رئيس الاتحاد الإيراني: الأندية السعودية لا تملك المهنية.. وعليها الاقتداء بنظيرتها القطرية

الصحف الفارسية اعتبرت ما يقوم به السعوديون مؤخرا حربا نفسية على فرقها الكروية

TT

وصف عدد من وسائل الإعلام الإيرانية الشكوى التي قدمها الاتحاد السعودي، حول المضايقات التي ينتظر أن تجدها الفرق السعودية أثناء إقامتها في إيران للمشاركة في البطولة الآسيوية، بـ«غير الصحيحة»، حيث اعتبرتها جزءا من الحرب النفسية التي يحاول السعوديون ممارستها، من أجل مضاعفة الضغوط على الفرق التي تنافس وبضراوة في خطف بطاقات الصعود نحو الأدوار المتقدمة، وكشفت وكالة أنباء «الطلبة» الإيرانية عن رد الاتحاد الدولي، الذي تلقاه أمين عام الاتحاد الإيراني، مهدي نبي محمد، والمسؤولون في الاتحاد السعودي، الذي يؤكد إمكانية احتضان الملاعب الإيرانية للمنافسات الآسيوية، بعد اطلاع كامل على الأوضاع الأمنية المستقرة في المنطقة.

وأوضحت شبكة «الجيش الأحمر» الإيرانية أن الاتحاد السعودي تلقى صفعة قوية، بعد أن خابت مطالبه في نقل المواجهات، التي من المفترض أن تقام في مدينتي طهران وأصفهان الإيرانيتين، معتبرة أسباب النقل خاضعة للمظلة السياسية، وهو الأمر الذي لا تتعامل به «الفيفا» بوصفها منظمة خاصة بكرة القدم ولا تقبل المناقشة في القضايا ذات الجانب السياسي، مبينة أن رد الاتحاد الدولي كشف عن أن المشكلة التي ذكرها ممثلو الأندية السعودية بسيطة، وبإمكان الاتحاد الآسيوي حلها دون أي تصعيد، كما أنها في الوقت ذاته لا تستحق أن يتم نقل المباريات من أجلها، مشيرة إلى أن هناك احتمالية كبيرة لالتقاء الاتحادين السعودي والإيراني للتوصل إلى اتفاق حول ما يحدث في البلدين، ومحاولة حل تلك الأمور بشكل ودي بين الجهتين.

وأشار موقع «آفتاب نيوز» الإيراني إلى أن رئيس الاتحاد الإيراني، علي كفاشيان، علّق على المزاعم السعودية بقوله: «العمل الذي يقوم به الاتحاد السعودي ليس مهنيا، على اعتبار أنه ابتعد كثيرا عن دوره الرياضي، وأدخل القضايا السياسية التي تعاني منها المنطقة في هذا الشأن، وعليهم أن يسيروا على خطى الاتحاد القطري، ونحن نرى الأندية القطرية تحضر إلى إيران ولم تواجهها أي مشكلات، ولذلك أتمنى أن لا يتم إقحام السياسة في الرياضة مجددا».

وأبدت صحيفة «بورس تايمز» الفارسية استغرابها من امتعاض الاتحاد السعودي، نظرا لحمل قمصان اللاعبين الإيرانيين أسماء «آل البيت الأطهار»، معرجة على أن الأوضاع المحتدمة التي تشهدها البحرين هي التي ألقت بظلالها على مواجهات الفرق السعودية والإيرانية في هذا الوقت بالتحديد، على الرغم من أن فرق الدولتين سبق لهما أن تواجها كثيرا خلال السنوات الماضية.

ونشرت وكالة «إرنا» الإخبارية حديثا لرئيس نادي سيباهان الإيراني، محمد رضا ساكت، الذي قال: «إيران لا تزال من أفضل الدول التي تستقبل الفرق في آسيا، وهو الأمر الذي يشهد به جميع المسؤولين الذين تمت استضافتهم، وتلقينا الكثير من رسائل التقدير والشكر نظير استقبالنا الحافل بهم، ولعل آخر تلك الإشادات جاءت من مدرب الغرافة القطري الذي أثنى على ما رأى خلال وجوده في إيران، وأظهرت الوكالة إجماع الأندية الإيرانية على ضرورة رفض الطلب السعودي، الذي لا مبرر لقبوله، معتبرين ملاعبهم مفتوحة لمن أراد فحصها والوقوف على مدى جاهزيتها لاستقبال أي مواجهة تتم على الصعيد الآسيوي».

وعقد أمين عام اتحاد الكرة السعودي، ظهر أمس، اجتماعا مع مندوبي أندية الاتحاد والهلال والنصر والشباب، لمناقشة آخر المستجدات المتعلقة بخوض الأندية الأربعة مبارياتها في الأراضي الإيرانية، حيث أطلع أمين عام الاتحاد السعودي لكرة القدم، فيصل عبد الهادي، أمناء الأندية على الإجراءات التي اتخذها الاتحاد السعودي منذ وقت مبكر لضمان سلامة الفرق المشاركة خلال مبارياتها في إيران، كما أوضح عبد الهادي أن الاتحاد السعودي سوف يقوم بمخاطبة الاتحاد الآسيوي للتأكيد على ضرورة الالتزام بتنفيذ الضمانات الواجب العمل بها أثناء وجود الفرق السعودية في إيران، وسوف يصل في هذا الشأن فريق عمل من الاتحاد الآسيوي إلى الرياض قريبا للاجتماع بأمناء الأندية. كما اعتمد الاتحاد السعودي لكرة القدم إرسال ممثل له مع بعثات الأندية المغادرة إلى إيران لخوض مبارياتها في بطولة دوري أبطال آسيا.

يذكر أن الاتحاد الإيراني أرسل ردا قبل أيام قليلة إلى الاتحاد الآسيوي، قال فيه إن بلاده تعيش في وضع آمن، وإن قرار حضور الأندية السعودية وخوضها المباريات في مدن إيران يعود إليها وتحكمه القوانين الآسيوية، فإن حضرت فستجد كل الأمان، وإن اضطرت للانسحاب فالقانون الآسيوي الكروي هو من سيحل المشكلة وينصف أندية إيران.

وأشارت مصادر مقربة من اتحاد الكرة السعودي أن الأخير بصدد إرسال خطاب آخر إلى الاتحاد الآسيوي، بعد الرد الإيراني على الاتحاد القاري؛ إذ سيحمل الاتحاد السعودي المسؤولية بكاملها إلى الاتحاد الآسيوي فيما يخص سلامة وأمن الأندية السعودية الأربعة.