اليوفي يحقق فوزه الثالث على التوالي للمرة الأولى منذ سبتمبر 2009

قلب الطاولة في وجه جنوا وحول تأخره إلى ثلاثية في الدوري الإيطالي

TT

نجح فريق يوفنتوس في اقتناص ثلاث نقاط ثمينة وغالية، في عقر داره، على حساب نظيره جنوا في المباراة التي جمعت بينهما الأحد الماضي على الملعب الأولمبي في تورينو، وانتهت بخسارة الضيوف 2/3 ضمن مباريات الجولة الـ32 من دوري الدرجة الأولى الإيطالي. تقدم جنوا في الدقيقة الـ7 من الشوط الأول عن طريق كرة لعبها بونوتشي، مدافع اليوفي، بالخطأ في شباكه. ثم تمكن بيبي، لاعب يوفنتوس، من إدراك هدف التعادل لفريقه في الدقيقة الـ5 من الشوط الثاني، وبعد مرور 7 دقائق فحسب تمكن فلورو فوريس، مهاجم جنوا من إحراز هدف التقدم لفريقه، وبعدها استطاع ماتري، مهاجم اليوفي، معادلة النتيجة مرة أخرى في الدقيقة الـ18 من الشوط ذاته. وقبل نهاية الوقت الأصلي للمباراة بنحو 7 دقائق نجح لوكا توني، مهاجم يوفنتوس، في تسجيل هدف الفوز لأصحاب الأرض والجمهور. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد اليوفي إلى النقطة الـ51 في المركز السابع بينما تجمد رصيد فريق جنوا عند النقطة الـ39 في المركز الثاني عشر. ولعل صاحب الهدف الأهم في هذا اللقاء كان هو ديل نيري، مدرب اليوفي، ذلك الرجل الذي لا يزال يسعى إلى حمل فريقه إلى أحد المراكز المؤهلة للبطولات الأوروبية وإعادة كسب ثقة جماهير السيدة العجوز من جديد، وإقناع إدارة النادي بتجديد عقده مع الفريق في حتى الموسم المقبل. فقد نهض مدرب يوفنتوس في الدقيقة الـ12 من الشوط الثاني وبدأ يصيح في لاعبي فريقه وبدا كل شيء وكأنه يلعب ضد حاضر ومستقبل ديل نيري. فقد أدرك الفريق المنافس حينها هدف الـ2/1 عن طريق فوريس، كما أن حارس مرمى جنوا ظهر وكأنه النسخة الأصلية من سوبر مان. ولكن جيجي ديل نيري لم يستسلم وقام بالدفع بلوكا توني بدلا من فيليب ميلو في الدقيقة الـ17 من الشوط الثاني وعدل من طريقة لعب الفريق واستطاع البديل توني أن يشارك في كل الهجمات الهامة، بما في ذلك الهدفان اللذان تم إحرازهما. لقد كان فريق اليوفي خلال اللقاء يمتلك الرغبة في الفوز على خصمه وعلى القدر أيضا، فقد تمكن من قلب الطاولة في وجه جنوا الذي كان متقدما حتى الدقيقة الـ18 من الشوط الثاني، مما يؤكد على وجود نوع من الهدوء داخل غرفة خلع ملابس اليوفي أو ربما هي روح الفريق الواحد، لأنه عندما تمكن توني من تسجيل هدف الـ3 - 2 انفجرت المنطقة الفنية الخاصة بفريق يوفنتوس بأكملها.

يا لها من أهداف: انتصار اليوفي هو أيضا فوز الثنائي الغريب الذي يعد رائعا نظرا لأن لوكا توني وماتري يمتلكان الوجه النقي والابتسامة الطبيعية والرفقاء الرائعين، فضلا عن تلك العادة السيئة، التهديف، حتى عندما يصرحان يصبحان ممتعين. فقد أقر ماتري عقب خسارة فريقه أمام روما 2/0 في الجولة الفائتة بأنه لم يلعب بشكل جيد خلال اللقاء. أما لقاء الأحد فقد كان رائعا، ولكن «أولا لقد كنت محظوظا لأنني تلقيت كرة مرتدة وظلت الكرة تحت قدمي وسارت الأمور بشكل جيد». أما لوكا توني وهدف الفوز فقد صرح قائلا: «لقد هربت من رقابة ديانيللي، مدافع جنوا، لأن تمريرة اكويلاني الحريرية كانت رائعة ولكن... موجهة إلى رفيق آخر غيري».

الخوف والابتسامة: كان من الصعب على فريق يوفنتوس في بداية اللقاء اختراق دفاعات فريق جنوا الذي كان منغلقا في نصف ملعبه ولم يستطع اليوفي أن يسدد أية كرات خلال الشوط الأول. ويتابع ماتري تصريحاته عقب اللقاء قائلا: «كان لدينا الإحساس بأنه يكفينا القليل لنغير كل شيء، وخلال استراحة ما بين الشوطين صرح بعضنا لبعض بذلك». وأوضح توني قائلا: «لقد حاولت أن أقدم أفضل ما عندي خلال المباراة. ليس من السهل أن يتم الدفع بك في نهاية اللقاء وتحدث الفارق. سيكون من الأفضل أن أشارك منذ بداية المباريات إن كان ذلك ممكنا...». ثم ابتسم، كما فعل عندما علق على إقالة فان غال، مدرب بايرن ميونيخ، من منصبه في الأيام الفائتة، حيث صرح مهاجم اليوفي بهذا الشأن قائلا: «أتمنى أن أواجه البايرن في بطولة التشامبيونز، فكلانا لديه نفس الفرص للتأهل إلى هذه البطولة». أو عندما أهدى هدفه إلى والديه. وعلت البسمة أيضا شفاه ماتري وهو يحلل الثنائي الغريب الذي يجمعه برفيقه توني: «لوكا يخلق المساحات ويحافظ على الكرة ويتلقى الضرب عني...». أو عندما أجاب على أحد التساؤلات بشأن مركزه في تشكيلة الفريق: «يقال إنه بإمكاني اللعب فحسب كرأس حربة ثالث في اليوفي الجدير بالتأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا؟ إذن أتمنى قريبا أن ألعب في مركز رأس الحربة الثالث. وفي غضون ذلك أتمنى مواصلة التهديف».

نقطة التحول: ثم تحولت الوجوه إلى الجدية عندما حان الحديث عن دوري الأبطال، فقد أكد أليساندرو ماتري قائلا: «نفكر في هذا الشأن وسنظل نأمل فيه، ولكن تحقيقه في حاجة إلى استمرارية الفوز»، بينما حدد لوكا توني، بالفعل، اللحظة التي ستكون بمثابة المفتاح نحو هذا الهداف: «مباراتنا القادمة أمام فيورنتينا تعد أساسية في سعينا نحو تحقيق ذلك. ستكون هي نقطة التحول». وفي الجولة المقبلة أمام فيورنتينا سيعود أليساندرو ديل بييرو الذي حضر الأحد الفائت في الملعب كمشجع. وقد علق قائد فريق اليوفي على صفحة التواصل الاجتماعي «فيس بوك» قائلا: «أشكر رفقائي، لقد عانيت خلال اللقاء، ولكن الآن أحتفل بالفوز». وربما هذا ما شعر به جيجي بوفون، حارس مرمى الفريق، الذي لم يحضر في الملعب ولكنه كان مشاركا في تدريب الفريق في فينوفو. لم توجه جماهير السيدة العجوز صيحات باسم بوفون بينما كان ستوراري متحفزا في بداية اللقاء، ثم انتقدت الجماهير تغييرات ديل نيري ولكنهم أقلعوا عن ذلك بمجرد إحراز توني لهدف الفوز لفريقه. إنه الفوز الثالث على التوالي لفريق اليوفي في الدوري المحلي، الأمر الذي لم يحدث منذ سبتمبر (أيلول) 2009، والآن أصبح لدى يوفنتوس رسالة: الاستمرار في الأداء والفوز لأنه «ليس هناك مستحيل». وهذا ليس مجرد شعار فحسب. لقد أصبح الآن لدى ديل نيري الأسباب التي تجعله قانعا وسعيدا بفريقه. ولكن مدرب اليوفي كان منزعجا من الشتائم التي استقبلته من جماهير فريقه عقب تبديل بيبي، الأفضل داخل الملعب، ونزول مارتينيز بدلا منه، كما زاد من انزعاج جيجي تلك التصريحات التي جاءت على لسان بالارديني، مدرب جنوا، عن سؤاله حول فرص اليوفي في الوصول إلى منطقة الشامبيونز ليغ حيث قال: «ليست هناك فرص لليوفي، فقبل نهاية الموسم بـ6 مباريات لم يترك عدد وقيمة الفرق الموجودة في المراكز الأولى سوى هوامش قليلة، مثل الـ5 نقاط التي تفرق بين يوفنتوس والمركز الرابع في الجدول». وجاء رد ديل نيري المنزعج على هذه الكلمات واضحا: «لو أن بالارديني قال ذلك فأنا أتفق معه. أنا أحترم دائما الرأي الآخر ثم يكون لي رأيي الخاص. فنحن لا نقوم بمنافسة روما على المركز الرابع ولكننا في منافسة مع اليوفي ذاته، حيث ينبغي علينا تقديم أقصى ما لدينا في كل مباراة متبقية».