«البوتشو» لافيتسي يسعى اليوم للتسجيل في سان باولو بعد صيام 6 أشهر

إصابة دي ناتالي تدخل أودينيزي في أزمة.. وجماهير نابولي ستكسر حاجر المليون

TT

لقد قال ذلك إزيكيل لافيتسي بكل وضوح فور تمكنه من الحديث «درع الدوري؟ إننا مؤمنون به، حتى وإن كان المشوار لا يزال طويلا». يعد البوتشو، كما يلقبه عشاقه، هو القائد الحقيقي لفريق نابولي، رغم تسجيله 6 أهداف فقط هذا الموسم وعدم تسجيله في ملعب سان باولو الخاص بالفريق منذ 25 أكتوبر (تشرين الأول) 2010، حينما لم يكف هدفه على طريقة مارادونا من أجل تجنب الخسارة أمام الميلان.

أساسي: إذن، ما كان أحد ليتخيل أن التحدي مع الميلان سيمتد حتى ست جولات على نهاية بطولة الدوري الإيطالي وأن الجائزة ستكون الدرع، «الاسكوديتو». إنه هدف وضعه نابولي نصب عينيه بفضل أهداف كافاني، لكن خاصة بفضل كرات وتمريرات لافيتسي. بالطبع، شعرنا بغياب الماتادور الأوروغواياني في ملعب داللارا، أمام بولونيا، قليلا مقارنة بغياب البوتشو في ملعب بينتيغودي، أمام كييفو (2/0)، أو في التعادل أمام بريشيا على ملعب سان باولو. «إنه أساسي من أجل تطور مناوراتنا الهجومية»، هكذا أقر ماتزاري بأهمية اللاعب الأرجنتيني. ومع ذلك، لا تزال لدى إزيكيل هوامش كبيرة للتحسن، فهو يقترب من إتمام عامه السادس والعشرين، إلا أن نضوجه الكروي لم يكتمل بعد. لا بد للافيتسي أن يكون أكثر «شراسة» أمام المرمى كي يصبح نجما ذا ثقل دولي، وليحقق لأول مرة الرقم المضاعف في عدد الأهداف، والذي يعتبر «تابوها» إلى الآن.

في ظل صيام بهذا المعنى، يمكن أن تمثل مواجهة أودينيزي اليوم الأحد الفرصة المناسبة للعودة إلى التهديف على ملعب الفريق، في نابولي، حيث يعد أودينيزي هو أكثر الفرق التي سجل فيها لافيتسي أهدافا منذ قدومه إلى إيطاليا، 4 أهداف؛ كان أولها في الجولة الثانية من الدوري موسم 2007/2008، وقد كان الأول له أيضا في دوري الدرجة الأولى الإيطالي، حينها أذهل البوتشو زاباتا ورفاقه بالفوز 5/0. وأمام أودينيزي أيضا جاءت أول ثنائية له في إيطاليا، وتحديدا في الدوري الثاني من الموسم الذي انتهى بتأهل نابولي إلى كأس الاتحاد الأوروبي. هدف آخر سجله منذ عامين على ملعب سان باولو في مباراة مذهلة انتهت 2/2 بهدف التأهل إلى أوروبا سجله كوالياريللا، كان حينها في أودينيزي.

إذن، هو تقاطع طرق في جنوا، فغويدولين مدرب أودينيزي يعلم جيدا أنه يجب مراقبة ذلك المهاجم ذي القدرات الفنية العالية الذي كان له الحظ أن دربه من قبل. في واقع الأمر، حينما اشترى بريتسيوزي رئيس جنوا لافيتسي عام 2005، كان غويدولين مدرب جنوا حينها، وبعد معسكر الإعداد في النمسا وبعض المباريات الصيفية تمت إقالته من تدريب الفريق. يقال إن بين غويدولين والبوتشو لم يكن هناك عشق من أول نظرة، أيضا لأن إزيكيل البالغ من العمر حينها 20 عاما كان يعاني وزنا زائدا ويبدو شاردا، ومع ذلك فقد أظهر مواهبه الفنية.

هاتف ساخن: الآن، وبعدما صار قائدا لنابولي، ويشكل ثنائيا مع ليونيل ميسي في المنتخب الأرجنتيني، يعد لافيتسي في مرمى الكثير من الفرق الأوروبية الكبرى. هاتف وكيل أعماله أليخاندرو ماتزوني يرن باستمرار، لكن الرئيس دي لاورينتس أكد بصورة قاطعة أنه لا يعتزم الاستغناء عن جواهره الثمينة بالنظر إلى منافسة دوري الأبطال المقبلة، وقد يلعبها البوتشو مرتديا قميص مارادونا رقم 10.

من جهة ثانية، سيتجاوز عدد مشجعي نادي نابولي الذين تابعوا مباريات فريقهم في ملعب سان باولو هذا الموسم المليون مشجع في مباراة أودينيزي التي تقام اليوم. وهو رقم كبير للغاية حققه نابولي من خلال متابعة جماهيره له في الدوري الإيطالي والدوري الأوروبي وكأس إيطاليا. ولعل هذا الرقم الكبير في عدد المشجعين الذين ساندوا فريق نابولي من الملعب يثير إعجاب جماهير الفرق الأخرى ويؤكد تضامن جماهير النادي مع مشروع أوريليو دي لاورينتس رئيس النادي. ولا شك أن حماس جماهير نابولي ومساندتها لفريقها هما المحرك الأساسي للفريق في بطولة الدوري، وهذه الجماهير هي التي تحافظ على حلم الفوز بالدوري هذا الموسم. ولم يحصل فريق نابولي على شرف الفوز بالدوري الإيطالي سوى مرتين فقط طوال تاريخه، عندما كان يلعب له دييغو مارادونا أفضل لاعب كرة قدم في العالم وكوكبة من ألمع نجوم الكرة مثل كاريكا وجوردانو وكارنيفالي وباني.

العشق الخالد: وبعد 20 عاما من ذلك العهد الذهبي، عادت جماهير نابولي لتشعر بهذه الأحاسيس الرائعة نفسها، المتمثلة في البعد عن القمة بـ3 نقاط فقط، وإصرار المدينة بأكملها على إكمال المشوار حتى النهاية. وكان زحف أكثر من 15 ألف مشجع خلف فريق نابولي إلى بولونيا في المباراة الأخيرة هو خير دليل على تمسك الجماهير بالحلم وسعادتها لاحتلال الفريق للمركز الثاني خلف الميلان ومتفوقا على الإنتر.

مشروع طموح: إن الـ50 ألف تذكرة الخاصة بمباراة نابولي وأودينيزي والتي تم بيعها بالكامل ستمكن الفريق من تجاوز حاجز المليون مشجع على ملعبه هذا الموسم، ويؤكد ذلك مدى ثقة الجماهير في مشروع دي لاورينتس الذي التزم حتى الآن بكل الوعود التي قطعها على نفسه. وتشعر الجماهير بالسعادة للتضحيات التي تقدمها من أجل الفريق ومن أجل استمرار الحلم. وقد أمنت جماهير فريق نابولي لفريقها مبلغ 20 مليون يورو كحصيلة بيع تذاكر المباريات، وبلغت إيرادات التذاكر قيمتها في شهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي خلال مباراة الفريق أمام ليفربول الإنجليزي في الدوري الأوروبي، حيث بلغ عائد بيع التذاكر في هذه المباراة 1903650 يورو، وهو رقم يعكس مدى اهتمام المدينة بأكملها بتلك المباراة وبالتحدي الذي يواجه فريقها هذا الموسم.

وعلى صعيد فريق أودينيزي، لم تؤت الزيارة لمزار كاستيلمونتي ثمارها المرجوة، فاليوم سيخوض الفريق أمام نابولي المباراة الأكثر حساسية هذا الموسم من دون أبرز نجومه، فعلاوة على توقف أليكسس سانشيز، يغيب مهاجم الفريق توتو دي ناتالي لإصابته في عضلة الفخذ اليسرى. فقد طار هداف الدوري الإيطالي إلى برشلونة لعرض الكاحل الأيمن على البروفيسور رومان كوغات، الطبيب الذي يحظى بثقة النادي. وقد أكد الفحص وجود آلام بسبب كدمة عظمية تعرض لها اللاعب خلال المران، كما أن التفكير في إدراج فرانشيسكو غويدولين دي ناتالي في قائمة الفريق المتجهة إلى نابولي يعد ضربا من الخيال، أيضا لأن القائد (الذي لم يغب إلا عن مباراة واحدة، مع كاتانيا) لم يتدرب قط ويشعر بألم شديد، وقد لعب أمام روما متألما. إذن لا سبيل سوى العلاج على أمل وجوده السبت المقبل أمام بارما، بصحبة زميله في الهجوم.

دينيس: إذن من سيحل محل المهاجمين اللذين سجلا إلى الآن 38 هدفا؟ من الصعوبة بمكان أن يستفيد غويدولين بدينيس وكورادو معا، فهناك حلان: أن يلعب أحدهما مع اللاعب التشيكي الشاب فيدرا (مواليد 1992)، لكن الأقرب أن يختار المدير الفني تغطية الفريق بدفاع مكون من أربعة لاعبين بإدخال باسكوالي. على أي حال، المنطق يقودنا إلى اختيار الأرجنتيني دينيس (كان منذ عامين مع نابولي وسجل 13 هدفا في 63 مباراة في الدوري الإيطالي) الذي خلال 741 دقيقة لعبها في 22 مشاركة سجل 3 أهداف.