رونالدو في الميلان.. فكرة تتأرجح بين العقبات المالية وطموحات برلسكوني

قيمة العرض لن تقل عن 100 مليون يورو.. وتوقعات بعقد صفقة مبادلة

البرتغالي كريستيانو رونالدو نجم فريق ريال مدريد (رويترز)
TT

«هل يمكننا أن نصف رغبة الميلان في التعاقد مع البرتغالي كريستيانو رونالدو بالحلم؟ إذا كان الأمر كذلك، فهناك بعض الأحلام التي تتحول إلى حقيقة، خاصة أننا ننوي التعاقد مع نجمين دوليين في حال فوزنا بلقب الدوري. لا شك أن النظام الضريبي يمثل مشكلة كبيرة للأندية الإيطالية». هكذا، أحيا سيلفيو برلسكوني آمال جماهير الميلان العريضة في ضم جوهرة ريال مدريد باهظة الثمن إلى جبهة هجوم الفريق التي باتت تعج بالنجوم. غير أن الأمر لا يخلو من بعض الصعوبات، ففضلا عن الجوانب المادية لا بد أن يحسن الميلان اقتناص الفرصة المتاحة أمامه إذا صدقت نيته في إتمام الصفقة في الصيف المقبل.

تجدر الإشارة إلى أن صفقة انتقال رونالدو من مانشستر يونايتد إلى ريال مدريد في 2009، كانت قد تكلفت 94 مليون يورو، في حين تبلغ قيمة الشرط الجزائي الذي ينص عليه التعاقد المبرم بين اللاعب والنادي الملكي إلى مليار يورو. غير أنه لم يفز بأي شيء في إسبانيا حتى الآن، وإذا استمر الوضع بهذا الشكل في الموسم الحالي فستفتح الفرصة أبوابها أمام الميلان للتفاوض مع البرتغالي لإقناعه بالبحث عن دوافع جديدة بعيدا عن الريال.

ويستند الميلان في مهمته الصعبة على خلق الرغبة في داخل البرتغالي في الرحيل عن النادي الملكي وخوض مغامرة جديدة في الدوري الإيطالي بعد إنجلترا وإسبانيا؛ وفي هذه الحالة فقط قد يتحقق حلم برلسكوني الذي يراوده منذ وقت طويل. من جهة أخرى، لن يقل العرض الذي سيقدمه الميلان للنادي الإسباني عن 100 مليون يورو، أو قد يعرض التنازل عن أحد لاعبيه مقابل تخفيض قيمة الصفقة، وهو خيار مطروح بقوة خاصة أن الريال كان قد أبدى اهتمامه بتياغو سيلفا الذي لفت إليه الأنظار بعد تألقه مع الميلان في الآونة الأخيرة. غير أن الميلان لا يرغب في الاستغناء عن أي من لاعبيه الحاليين، وهو ما يضع النادي الإيطالي في حيرة من أمره بشأن اختيار اللاعب الذي يمكن مبادلته دون الإخلال بتنظيم الفريق. وهنا، تعود إلى الأذهان من جديد محاولات الإسبان القديمة للتعاقد مع أندريا بيرلو، لكنه تجاوز الثلاثين من عمره وأوشك تعاقده مع الميلان على الانتهاء، مما يجعله خارج قائمة اللاعبين المحتمل تقديمها لإغراء الريال. وعلى ذلك، أصبحت الفرصة الأخيرة أمام الميلان هي التنازل عن إبراهيموفيتش الذي يحوز إعجاب مورينهو بشدة، فضلا عن ترحيب جماهير الريال المتوقع به كسلاح مضاد ضد غريمهم التقليدي برشلونة. كما أن اللاعب نفسه كان قد صرح أثناء وجوده في الإنتر قائلا إنه مستعد لإلقاء نفسه في النار من أجل مورينهو، وهو مؤشر طيب للغاية.

جدير بالذكر أنها ليست المرة الأولى التي تظهر فيها فكرة التعاقد مع كريستيانو رونالدو من قبل الأندية الإيطالية، بيد أن النظام الضريبي كان دائما ما يؤدي إلى وأد الحلم في مهده، حيث ينص القانون الإيطالي على دفع ضعف قيمة الضريبة المفروضة على اللاعبين في إسبانيا، فيما يتم تحديد قيمة الضرائب وفقا لإجمالي الراتب وليس قيمة الصافي. وكان لهذه الشروط الضريبية الصعبة دور محوري في إفشال صفقة انتقال البرتغالي إلى أحد الأندية الإيطالية التي رفض ذكر اسمها في حواره مع جريدة «لاغازيتا ديللو سبورت» في وقت سابق.

وعلى الجانب الآخر، كان الرئيس برلسكوني قد أكد أنه يرغب في تعزيز صفوف الفريق من دون التنازل عن أي من لاعبيه، واعدا جماهيره بالتعاقد مع نجمين كبيرين في حال الفوز بلقب الدوري هذا الموسم، بيد أن ظروف الميلان الحالية ستضطره إلى الاستغناء عن أحد لاعبيه لتوفير المبلغ المطلوب للصفقة ولإفساح مكان للبرتغالي. وقد يواجه الميلان عقبات أخرى غير مادية، كرفض اللاعب أو رئيس النادي فلورنتينو بيريز فكرة الانتقال، ولهذا فلن تكون مهمة الميلان سهلة بأي شكل من الأشكال. وفي سياق متصل، يؤكد تاريخ الميلان أن الرئيس برلسكوني لم يكن منشغلا قط بالتفكير في إمكانية أو استحالة إتمام صفقة ما مهما كانت درجة صعوبتها، ويرجع الفضل إليه في التعاقد مع ريفالدو، نجم برشلونة السابق، وديفيد بيكهام، فضلا عن رونالدينهو والبرازيلي رونالدو. كما نجح برلسكوني في الإتيان بأليساندرو نيستا، أحد أعلام نادي لاتسيو السابقين، وروي كوستا من فلورنسا، وأخيرا زلاتان إبراهيموفيتش من برشلونة.