حامد سبحي: «وحدة زمان» لا يشق له غبار ولن أنسى نهائي جدة عام 1972 ما حييت

دعا جماهير مكة بجميع أطيافها للاحتفال بعرس الرياضة السعودية الجمعة المقبل

TT

دعا لاعب وسط الوحدة والمنتخب السعودي سابقا، حامد سبحي، جماهير مكة المكرمة بكل أطيافها وميولها إلى التوجه نحو ملعب الملك عبد العزيز الرياضي بالشرائع عشية لقاء الوحدة والهلال على كأس ولي العهد يوم الجمعة المقبل، للاحتفال بعرس الرياضة السعودية، مشددا على ضرورة استغلال فرصة إقامة هذا النهائي الكبير في مكة المكرمة للاحتفاء براعي المباراة والاستمتاع بلقاء العملاقين، مشيرا في الوقت نفسه إلى أن التاريخ يعيد نفسه بوجود فريق الوحدة طرفا في نهائي كأس ولي العهد، راويا ذكرياته مع المستديرة في الزمن الجميل، متمنيا أن لو يعود الزمن إلى الوراء قليلا ليتاح له وزملاء جيله ما أتيح لهذا الجيل من إمكانات عدَّة، قائلا، في بداية حواره مع «الشرق الأوسط»: تذكرت الزمن الجميل والجيل الذهبي وأنا أتابع لقاء الوحدة أمام الاتفاق في نصف نهائي كأس ولي العهد عندما انتصرنا على الفريق ذاته، وفي نهائي الكأس لعبنا أمام النصر وخسرنا بشرف، فإليكم تفاصيل الحوار..

* بعد غياب طويل امتد لأجيال عدَّة، الوحدة في نهائي الكأس مرة أخرى.. كيف ترى هذا الإنجاز؟

- جميل أن نرى هذا الجيل من أبناء الوحدة يعيدون الماضي الجميل لهذا النادي العريق، فهنيئا لهم، وهنيئا لكل وحدوي يعشق هذا الكيان، في الماضي كنا نملك فريقا لا يشق له غبار، وبعد الابتعاد الطويل هانحن نشهد عودة الوحدة إلى منصات التتويج، أتمنى من أبنائنا اللاعبين استثمار هذه الفرصة التي يصعب تكرارها بهذا الشكل.

* لكن كيف ترى مستوى فريق الوحدة؟ وماذا ينقص اللاعبين لتكرار إنجازات الزمن الماضي؟

- فريق الوحدة الآن يمتلك لاعبين جيدين على مستوى الفرد؛ فهم صغار ويملكون الموهبة التي من الممكن أن تتطور في المستقبل إذا روعيت جوانب عدَّة، إلا أنهم ينقصهم أمور كثيرة على المستويين الفني والنفسي، نأمل من المسؤولين تداركها في المستقبل حتى يضعوا الفريق في الطريق الصحيح، وهذه العودة القوية مهمة الآن؛ فهي تسهم في الاستقرار النفسي والذهني لدى اللاعبين وتزيد ثقتهم في أنفسهم كثيرا، وعليهم استغلال هذه الفرصة التي ربما يصعب تكرارها، عندما تتأهل للنهائي وتلعب على أرضك وأمام جماهيرك وتجد الدعم الذي نلمسه الآن.

* وماذا عن فريق الهلال، الطرف الثاني في النهائي الكبير؟

- فريق الهلال عملاق وكبير بنجومه وإدارته وأجهزته الفنية والإدارية وأعضاء شرفه، وقياسا بوضعه يصعب أن يجاريه فريقنا في الوقت الراهن، لكن مباريات الكأس لا تخضع لكثير من مقاييس كرة القدم، كالأفضلية وتكامل الخطوط أو نقصها، من فريق لآخر، فكل شيء ممكن أن يحدث في عالم المستديرة، خصوصا في مباريات الكؤوس.

* دعنا نعُد بالذاكرة قليلا ونسألك: متى بدأت ممارسة الكرة في نادي الوحدة؟

- بدأت ممارسة كرة القدم قبل فترة من انضمامي للوحدة، لكنني بدأت في الوحدة فعليا في عام 1967م؛ حيث لعبت في فريق الناشئين، وفي عام 1968م لعبت مع شباب النادي، ومنذ عام 1969م وحتى 1979م مثلت الفريق الأول، وكانت فترة حافلة زاملت خلالها الكثير من نجوم الجيل السابق، الجيل الذي حقق إنجازات الوحدة، وكانوا نجوما لا يشق لهم غبار.

* من هم نجوم الجيل الذهبي الذين عاصرتهم وكان لهم دور في تحقيق إنجازات الوحدة؟

- هناك نجوم كثر، بعضهم انتقل إلى رحمة الله والبعض الآخر ما زال على قيد الحياة، لكن أبرز من عاصرت ولعبت بجوارهم من نجوم الجيل الذهبي للوحدة: كريم المسفر وسعيد دليل ولطفي لبان وأسعد ردنا وأحمد طاهر.. فهؤلاء من نجوم الجيل الذهبي الذي حقق البطولة الأولى لنادي الوحدة وتشرفت باللعب معهم لفترة.

* ما المباريات التي ظلت في ذاكرتك إلى الآن؟

- لعبت في نهائي كأس ولي العهد عام 1972م ضد فريق النصر في جدة، بعد أن تخطينا الاتفاق في نصف النهائي، وخسرنا يومها بشرف، كما لا أنسى مباراة نهائي كأس المصيف عام 1973م عندما لعبنا النهائي أمام النصر وخسرنا يومها بضربات الترجيح، وكنت أحد اللاعبين الذين أخفقوا في تنفيذ الركلات، لكني حصلت على كأس أفضل لاعب في الدورة على الرغم من أنني كنت أصغر لاعب وسط آنذاك؛ فهذه المباريات ما زلت أستحضرها وهي خالدة في ذاكرتي.

* وماذا عن الذكريات الأليمة في مشوارك الكروي؟

- هي كثيرة، لكن أبرزها الإصابة التي تعرضت لها في مباراتنا أمام الاتحاد عام 1976م في جدة، وهي عبارة عن إصابة في الغضروف توقفت بسببها فترة طويلة لعدم وجود الإمكانات العلاجية في ذلك الوقت، فتلك فترة عصبيه في مشواري الكروي لن أنساها ما حييت.

* وأين أنت من المنتخبات الوطنية وأنت بهذا المستوى؟

- لعبت لمنتخب الناشئين عام 1972م، ثم تم اختياري للمنتخب الأول في دورة الخليج الثانية، وفي الدورة الثالثة تم استبعادي في آخر لحظة، لأعود في الدورة الرابعة بقوة وحققت خلالها نجومية خط الوسط على جل لاعبي المنتخبات المشاركة، وفي عام 1976م شاركت مع المنتخب الأول في الدورة العربية.

* لنعُد للوضع الحالي ونسألك: ما رأيك في فريق الوحدة الآن؟ وأين الجيل الذهبي عنه؟

- كما أسلفت، فريقنا على المستوى الفردي ممتاز جدا، ويمكن أن يكون فريقا صعب المنازلة، لكن يجب أن نعترف بأنه لا يوجد تماسك وترابط في الفريق من الناحية الفنية، وهناك بعض الضعف في خطوطه، خصوصا خط الدفاع، ولدينا سوء تنظيم فني داخل الملعب، وإداري خارجه، ودليل ذلك وصولنا للنهائي كان بمشقة بالغة، وأمامنا سد منيع لا يمكن تجاوزه إلا بمضاعفة ما بُذل من مجهود في الفترة الماضية، أما غياب قدامى اللاعبين عن الوحدة فهو بسبب تعاقب مجالس الإدارات وعدم الاستقرار الشرفي والإداري، الذي أسهم كثيرا في ابتعادهم؛ حيث من الممكن الاستفادة من خبراتهم في جوانب عدَّة.

* وماذا تنتظر من جماهير الوحدة العاشقة عشية النهائي في ملعب الشرائع؟

- منذ الزمن الجميل للوحدة ونحن نتسلح بالجماهير العاشقة التي تعتبر أحد أهم عناصر تفوقنا في تلك الفترة، وأنا أشعر بوجود هذه الخاصية حتى الآن، وجماهير مكة المكرمة بصفة عامة والوحدوية خاصة سيكونون وقودا للاعبين إذا حضروا بكثافة وآزروا وشجعوا بحماس كبيرين، لكن يجب على الجميع أن يعي أن التشجيع المثالي في التزام الأدب، ويجب عليهم معرفة أن هنالك فائزا وخاسرا، وعندما تكسب أو تخسر، لا سمح الله، فيجب أن تظل الروح الرياضية هي السمة الرائدة في جميع أحوالنا، كما أدعو جماهير الوحدة والهلال إلى أن يكونوا على قدر المناسبة، ويسهموا في إنجاحها.

* ما رسالتك لأبنائك اللاعبين؟

- الجد والاجتهاد واللعب بإخلاص عوامل يتحقق من خلالها الإنجاز، وهي عناصر التفوق الوحدوي في زمن البطولات والإنجازات التي عرف فيها فريقنا (وحدة ما يغلبها غلاب).

* هل من إضافة أخيرة؟

- أتمنى التوفيق للفريقين في هذا العرس الرياضي السعودي، وآمل أن يرتقي المستوى الفني في اللقاء إلى المأمول، ويعكس ما وصلت إليه الكرة السعودية إقليميا وقاريا.