جماهير النهائي ترسم لوحة كرنفالية بديعة في مدرجات ملعب الشرائع

مشجع متهور يحبس أنفاس الجميع بعد اعتلائه سياجا حديديا مرتفعا

TT

صنعت جماهير ناديي الوحدة والهلال في المواجهة التي جمعتهما أمس في نهائي كأس ولي العهد كرنفالًا رياضيًا جميلًا، حيث توافدت جماهير الناديين للمنطقة المحيطة بملعب مدينة الملك عبدالعزيز الرياضية التي احتضنت اللقاء قبل انطلاق المباراة بنحو 7 ساعات.

الـ»الشرق الأوسط« قامت بأخذ جولة في المنطقة المحيطة بالملعب لأخذ انطباعات وأراء تلك الجماهير قبل المواجهة التي جمعت الوحدة والهلال أمس .

كانت البداية في شارع عبدالله عمر قاضي المدخل الرئيسي لمخططات الشرائع التى تبعد نحو 3 كيلومترات عن الملعب، وهي المنطقة التي تعج بالمطاعم بمختلف فئاتها وأنواعها، حيث شوهد هناك أعدادًا كبيرة من جماهير الفريقين واضعين أعلامًا وشعارات الناديين على سياراتهم الخاصة، وفي أحد تلك المطاعم التى سجلت أعلى إقبال في هذا العام بعد فترة الحج، التقينا في البداية بمجموعة تحدثوا عن أنهم قدموا من منطقة الجموم التي تبعد نحو 40 كيلومترًا عن مكة المكرمة، مبينين أنهم فضلوا الحضور مبكراً لتلافي أي زحام ربما يعيق وصولهم إلى الملعب، وهذا المكان أقرب نقطة من الملعب نتناول فيها وجبة الغداء قبل الذهاب لحضور المباراة، وأضافوا : نحن 5 وحداويين وهلالي واحد، قدمنا لمؤازرة الوحدة مع الجماهير الحاضرة للملعب، فيما أختلف رأي ناصر اللحياني المشجع الهلالي المرافق لهم، حيث أكد أنه حضر للملعب ولديه ثقة كبيرة في لاعبي الهلال لحسم البطولة، مبيناً أن الهلال عودهم على كسب الذهب في أي مكان يلعب فيه. وفي جانب آخر التقينا بمجموعة تتكون من 4 أخوة وافدين من الجنسية السودانية، أكد لنا أحدهم بأن حضور مثل هذا النهائي يعد تاريخياً، ومن الممكن أن تروى ذكرياته فيما بعد، ونحن قدمنا من منطقة بحره الواقعة بين مدينتي جدة ومكة، ووصلنا في الساعة العاشرة صباحاً، وأدينا صلاة الجمعة في الحرم المكي الشريف، وتوجهنا بعد ذلك إلى منطقة الشرائع القريبة من الملعب لتناول طعام الغداء ولأخذ قسط من الراحة، وحول ميولهم في المواجهة بيّن أنهم 4 أشخاص 2 وحداويين وواحد اتحادي والأخير هلالي، جئنا باحثين عن المتعة حيث لاخاسر بالنسبة لنا.

وكان أحد ملاك المطاعم في منطقة الشرائع وضع علمًا كبيرًا للوحدة على المبنى الذي يقع فيه المطعم، مما ساهم ذلك في استقطاب عدد كبير من جماهير الوحدة لتناول وجبة الغداء في ذلك المطعم الذي أكد صاحبه أن هذا اللقاء تاريخي انتظروه لأكثر من 40 عامًا، مضيفاً : هكذا هم أهل مكة عندما يكون فريقهم في مباراة هامة، تجد البيوت ووجهات المحلات تتزين بالعلم الأحمر والأبيض. يذكر أن أنصار الفريقين تواجدوا بأعداد كثيفة في مدرجات الملعب بوقت مبكر، حيث شغلوا نحو 80% من سعة الملعب قبل انطلاق المباراة بنحو 3 ساعات، كما تميزت إدارة الملعب مع الجهات الأمنية بالإشراف على دخول الجماهير، وأخذ جمهور الهلال مكانه المخصص على يمين المنصة، فيما تواجدت الجماهير الوحداوية على يسار المنصة، مما أعطى الملعب رونقا خاصاً بدأ وكأنه كرنفال، إلا أن أصحاب السوق السوداء الذين استحوذوا على عدد من تذاكر المواجهة أفسدوا ذلك المهرجان، بعد أن وصلت قيمة التذكرة العادية البالغ سعرها 20 ريال إلى أرقام كبيرة بلغت 350 ريال للتذكرة الواحدة. وكاد أحد المشجعين الشباب من جمهور الوحدة أن يعرض نفسه للخطر بعد أن مارس حركات بهلوانية فوق السياج الحديدي بسقف المدرجات وسط تمايله وتراقصه على أنغام الجماهير الوحداوية، ليقف الجميع منبهراً بما يفعله الشاب من تصرفات ربما تعرضه للخطر، فيما حاول قائد رابطة المشجعين بنادي الوحدة عاطي الموركي أن يطلب من المشجع النزول عبر مكبرات الصوت، إلا أنه في المقابل طالبه بأن يستمر بترديد الأهازيج الوحداوية حتى يواصل إستعراضه البهلواني، وفي آخر المطاف أوقف جمهور الوحدة تشجيعهم طالبين منه النزول لإيقاف شد الأعصاب الذي أعترى كل الحضور خشية من سقوطه وتعرضه للإصابة، ليلبي المشجع ذلك ويقوم بالنزول من على السقف قبل أن يقوم رجال الأمن بملاحقته والقبض عليه.

بقيت الاشارة إلى ان مئات من الجماهير دخلت أرض الملعب بعد ان حطمت إحدى البوابات الرئيسية وذلك رغم اغلاقها من قبل رجال الامن والمسؤولين عن الملعب بحجة امتلاء المدرجات ودخل المئات من المشجعين بيد ان رجال الامن حاصروا البوابة واحكموا اغلاقها مرة اخرى لايقاف دخول المزيد من الجماهير الاخرى التي لم تسنح لها الفرصة واستثمار حالة الفوضى من قبل المنظمين للمواجهة الكبرى، كما أدت درجات الحرارة المرتفعة بمكة المكرمة لسقوط بعض الجماهير في وقت مبكر متأثرين بضربات الشمس، نظرا لتواجدهم منذ وقت مبكر، وهو مادعى رجال الهلال الأحمر لإسعاف المصابين ونقلهم للمستشفيات القريبة من الملعب.