المنافسة على اللقب تنحصر بين أقدام لاعبي الميلان ونابولي.. وفكر وخطط المدربين

أليغري يعتمد على مهارة تبادل الكرة بين عناصره.. وماتزاري يركز على الهجمات المرتدة

TT

لقد انحسرت المنافسة على لقب دوري الدرجة الأولى الإيطالي لكرة القدم بدرجة كبيرة بين فريقي الميلان ونابولي، وذلك بعد هزيمة الإنتر في لقاء الديربي وتراجعه للمركز الثالث. وأصبح حسم مصير الدوري بين يدي ماسيميليانو أليغري مدرب الميلان ووالتر ماتزاري مدرب فريق نابولي. وقبل عام من اليوم كانت الأمور مختلفة تماما وقاتمة بالنسبة للمدرِبَين المتألقين هذا الموسم. فقد كان أليغري يتريض على شاطئ البحر في مدينة ليفورنو مسقط رأسه بعد أن أقاله تشيللينو رئيس نادي كالياري إثر هزيمته أمام فريق اليوفي، وكان حينها أيضا والتر ماتزاري يعاني بعد هزيمة فريق نابولي على ملعبه أمام فريق بارما وهي الهزيمة التي أثارت جماهير الفريق بشدة في ذلك الوقت. والآن يتنافس المدربان على لقب الدوري قبل سبع مباريات من نهاية الموسم وسط تأييد كبير من الجماهير وبانتباه شديد لأن أية هفوة أو تشتت قد تؤثر على نتائج الفريقين في المرحلة المقبلة ويضيع مجهود الموسم بأكمله. وأصبحت المنافسة بين الميلان ونابولي مسرحا للمنافسة بين المدربين اللذين لا يحبان بعضهما البعض كثيرا لكن كلا منهما يحترم الآخر بشدة.

الخطة: إن الفارق الخططي بين الفريقين يظهر واضحا عند رؤية أدائهما. فالمدير الفني للميلان أليغري يعتمد على الدفاع بـ4 لاعبين وعلى خط وسط يتميز فيه لاعب الوسط المهاجم (بواتينغ على سبيل المثال) بالمهارة واللياقة البدنية العالية وعلى خط هجوم تتكامل فيه المهارات الفردية للاعبين (مثل قوة السويدي زلاتان إبراهيموفيتش وسرعة البرازيلي باتو). وفي النهاية يتضح من ذلك أن أليغري يلعب بطريقة 4/3/1/2 وكانت هذه الطريقة هي موضوع رسالة الماجستير التي أعدها أليغري. وتظهر تعليمات غاليوني المشرف على هذه الرسالة على جميع الفرق التي دربها أليغري. الهجمة المرتدة: وعلى العكس يلعب ماتزاري مدرب فريق نابولي بطريقة 3/4/2/1 ويضمن ماتزاري حماية دفاعه من خلال وجود لاعب قلب دفاع بمهام الظهير الحر (الليبرو)، ويدفع بظهيري دفاع على الجانبين يقومان بمهام هجومية واضحة (ماجيو ودوسينا)، وفي وسط الملعب يلعب ماتزاري بلاعبين يتوليان الضغط على الخصم واستخلاص الكرة منه، بينما يقوم خط هجوم الفريق على لاعب قلب الهجوم (كافاني) وتحركات المهاجم الثاني (لافيتسي) وتقدم لاعب الوسط المهاجم الآخر (هامسيك). وإذا كان الميلان يجيد بناء الهجمات والتحكم في الكرة، بفضل المهارة الكبيرة في تبادل الكرة التي يمتلكها لاعبوه، فإن فريق نابولي، الذي نهل من الكنز الخططي لرينزو أوليفري، يشبه الناموسة التي تلدغ ثم تهرب، ويجيد الفريق التراجع ثم الانطلاق في المساحات الخالية التي تركها المنافسون. وكان هذا التكتيك يسمى في الماضي «الهجمة المرتدة»، لكن هذا المصطلح أصبح اليوم، ولسبب مجهول، مسيئا، ويفضل الجميع الآن تسمية هذا التكتيك «الانطلاق». الماضي: لكن ماتزاري وأليغري يتفقان في أنها المرة الأولى لكليهما التي ينافسان فيها على لقب الدوري الإيطالي. فلم يتمكن المدربان أبدا من قبل في الوصول لهذه المرتبة العالية في جدول الدوري ولم يتعرضا قط لهذا الضغط الذي ينتج دون شك عن المنافسة على اللقب. وستكون مواقف وتصرفات مسؤولي الناديين وجماهيرهما حاسمة في مساعدة المدربين خلال الفترة المقبلة وتحديد هوية لقب الدوري. وبالنظر إلى تاريخ المدرِبَين في عالم التدريب تظهر أفضلية نسبية لماتزاري الذي حقق في المواسم الثلاثة الأخيرة (موسمين مع فريق سمبدوريا وموسم واحد مع فريق نابولي) متوسط نقاط يبلغ 1.190 نقطة في المباراة الواحدة (في آخر 7 مباريات من الموسم)، بينما يبلغ متوسط نقاط أليغري 1.125 نقطة في المباراة الواحدة عن نفس الفترة. لكن الفارق هنا ضئيل للغاية وإذا ما تم توسيعه ليشمل الـ38 جولة في بطولة الدوري فإن الفارق يكون 3 نقاط فقط (لصالح ماتزاري). لكن الفارق حاليا هو 3 نقاط لصالح أليغري وفريق الميلان، ولا شك أن تفوق الفريق واحتلاله المقدمة يعتبر مزية إيجابية للغاية بغض النظر عن أية نظريات.