تخلف 16 حكما من أصل 46 عن حضور الاجتماع الشهري الذي أقامته لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد السعودي لكرة القدم صباح أمس الاثنين في قاعة الاجتماعات بمجمع الأمير فيصل بن فهد الأولمبي، وذلك لمناقشة الأخطاء التحكيمية للجولات الأربع الماضية من دوري زين السعودي للمحترفين، وبعض مباريات كأس الأمير فيصل بن فهد، ويعتبر هذا العدد من الغيابات هو الأكثر منذ انطلاق الاجتماع الأول، وكان أبرز الحكام الغائبين عن هذا الاجتماع الحكم فهد المرداسي الذي قدم اعتذاره عن الحضور دون توضيح للأسباب، فيما تغيّب الحكم سعد الكثيري دون تقديم عذر مسبق، وهذان الحكمان هما من قادا مباراتي نجران والتعاون والأهلي والنصر اللتين شهدتا أخطاء تحكيمية فادحة (وفقا للحالات التي ذكرها الخبير الأميركي عيسى باهار)، وأثارت الشارع الرياضي وأخذت حيزا كبيرا عبر وسائل الإعلام، حيث قررت لجنة الحكام عدم تكليفهما لقيادة أي مباراة في الجولة الـ23 المقبلة من دوري زين، فيما غاب كل من عبد الرحمن العمري ومرعي العواجي وسامي النمري وعبد الله الشلوي وبدر الشمراني بسبب مشاركاتهم الخارجية، فيما غاب فهد العمري لعدم توفر حجوزات الطيران.
من جهته، كشف رئيس لجنة الحكام الرئيسية بالاتحاد السعودي لكرة القدم عمر المهنا عن أنه لا توجد أي مشكلة بينه وبين أي حكم، قائلا: هناك من الحكام من أجد تجاهه ارتياحا كبيرا في المعاملة والعكس في بعض الحكام صحيح، وهذا لا يعني محاربته أو الوقوف ضده، فاللجنة تعامل جميع الحكام بمبدأ الثواب والعقاب من دون استثناء.
ورفض المهنا الحديث عن وجود مجاملات من قبله لحكام المنطقة الشرقية على حساب المدن الأخرى مضيفا: سمعت من يقول إن المهنا يجامل حكام الشرقية على حساب حكام مدينة الرياض أو أي مدينة أخرى، وهذا الكلام مرفوض جملة وتفصيلا، وما يهمنا في المقام الأول كيف يستطيع الحكم تطوير نفسه بنفسه، بغض النظر عن ما تقوم به اللجنة الرئيسية أو اللجنة الفرعية اتجاه الحكم.
وعن تأخر صرف مكافآت الحكام قال المهنا: موضوع تأخر المكافآت مقارنة بالحكام السابقين وأنا من ضمنهم، لا تقارن بالوقت الراهن فمن عام 1993م وحتى 2007م مكافآتنا لم تصرف في دوري المناطق، وكنا نشتري تذكرة السفر لمباراتين في جدة مثلا وتصل إلى مبلغ ألفي ريال، رغم أن هذا المبلغ من حق أسرتي علي، ونحن كلجنة نسعى إلى صرف المكافآت أولا بأول، وحاليا تم صرف مبلغ جيد، وما أريد قوله إن العذر الرئيسي فيما يحدث في التحكيم السعودي ليس بسبب تأخر المكافآت، بل السبب الأول والأخير هو من الحكم نفسه.
وقال المهنا: من حق أي حكم الاعتذار عن أي مباراة يجد أنه غير مستعد لها نتيجة ضغوط أو تحفظ لكي لا تتخذ من قبله قرارات غير مقبولة، فمن الأفضل على الحكم الابتعاد وعدم قيادة أي مباراة يرى أنه لن يقدم فيها المستوى المأمول، ومسألة أنني أدافع عن أي حكم بسبب أخطاء وقع فيها فأنا ليس لدي أي استعداد للدفاع عنه من خلال التصريح لوسائل الإعلام بعد نهاية كل مباراة.
بعدها قام المهنا بالتعليق على اللقطات التلفزيونية لبعض المباريات التي صاحبتها بعض الأخطاء التقديرية من قبل الحكام، وكانت أولى اللقطات لمباراة الأهلي والقادسية ضمن الجولة الـ21 من دوري زين والتي احتسبت فيها ركلة جزاء من قبل الحكم مرعي العواجي في الدقيقة 30 اعتبرها المهنا غير صحيحة كون الحارس لم يحتك بعماد الحوسني خلال وقوعه داخل منطقة 18 وكان على الحكم أن يكون حريصا على إيجاد مكان صحيح لاتخاذ القرار الصائب.
وفي مباراة النصر والقادسية ضمن الجولة الـ19 والتي قادها الحكم سامي النمري لم يحتسب هدفا صحيحا للنصر عند الدقيقة 84 عندما تجاوزت الكرة بكامل محيطها خط المرمى، وكان يفترض على الحكم المساعد عبد العزيز الكثيري أن يتدخل ويتخذ قرارا لمساعدة الحكم.
بعدها ترك المجال للخبير التحكيمي الأميركي عيسى باهار للحديث عن أبرز مباراتين في الجولة الـ19 من دوري زين السعودي للمحترفين التي جمعت نجران والتعاون وقادها الحكم فهد المرداسي، والأهلي والنصر في الجولة الـ22 التي قادها الحكم سعد الكثيري وما صاحبها من أخطاء وقرارات فادحة من قبل الحكمين أثرت بشكل كبير على نتيجة المباراتين، وقبل عرض اللقطات التلفزيونية فاجأ الخبير التحكيمي الحكام الحاضرين بإخراج كتاب القانون، وكانت المفاجأة أن جميع الحكام لم يحضروا كتاب القانون باستثناء حكمين، طالبا من كل حكم أن يكون في كامل تحضيره واستعداده في الاجتماعات المقبلة.
بعدها تطرق الخبير إلى مباراة نجران والتعاون وما صاحبها من أحداث حيث استغرب الكم الهائل من البطاقات الملونة سواء الصفراء أو الحمراء التي أخرجها الحكم فهد المرداسي، مؤكدا أن إخراج البطاقات الكثيرة لا تساعد الحكم على ضبط المباراة والسيطرة عليها، مستشهدا بمباراة هولندا والبرتغال في نهائيات كأس العالم 2006م التي تعتبر صورة كربونية من هذه المباراة، ولو رجعنا إلى أحداث المباراة نجد أن الحكم لم يوفق في قرار الطردين بحق اللاعب غولياتو عند الدقيقة 74 واللاعب أنس بن ياسين عند الدقيقة 81 كون البطاقة الصفراء التي منحت للاعبين عند الدقيقة 52 غير صحيحة، إضافة إلى ذلك ركلة الجزاء التي احتسبت للتعاون عند الدقيقة 67 تعتبر غير صحيحة.
بعدها تحدث الخبير الأميركي عن مباراة الأهلي والنصر التي قادها الحكم سعد الكثيري، مؤكدا أنه لا يوجد ضربات جزاء باستثناء الدقيقة 64 حيث أغفل الحكم ضربة جزاء صريحة للنصر بعد اشتراك حارس المرمى المسيليم مع المهاجم سعود حمود الذي تعرض إلى دفع متعمد داخل منطقة 18، كما أن الحكم ألغى هدفا صحيحا للنصر الذي سجله محمد السهلاوي حيث لا يوجد أي احتكاك مع الحارس ولو كان تمركز الحكم بالشكل الصحيح لاحتسب الهدف.