الإنتر يمر بمرحلة حاسمة.. وليوناردو تحت اختبار البقاء أو الرحيل

موراتي سيحدد مستقبل الفريق من خلال نتائج الدوري والكأس

TT

إن الأمر برمته مسألة شرارات بالنسبة لفريق الإنتر. فهناك الشرارة التي لم تنطلق في دوري أبطال أوروبا لتعويض الهزيمة وتحقيق الفوز على فريق شالكه، وهناك الشرارة السابقة التي اشتعلت مجددا في الفريق، فخلال شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي عندما اختار موراتي رئيس النادي ليوناردو لقيادة الفريق خلفا لبينيتيز. وما بين الشرارة التي أشعلها ليوناردو عند توليه تدريب الفريق والشرارة التي انطفأت مؤخرا بالهزيمة أمام الميلان في الديربي والخروج من دوري أبطال أوروبا، أصبح مصير الفريق والمدرب معلقا بما سيحدث خلال الـ45 يوما المتبقية على نهاية الدوري، ولا يقتصر ما سيحدث فيها على ما سيفعله ليوناردو وحسب.

الجميع تحت الاختبار: تحمل الفترة المقبلة الكثير بالنسبة لنادي الإنتر. فهي لا تقتصر على نتائج الفريق في الدوري الإيطالي وكأس إيطاليا، بل تتعدى ذلك إلى مستقبل الفريق بأكمله وتخطيط المرحلة المقبلة. إن الجميع سيكونون تحت الاختبار خلال الفترة المقبلة، ولا يعني ذلك أن النادي سينسى ما قدموه للفريق في السابق أو إحداث تغيير شامل في الفريق، بل يعني ببساطة أن موراتي - إلى جانب نجله أنجيلوماريو ومسؤولي النادي الآخرين - سينتظر رؤية النتائج المقبلة لتفسيرها والتخطيط على ضوئها، رغم أنه يدرك أن هذه النتائج ستتأثر حتما بمسيرة الفريق الغريبة هذا الموسم. ولا شك أن الإنتر رغم الصعوبات التي واجهها كان يستطيع مواجهة الموسم والفترات الحاسمة به بصورة أفضل وأقرب إلى مستواه الحقيقي مما حدث بالفعل حتى الآن. وقد وضحت أهمية الـ45 يوما المقبلة من التصريحات التي أدلى بها رئيس النادي يوم الأربعاء الماضي والتي شجع فيها الفريق على الخروج من الأزمة وحث كل فرد فيه على تحمل مسؤوليته.

التحقق من المشروع: كان موراتي قد فعل الشيء نفسه مع المدرب ليوناردو خلال الأيام السابقة. فبغض النظر عن التقدير الذي يكنه رئيس النادي للمدرب البرازيلي بفضل قدراته كإداري ومدير، فإن المهمة الأساسية التي تم تكليف ليوناردو بها قبل 4 شهور هي تدريب الفريق. وكان موراتي عندما أسند مهمة تدريب الإنتر لليوناردو يفكر في مشروع طويل المدى لتكوين فريق جيد للإنتر، ورغم تقديره ومساندته لليوناردو فإن ذلك لا ينفي عنه حقه وواجبه في متابعة نتائج الفريق أولا بأول وتقييم نتائج هذا المشروع وجدواه.

هل سيبقى؟ هل يرغبون في بقائه؟ إن موراتي بداخله يعتبر ليوناردو مدرب الإنتر في الموسم المقبل أيضا. ومنذ الآن وحتى نهاية شهر مايو (أيار) ينبغي على ليوناردو أن يؤكد لموراتي أن قناعته به وبقدراته في محلها. ولن يتم ذلك إلا بإثبات أنه يؤمن بإمكانية تحقيق انطلاقة جديدة للفريق وأن اللاعبين أنفسهم يؤمنون بمدربهم. وبغض النظر عن النتائج السيئة التي حققها ليوناردو في الفترة الأخيرة، فإنه دون شك حقق شيئا رائعا لا يمكن إنكاره وهو أنه تمكن من شحذ همم وطاقات الفريق عند توليه تدريبه في تلك الفترة التي عانى خلالها الإنتر كثيرا وكاد يضيع الموسم تماما من بين يديه.

كيف تقبل كامبياسو الأمر؟ إن أصعب شيء في هذه الحالات هو الحفاظ على العلاقة الودية وعلاقة الانسجام بين الفريق حتى عندما تختلف النتائج عن التصريحات (على سبيل المثال الهزيمة في الديربي والهزيمة المذلة أمام شالكه في دوري أبطال أوروبا) وعندما تختلف الأفكار عن التطبيق العملي وأيضا عندما تكون اختيارات المدرب غير مقبولة بالنسبة لبعض اللاعبين. وفي هذا الصدد لا شك أن كامبياسو قد شعر بغضب شديد يوم الأربعاء الماضي بعد استبعاده غير المتوقع من مباراة شالكه في دوري أبطال أوروبا وأن ستانكوفيتش قد شعر بحيرة شديدة بعد استبداله ما بين الشوطين رغم أنه كان واحدا من أفضل وأنشط لاعبي الفريق في الشوط الأول. ولا شك أيضا أن بعض اللاعبين الذين لم يمنحهم ليوناردو الفرصة كاملة باسم سياسة الدور يشعرون بالغضب والانزعاج من هذا الأمر.

النشاط الذهني والتماسك: الآن بعد أن بدأ الاهتمام والنظر إلى اللاعبين الاحتياطيين بالإنتر، لا شك أن الفريق يحتاج إلى تعويض قوته الهجومية الغائبة من خلال بعض الطاقات الذهنية والمواهب التي لم تتح لها المشاركة بشكل كامل مع الفريق خلال الموسم الحالي. ولا شك أن ليوناردو لا يمتلك الفرصة أو الوقت خلال الفترة المتبقية من الموسم لإحداث تغيير جذري شامل بالفريق أو بطريقة اللعب أو حتى على الصعيد الخططي. وكل ما يستطيع ليوناردو عمله خلال الـ7 أو الـ8 مباريات المتبقية هو محاولة توزيع الجهد والتعامل مع حالة الإرهاق التي أصابت اللاعبين والحفاظ على تماسك وانسجام الفريق. وستكون الفترة المقبلة حتى نهاية الموسم كفيلة بالإجابة عن السؤال الحاسم: هل سينجح ليوناردو في قيادة دفة الأمور بأفضل طريقة ممكنة؟ وهل سيساعده اللاعبون في ذلك؟