توتنهام يسعى لتحقيق عودة غير مسبوقة في تاريخ دوري الأبطال على حساب ريال مدريد

حامل اللقب الإنتر يحتاج لمعجزة.. وشالكه يخوض المواجهة مطمئنا

TT

رغم أن مسيرة فريق توتنهام الإنجليزي لكرة القدم هذا الموسم من مسابقة دوري أبطال أوروبا حملت العديد من المفاجآت غير المتوقعة، سيكون دربا من المستحيل ألا تنتهي هذه المسيرة اليوم عندما يستضيف توتنهام فريق ريال مدريد الإسباني في إياب دور الثمانية من البطولة الأوروبية. فبعد هزيمته صفر/ 4 في مباراة الذهاب التي استضافها ريال مدريد الأسبوع الماضي، سيكون توتنهام بحاجة اليوم لتحقيق عودة غير مسبوقة في تاريخ دوري الأبطال.

وربما كان الثلاثاء الماضي هو أسوأ يوم مر على توتنهام الموسم الحالي. فقد كان الفريق متأخرا بهدف التوغولي إمانويل أديبايور الذي سجله لريال مدريد بعد ثلاث دقائق فقط من انطلاق الشوط الأول عندما حصل مهاجم الفريق الإنجليزي بيتر كراوتش على البطاقة الحمراء بعد مرور ربع ساعة فقط من عمر المباراة مما أفقد توتنهام القدرة على وقف موجات الهجوم الإسبانية.

أثارت الهزيمة مشاعر الضيق في «وايت هارت لين» وانتقدت بعض الجماهير خطة المدرب هاري ريدناب الفنية خلال المباراة وهو ما رد عليه بقوله: «كان موسما رائعا بالنسبة لنا. فقد تأهلنا لدور الثمانية بالبطولة في أول مشاركة لنا فيها». وأضاف: «حققنا إنجازا مذهلا في النادي وشاهدت الجماهير العديد من المباريات الرائعة هذا الموسم، ولا يمكن أن يتحسن الواضع أكثر من ذلك.. لا يمكن للجماهير أن تشكو الآن بعدما قضوا العديد من الليالي الأوروبية الرائعة».

كان توتنهام تغلب على حامل اللقب الإيطالي إنترميلان في إنجلترا 3/1 خلال دور المجموعات، في حين أطاح بالعملاق إيه سي ميلان من منافسات دور الـ16. وتحول نجم الفريق، الويلزي غاريث بيل، إلى واحد من أبرز النجوم الواعدة في الكرة الأوروبية. وقال ريدناب: «إنها تجربة جديدة، وصعبة، ولكننا أحببنا كل دقيقة مرت علينا فيها. اقتربنا كثيرا من احتلال المركز الرابع بالدوري الإنجليزي الممتاز خلال السنوات الـ15 الأخيرة ولكننا كنا في الغالب ننهي الموسم في المركز التاسع، أو العاشر».

أعرب المدرب المخضرم عن اعتقاده بأن فريقه ما زالت لديه فرصة أمام منافسه الإسباني ريال مدريد، الحائز على لقب بطل أوروبا تسع مرات. وقال ريدناب البالغ من العمر 64 عاما: «أنظر إلى الموسم بأكمله، بالطريقة التي سرنا بها خلاله وأرى أننا لم نخرج من دوري الأبطال بعد. لا يوجد شيء مستحيل، ومن يدري ماذا قد يحدث».

كان توتنهام استعاد توازنه رغم تخلفه صفر/ 3 أمام يانغ بويز بيرن السويسري خلال الدور التمهيدي لدوري الأبطال ليعدل النتيجة إلى 2/3، وكذلك تقدم الإنتر عليه 4/ صفر في دور المجموعات ليخسر الفريق الإنجليزي 3/4 فقط رغم أنه كان يلعب بعشرة لاعبين. وفي هذه المباراة التي استضافها استاد «سان سيرو» في ميلانو، تفوق بيل تماما على مراقبه البرازيلي مايكون ليسجل ثلاثة أهداف ويثبت جدارته. كان بيل استعاد لياقته البدنية بشكل كامل في الآونة الأخيرة بعد تعرضه لشد في أربطة الساق.

وقال لاعب خط وسط توتنهام جيرمين جيناس: «تلقينا دفعة معنوية كبيرة بعودة غاريث». وأضاف: «لعب (غاريث) جيدا في مدريد رغم أنه كان بعيدا عن الملاعب لفترة طويلة وبذل قصارى جهده من أجل الفريق. كلي ثقة في أننا سندخل المباراة شاهرين جميع أسلحتنا، فالمدرب يريد كرة هجومية».

وربما يفضل البرتغالي جوزيه مورينهو، مدرب ريال مدريد، إراحة لاعب أو اثنين من لاعبيه الأساسيين مع تطلعه لمباراة السبت المقبل أمام المتصدر برشلونة في الدوري الإسباني وما سيليها من مواجهة أخرى لبرشلونة نفسه في نهائي كأس ملك إسبانيا بعدها بأربعة أيام.

وربما تشهد الجماهير الإسبانية مواجهتين كلاسيكيتين أخريين بين ريال مدريد وبرشلونة، بإجمالي أربع مواجهات بين الفريقين في 18 يوما، إذا ما تأهل ريال مدريد وبرشلونة كما هو متوقع إلى الدور قبل النهائي من دوري الأبطال. يبدو أن النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو استعاد لياقته البدنية الكاملة مجددا كما يمكن أن تشهد مباراة توتنهام عودة المهاجم الفرنسي كريم بنزيمة لصفوف ريال مدريد بعد تعافيه من الإصابة، فيما ظهر النجم البرازيلي كاكا بمستوى جيد في الآونة الأخيرة.

وفي المواجهة الثانية يحتاج نادي إنترميلان الإيطالي لكرة القدم، حامل لقب مسابقة دوري أبطال أوروبا، إلى معجزة كروية اليوم في إياب دور الثمانية للبطولة الأوروبية أمام مضيفه الألماني شالكه إذا ما أراد حقا مواصلة مشواره في البطولة. كان إنتر تعرض لهزيمة مهينة على أرضه بنتيجة 2/5 أمام ضيفه الألماني على ملعب «سان سيرو» بمدينة ميلانو في مباراة الذهاب الأسبوع الماضي. وهو الآن بحاجة للفوز خارج ملعبه بأربعة أهداف، أو على الأقل بفارق ثلاثة أهداف مع تحقيق نتيجة أكبر من النتيجة التي خسر بها مباراة الذهاب يوم الخامس من الشهر الجاري، لكي يتأهل للدور قبل النهائي لدوري الأبطال.

ووفقا لما ذكره الموقع الرسمي لشالكه على الإنترنت، لم يسبق لأي فريق في تاريخ جميع بطولات الأندية القارية في أوروبا أن نجح في تعويض هزيمته بفارق ثلاثة أهداف على أرضه، ليتأهل إلى الدور التالي للبطولة سوى مرة واحدة فقط، وكان ذلك من نصيب فريق دينامو بوخارست الروماني أمام سلوفان ليبيريتش التشيكي في الدور التمهيدي بمسابقة الدوري الأوروبي موسم 2009/2010. نجح شالكه في تحقيق الفوز في جميع المباريات التي استضافها على ملعبه خلال مشواره بدوري الأبطال الموسم الحالي، غير أنه لم يسبق له أن خسر في أحد أدوار البطولة الأوروبية بعد فوزه في مباراة الذهاب خارج أرضه بذلك الدور.

ولا شك أن شالكه لن يتعامل مع المباراة بأي نوع من الثقة الزائدة أو التهاون، ، خاصة أن إنتر نجح خلال دور الـ16 في تعويض هزيمته بهدف نظيف في مباراة الذهاب على أرضه أمام بايرن ميونيخ الألماني ليفوز 3/2 خارج أرضه في مباراة العودة ويتأهل لدور الثمانية. تحسنت أوضاع شالكه كثيرا منذ تولي رالف رانجنيك تدريب الفريق خلفا لفيليز ماغات قبل ثلاثة أسابيع، حيث فاز في مباراتيه السابقتين بالدوري الألماني، بخلاف فوزه الكبير في ميلانو. وقال رانجنيك: «سأكون هادئا فقط عندما نكون متقدمين بفارق ثلاثة، أو أربعة أهداف قبل نهاية المباراة بخمس دقائق»، مؤكدا أن فريقه لن يعتمد ببساطة على نتيجة مباراة الذهاب. وأضاف: «لسنا من الفرق التي تلجأ للدفاع». واتفق الظهير الأيسر المخضرم هانز ساربي مع مدربه رانجنيك حيث قال: «يجب أن نهاجم من بداية المباراة. فإذا لم نفعل شيئا في الملعب، سنخرج من البطولة، بصرف النظر عن نتيجة مباراة الذهاب».

يغيب الجناح جيفرسن فارفان عن شالكه اليوم للإيقاف، ولكن المهاجم الإسباني المخضرم راؤول غونزاليس سيكون مستعدا لإضافة المزيد من الأهداف إلى رصيده بدوري الأبطال، والذي وصل حتى الآن إلى 70 هدفا.