الهلال والوحدة بين تأكيد خطف اللقب بـ«التخصص» وإعادة الكأس بعد نصف قرن

خبراء فنيون قالوا إن الخبرة مفتاح الأزرق.. والحماس سلاح الفرسان في نهائي ولي العهد

TT

اتفقت رؤى المدربين الوطنيين على أن فريق الهلال قادر على حسم موقعة نهائي كأس ولي العهد أمام فريق الوحدة غدا الجمعة في المباراة التي ستجمعهما على ملعب مدينة الملك عبد العزيز بمكة المكرمة، وذلك في ظل الإمكانات الفنية والعناصرية التي يتميز بها الأزرق عن فرسان مكة، فيما ذهبت بعض الآراء إلى ترشيح الوحدة لكسب اللقب بحماس وروح لاعبيه القتالية التي ربما تغطي نواقص الجانب الفني الذي يتفوق فيه الهلال من خلال وجود أكثر من عنصر يأتي أبرزهم ياسر القحطاني والسويدي فيلهامسون والكوري الجنوبي لي يونغ بيو والمصري أحمد علي، ويقابلهم في الوحدة يوسف القديوي ومهند عسيري وعصام الراقي وماجد الهزاني، وإليكم تفاصيل هذه الرؤى الفنية لعدد من المدربين الوطنيين: في البداية تحدث الخبير الفني المدرب الوطني محمد الخراشي أن غرابة نهائي كأس ولي العهد تكمن في أنها تجمع متصدر الدوري فريق الهلال ضد فريق الوحدة الذي يصارع من أجل البقاء ضمن أندية دوري زين، مشيرا إلى أن الفروقات الفنية الكبيرة بين الفريقين سيتلاشى جزء كبير منها لأنها مباراة كؤوس، مضيفا: تعلمنا من كرة القدم وخصوصا في لقاءات خروج المغلوب أن يحترم الفريق الكبير من هو أقل منه في جميع المستويات، سواء على المستوى البطولي أو العناصري والجماهيري وحتى الإعلامي، حيث يكون طموح الفريق الأقل إمكانات أكبر مما هو متوقع، وفريق الوحدة قادر على تقديم مباراة كبيرة بمشاركة الهلال، وأتوقع أن الـ90 دقيقة ستبرز فيها الروح القتالية والرغبة الصادقة لتحقيق الإنجاز من قبل فريق الوحدة، أيضا الهلال سيحاول كسب أولى بطولاته هذا الموسم، ومع أن اللقاء يقام على أرض وبين جماهير الوحدة في مكة المكرمة إلا أن الهلال لديه جمهور كبير في المنطقة الغربية سيكون داعما له، وتظل منهجية مدربي الفريقين هي من ستحدد الفريق الفائز، وبالتأكيد لاعبو الوحدة يعرفون إمكانات وخبرة لاعبي الهلال، لذلك لا بد أن يكونوا أكثر واقعية من خلال محاولة كسب الوقت بالتوازن في الجانب الدفاعي والهجومي وإغلاق المنافذ التي ربما يصل الهلال عن طريقها لمرماهم، والهلال هو الآخر سيسعى منذ البداية لحسم المباراة مستغلا قوة هجومه الضاربة ووسطه الفعال ودفاعه المتمكن وحراسته الجيدة.

من جانبه، بين المدرب الوطني علي كميخ أن نهائي كأس ولي العهد بين الهلال والوحدة مباراة تستحق المشاهدة والمتابعة نظرا لقوة الفريق الهلالي وتميزه هذا الموسم، وأيضا للحضور الممتاز للوحدة في هذه المسابقة وتركيزه عليها، في ظل ابتعاده عن الوصول إلى النهائيات منذ فترة طويلة.

وإذا تحدثنا عن الإمكانات والعناصر في كل فريق، سنجد أن الوحدة لديه لاعبون قادرون على أن يكونوا حاضرين بشكل ممتاز في اللقاء الختامي، يأتي أبرزهم المغربي يوسف القديوي ومختار فلاتة وخالد الحازمي ومهند عسيري وأحمد الموسى، ومتى ما لعب الفريق بحماس وروح قتالية سيكون ندا قويا، بالمقابل الهلال يمتلك اللاعبين المميزين في مثل هذه اللقاءات، وفي مقدمتهم السويدي فيلهامسون وياسر القحطاني وأحمد الفريدي، بالإضافة إلى اللاعب الكوري الجنوبي لي يونغ بيو، وكما هو معروف أن طريقة لعب الهلال تتمثل في الضغط على حامل الكرة والتحرك السريع أثناء بناء الهجمة، وهو ما يطبقه الهلاليون بشكل جيد، مما يجعلهم يتفوقون في النزعة الهجومية والتكتيك المتواصل، والتطور يمنحه الأفضلية خصوصا بعد عودة ثنائي الهجوم ياسر وأحمد علي، كما أن مدربه الأرجنتيني كالديرون خبرته أكثر بكثير من خبرة مدرب الوحدة مختار مختار في الدوري السعودي، وبالتالي أجد أن الخطة الدفاعية هي المناسبة للوحدة للمحافظة على استراتيجيته بالوصول إلى ركلات الترجيح، إلا أن توقعاتي تميل لفريق الهلال لما يملك من لاعبين داخل الملعب قادرين على حسم مثل هذا النوع من المباريات.

من جهته، قال الخبير الفني الوطني خليل المصري إن وصول فريقي الهلال والوحدة إلى المباراة النهائية شرف وإنجاز لهما، خاصة الوحدة الذي غاب عن البطولات لأعوام طويلة.

وأضاف: الهلال يتفوق في جميع الخطوط، ولكن هذا لا يعني سهولة المباراة بالنسبة له، فدائما المباريات النهائية لا يمكن أن يحكمها المستوى الفني للاعبين، وربما يساهم الحماس والروح العالية للاعبي الوحدة في كسب البطولة كونه يلعب على ملعبه وبين جماهيره المتوقع حضورها بكثافة، لكن بكل تأكيد الهلال يتفوق بالخبرة والإمكانات والعناصر وخصوصا تمرسه في اللعب على النهائيات، ولو عملنا مقارنة بين الفريقين نجد أن الكفة تميل للهلال القادر على حسم النتيجة من خلال وجود لاعبين على مستوى عال من الإمكانات، ولكن المقياس الفني ربما يختلف تماما في مثل هذا النوع من المباريات.

إلى ذلك، أكد المدرب الوطني فؤاد أنور أن الوحدة تمثل له هذه المباراة أهمية كبرى باعتباره غائبا عن تحقيق لقبها منذ 50 عاما، لذلك سيسعى لتقديم كل ما لديه من أجل خطف اللقب من خلال الاستعدادات والتحضيرات لهذه المباراة المرتقبة، لكن بلا شك ستكون مهمتهم صعبة لأن الهلال يتفوق من ناحية الإمكانات والعناصر سواء المحليين أو الأجانب، حيث إنه أصبح قريبا جدا من ملامسة كأس الدوري، وكل هذه العوامل ستمنح مدرب الفريق الأرجنتيني كالديرون الطمأنينة والثقة.

مضيفا: أؤكد لكم أن الوحدة لن يستسلم أمام منافسه، بل سيكافح وسيقدم كل ما لديه في سبيل الحصول على كأس البطولة، ولكن بالمنطق ومن خلال المعطيات والمؤشرات سواء على مستوى الخبرة أو العناصر نجد أن الهلال هو أكثر حظا بالفوز باللقب من منافسه الوحدة، إلا أن عالم كرة القدم لا توجد به مفاجآت، وربما ينجح الوحدة في كسب المباراة بروح وحماس لاعبيه وإصرارهم من خلال استغلال عاملي الأرض والجمهور، عموما المباراة تعتبر صعبة على كلا الفريقين، ونتمنى أن تظهر بالمستوى الذي يؤكد ارتقاء الكرة السعودية.

أخيرا، أشار المدرب الوطني علاء رواس إلى أن وصول الفريقين إلى نهائي كأس ولي العهد يعتبر شرفا لهما، مبينا في نفس الوقت حظوظ الهلال في خطف اللقب العاشر له في هذه البطولة بحكم الإمكانات الكبيرة التي يملكها على كافة الأصعدة، بتواجده في النهائيات بشكل مستمر، إلى جانب تمرسه في تحقيق الألقاب، بعكس فريق الوحدة الذي تنقصه الخبرة، وأيضا لاعبوه صغار بالسن، لكن عندما نقيس المباراة فنيا نجد أن هناك فروقا فردية، لكن ربما الروح الحماسية لدى لاعبي الوحدة تتغلب على النواقص الفنية.

مضيفا: الهلال يملك عناصر مميزة أمثال فيلهامسون وياسر القحطاني وأحمد علي، وهؤلاء بإمكانهم صنع الفارق لخبرتهم وإمكاناتهم الفنية الكبيرة، بالمقابل نجد في الوحدة مهند عسيري ويوسف القديوي وعصام الراقي وماجد الهزاني، الذين يملكون الإضافة الفنية لأي فريق.

وبالنسبة للتوقعات فهي صعبة في مثل هذه المباريات، إلا أن المعطيات على الورق ترشح الهلال للفوز بالكأس، وأنا مع هذا الترشيح من دون شك، لكن ربما التركيز المضاعف والروح الحماسية لدى لاعبي الوحدة تجعل اللقب لصالحهم.