاملها كما نعامل الأندية الأخرى * الاتحاد المحلي قال إنهم لم يتلقوا أي اتصالات رسمية من «الآسيوي» في هذا الجانب

TT

تناولت صحيفة «فردا تايم» الإيرانية في تقرير خاص بثته عبر موقعها الرسمي حالة الجدل القائمة حاليا بشأن الحالة الأمنية في العاصمة الإيرانية طهران، وإمكانية إقامة لقاءات دوري المحترفين الآسيوي في نسخته الحالية على الأراضي الإيرانية بعد المخاوف التي وصفت بالمنطقية من طرف الأندية السعودية المشاركة في ذات البطولة، على خلفية أعمال العنف والشغب التي طالت القنصلية السعودية في منطقة مشهد شمال غربي إيران يوم 20 من شهر مارس (آذار) الماضي، وهو ما حدا بالأندية السعودية بإطلاق أحاديث إعلامية جرى بثها مؤخرا على لسان مسيريها بأن يتم تقديم جميع الضمانات التي تكفل إقامة اللقاءات التي ستجمع الأندية السعودية بنظيرتها الإيرانية في أجواء هادئة وآمنة، وهي المطالبات التي جرى الرد عليها عمليا من طرف نائب رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم يوسف السركال، الذي أكد أن ثمة إجراءات أمنية مشددة سيتم اتخاذها لضمان سلامة الأندية السعودية التي ستلعب في إيران في إطار البطولة القارية الكبرى، موضحا أن شكوى الأندية السعودية سيتم النظر لها بعناية واهتمام كبيرين.

وكشفت الصحيفة الإيرانية في التقرير المطول عن الرد الرسمي من الجانب الإيراني على المطالبات السعودية بتوفير الضمانات الأمنية، حيث جاء الرد أولا على لسان نائب رئيس الاتحاد الإيراني لكرة القدم مهدي تاج، الذي شدد على عدم وصول خطابات رسمية من طرف الاتحاد الآسيوي إلى نظيره الإيراني في هذا الشأن تحديدا، وأن الموقف الإيراني لا يمكن تحديده واتخاذه من خلال أحاديث شفهية، وأضاف تاج قائلا: «نحن من نحتاج إلى تحديد ما إذا كان ينبغي علينا الحذر والخوف حال دخولنا للسعودية، في حين أننا نعيش وسط ظروف عادية وليس هناك أي مشكلة في اللعب داخل الأراضي الإيرانية، لقد سبق في هذا العام تحديدا أن تم إدخال بعثات رياضية من بلدان مختلفة ما بين مدربين ولاعبين إلى إيران للعب مباريات، ولم يحصل حينها أي مشكلات أو اعتراضات، والسعوديون يعرفون القصة جيدا، كل ما يمكنني أن أقوله في هذه القضية إننا لن نرد بشكل رسمي حتى يصلنا حيالها مخاطبات رسمية».

من جانبه، أشار رئيس وكالة الدوري الإيراني للمحترفين عزيز محمدي، إلى أن إيران مكان آمن لإقامة المباريات في جميع المسابقات الدولية سواء على صعيد المنتخبات أو الأندية، وأن الحديث عن مخاوف باللعب في إيران لا مبرر لها، وتابع محمدي قائلا: «لقد حضر وفد من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم إلى إيران لإجراء المعاينة والتعرف على البنية التحتية والتجهيزات التي قامت بها الأندية الإيرانية لاستقبال جميع الأندية التي ستلعب هنا، ولم يظهر في تقاريرهم وتعليقاتهم أي شيء سلبي يدين الكرة الإيرانية، والوضع الأمني القائم حاليا، كما أن الحكام ومراقبيهم ووفود الاتحاد الآسيوي تحضر إلى إيران باستمرار، ولم يرصدوا أي مخالفة تتعلق بوضع الحالة الأمنية للملاعب»، وأردف محمدي: «نحن لم نقم بأي خطوة رسمية تجاه مشكلة انتظار لاعبي بيروزي لساعات طويلة في المطار إبان سفر الفريق إلى جدة للعب مع نادي الاتحاد في اللقاء الذي جرى يوم الثاني من شهر مارس الماضي، حيث بقي اللاعبون في حالة من الإرهاق والإعياء بسبب بقائهم لفترة كبيرة في المطار من أجل أخذ بصمات الأصابع والعينين، وغضضنا الطرف عن هذه الإشكالية». من جهته، قال العضو في البرلمان الإيراني مقداد نجف زاند، إن الحديث عن منح الأندية السعودية مزايا أكبر أثناء وجودها للعب في إيران يعد أمرا غير منطقي، حيث إن المعاملة ينبغي أن تكون بالمثل، مضيفا: «لا جدوى من إطلاق المناوشات والبيانات في مسألة محسومة سلفا، لن يتم منح الأندية السعودية أي مزايا إضافية حين تحضر إلى إيران للعب في دوري المحترفين الآسيوي، وسيتم مساواتها مع بقية الأندية من مختلف بلدان القارة».

من ناحيته، شدد عضو العلاقات الدولية بالاتحاد الإيراني عباس ترابيان في حديثه الذي ضمنته الصحيفة الإيرانية في سياق التقرير المطول، على أن فكرة منح الأندية السعودية ضمانات تعزز من نظرية كون الأراضي الإيرانية لا تنعم بالأمن الكافي وهو أمر غير صحيح، وأردف قائلا: «كانت الفرصة مواتية لدينا في الاتحاد الإيراني لكرة القدم لتصعيد الموقف والمطالبة بنفس الضمانات لدى مشاركة أنديتنا ووجودها للعب في السعودية ولم نفعلها، فجميع أنديتنا الأربعة لعبت في السعودية ولم يحدث شيء، وعليه فإن الاتحاد السعودي لكرة القدم عليه أن يدرك أن الظروف جيدة وهذا الأمر لم يكن وليد اليوم، ومن أعوام طويلة والمنتخبات والأندية السعودية تحضر للعب في إيران ولم يحدث حينها أي منغصات أو أمور خارجة عن المألوف، وينبغي أن يعرف السعوديون أن الاتحاد الآسيوي وقبله الاتحاد الدولي لكرة القدم كفل للأندية الإيرانية حقها باللعب على أرضها، وعليه فإنه لا يحق لأحد فرض إقامة المباريات في أماكن أخرى خارج إيران، وهذا يعد تدخلا واضحا في الشأن الكروي الإيراني».