ماتري يستهل مشواره مع اليوفي بنجاح كبير على نفس نهج ألدو وسكيالتشي

بوفون عاد إلى المران الجماعي.. وديل بييرو بات جاهزا للمشاركة أمام فيورنتينا

TT

نجح أليساندرو ماتري، مهاجم كالياري والمعار حاليا إلى اليوفي، في تسجيل 7 أهداف خلال أول 10 مباريات له بقميص يوفنتوس في الدوري المحلي. ولم يستطع خلال الـ25 عاما الماضية مهاجم في فريق اليوفي من تحقيق هذا الرقم سوى ألدو سيرينا (خلال موسم 1985/1986) وسكيالتشي (موسم 1989/1990). بينما يتوقف رصيد الفرنسي ديفيد تريزيغيه، مهاجم اليوفي السابق، من الأهداف، خلال أول 10 لقاءات له بقميص السيدة العجوز، عند الرقم 6، وكذلك الحال بالنسبة لكل من روبرتو باجيو وفيليبو إنزاغي وياكوينتا. أما ديل بييرو وإبراهيموفيتش ومويللير وأماوري فقد وصلوا إلى الهدف رقم 5 في بداية مشوارهم مع الفريق، بينما استطاع فيالي ولاودروب وبرياسكي أن يسجل كل منهم 4 أهداف.

المفاجأة: إذا لم تكن المهارات الفنية التي يتمتع بها ماتري موضع مناقشة من قبل (رغم أن إحرازه 11 هدفا مع فريق كالياري خلال النصف الأول من الموسم الحالي لم يكن صدفة)، فقد أصبحت، فجأة، هذه المهارات هي الطريقة التي اندمج بها اللاعب مع كتيبة اليوفي. لقد كان هناك صعوبتان أمام أليساندرو ماتري عند انضمامه، على سبيل الإعارة، إلى أسوار السيدة العجوز: ثقل قميص يوفنتوس واللحظة السلبية التي يمر بها الفريق. ولكن ماتري تمكن من تجاوز هاتين الصعوبتين بنجاح. واستطاع أن يتأقلم تماما مع كل طرق اللعب التي قام ديل نيري، مدرب الفريق، بتجريبها، كما تمكن اللاعب من إحراز الأهداف في مواقف مختلفة كلية (فحسب هدفه الأول في مرمى كل من كالياري وتشيزينا كان لهما تطور متشابه). تجدر الإشارة إلى أن ماتري يتمتع بقدرة ملحوظة على الهروب من رقابة الخصم، تماما مثل مهاراته الفنية. ولكن السمة الملزمة للاعب لا تزال أكثر أهمية، الهدوء داخل الملعب وخارجه. لقد واجه مهاجم كالياري السابق الفرصة التي أتيحت إليه بالابتسامة وبات الآن متقدما في تحديه الخاص مع باتزيني، الذي كان نادي اليوفي يرغب في ضمه غير أن الإنتر قام بالتعاقد معه وكان ماتري يعد البديل المؤقت له (7 أهداف مقابل 6 لمهاجم الإنتر). ولم يكن من قبيل الصدفة أيضا أن يسجل أليساندرو ماتري خلال أول ظهور له مع المنتخب الإيطالي. إن التحديات تزيد من حماسة هذا اللاعب ولا تسبب له القلق.

سيرينا: في صيف 1985 كان ألدو سيرينا لتوه قد تم عامه الـ25، تقريبا مثل ماتري اليوم. وانضم ألدو إلى صفوف اليوفي حينها. ويروى سيرينا بهذا الشأن قائلا: «لقد اندمجت مع الفريق آنذاك بشكل رائع للغاية. واستطعت أن أدرك التفاهم على الفور مع ماورو وكابريني اللذين كانا رائعين في رفع الكرات. الأمر الممتع بهذا الصدد هو أن كل هذه الكرات المرفوعة لم تكن تروق لبلاتيني، نجم الفريق حينها، كان يفضل لعب الكرة على الأرض التي يجيدها بشكل خاص مع لاودورب». وقد راق لسيرينا كثيرا العناق الأول لماتري مع السيدة العجوز وأشاد باللاعب قائلا: «لم تكن لدي أدنى شكوك في مهاراته ولكن كنت قلقا فيما يتعلق بقدرته على التأقلم الفوري مع واقع فريق كبير مثل اليوفي. كان ينبغي على ماتري الأداء بشكل جيد مهما كانت التكاليف وهذا، بالفعل، ما يقوم به الآن. لقد أدهشتني، خاصة قدرته الهائلة على الوجود دائما في المكان المناسب داخل الملعب. ولو كان لماتري الحظ في اللعب إلى جانب لاعب مثل بلاتيني لربما قدم أكثر من ذلك». ثم تقدم سيرينا بنصيحة إلى اليوفي بشأن المستقبل قائلا: «يلزم الفريق مهاجم آخر كبير ولكن هذا لا يعني أن ماتري ليس رائعا. إن الأندية التي ترغب في مواصلة السير في البطولات يتعين عليها امتلاك فريق متسع العدد، فالميلان، على سبيل المثال، لديه إبرا وباتو وإنزاغي فضلا عن روبينهو وكاسانو. والإنتر أيضا لديه إيتو وميليتو وباتزيني».

سكيالتشي: وفي صيف 1989 كان سلفاتور سكيالتشي يبلغ من العمر، تقريبا، 25 عاما وانضم إلى السيدة العجوز قادما من جزيرة صقلية وكانت هناك شكوك بشأن قدرته على منح الفريق نوعا من العمق الهجومي. ولكن من الناحية العملية كانت نفس قصة ماتري مع اليوفي واستطاع سكيالتشي أن يسجل 7 أهداف في أول 10 لقاءات له بقميص يوفنتوس. ويصرح سلفاتور بهذا الصدد قائلا: «كنت مشجعا لفريق اليوفي ولم أكن أعتقد أنني سأتمكن يوما من ارتداء قميص هذا الفريق. كنت خائفا ولكن كل شيء سار على ما يرام. ونصحني زوف بأن العب كما لو كنت لا أزال في فريق ميسينا. واستطاعت أن أسجل ثنائية في شباك فيرونا في الجولة الثانية لي، للأسف، نفس اليوم الذي توفى فيه شيريا. وبعدها لم أتوقف عن التهديف». وعن ماتري يتحدث سكيالتشي قائلا: «إنه يذكرني بكازيراغي في صراعه على الكرة ورؤيته للمرمى. من الممكن أن يصبح لاعبا مهما لأنه يمتلك أيضا هوامش نضوج. ونحن في إيطاليا لا نمتلك الكثير من المهاجمين الأقوياء». يذكر أنه بعد الأهداف الأولى التي سجلها سيرينا مع اليوفي استطاع الفريق أن يحصد لقب بطولة كأس الإنتركونتننتال فيما أصبح سكيالتشي، وهو في يوفنتوس، بطل الليالي الرائعة مع المنتخب الإيطالي. والآن ينبغي على ماتري تحديد هدف جديد آخر أكثر طموحا مع اليوفي.

وفي سياق متصل، عاد بوفون، حارس اليوفي، إلى المران الجماعي مع الفريق بعد تعافيه من الإصابة التي تعرض لها مؤخرا فيما واصل ديل بييرو، قائد الفريق، والمدافع كيلليني تدريباتهما المنفصلة. ولكن من المفترض أن ديل بييرو سيكون جاهزا للمشاركة مع الفريق في مباراته أمام فيورنتينا يوم الأحد المقبل، بينما لا يزال كيلليني في حاجة إلى مزيد من الصبر قبل العودة إلى الملاعب. تلك كانت آخر التجديدات التي شهدها المران الأول ليوفنتوس خلال الأسبوع الذي سيتوجه فيه اليوفي إلى فلورنسا من أجل لقاء صعب، حيث إن الفريق (الذي استعاد خدمات غروسو بعد التعرض للإيقاف) يسعى لتحقيق فوزه الرابع على التوالي في الدوري المحلي.

وقام ديل بييرو أيضا بتسديد بعض الكرات نحو المرمى ويستعد لمعاودة التدريبات مع البقية. فقد اكتمل تعافي قائد اليوفي من إصابته، وقد أعرب ديل بييرو عن تفاؤله بشأن مستقبل الفريق من خلال رسالة بثها عن طريق موقعه الشخصي والتي ذكر فيها: «أنا على قانعة تامة بما قدمه رفقائي أمام جنوا في الجولة الماضية. لقد عانيت وأنا في المدرجات أتابع اللقاء ولكني أتمنى أن تكون هذه هي المرة الأخيرة التي أجلس فيها على المدرجات. إن برنامجي العلاجي يسير وفقا للزمن المحدد له. وعليه فسوف أكون موجودا بين صفوف الفريق خلال المباراة الصعبة أمام فيورنتينا». ثم علق أليساندرو على النتائج الجيدة التي حققها فريقه مؤخرا قائلا: «بعد مباراة جنوا عاودني التفكير فيما كنا صرحنا عقب تحقيق أول فوز لنا في آخر ثلاثة انتصارات على التوالي: كنا نفكر في الجولة القادمة. وهذه هي الفكرة التي تسيطر الآن على الفريق بأكمله لأنه إذا كنا حققنا الفوز 3 مرات متتالية فلا يزال هناك 6 جولات متبقية. ولذلك لا يزال الوقت مبكرا لرفع الرأس حتى لو كنا أدركنا شيئا مهما للغاية: وهو الحماس والثقة في أنفسنا التي تصاحبنا الآن والتي ينبغي أن تظل معنا حتى نهاية الموسم».