أليغري.. نجم الميلان الأول و«أيقونته» السحرية في طرق اللعب المختلفة

اقترب بالفريق كثيرا من حسم لقب «الكالشيو» بعد خسارتي نابولي والإنتر

TT

لقد تم إنجاز المهمة تقريبا في إيطاليا. وبينما اقترب الميلان بشدة من حسم لقب الدوري الإيطالي لصالحه بعد فوزه على سمبدوريا في الجولة 33 من البطولة وخسارة منافسيه فريقي نابولي والإنتر، حاول ماسيميليانو أليغري مدرب الفريق ورئيس أركانه في معركة الدوري أن يتحدث بواقعية، لكنه لم يتمكن من إخفاء شعوره بأن اللقب قد أصبح بالفعل في جعبة فريق الميلان: «إننا لم نحقق شيئا بعد، لكننا نتفوق بـ6 نقاط. وإذا حققنا الفوز على فريق بريشيا فسيتغير كل شيء». وأضاف أليغري قائلا: «إن 6 نقاط تمثل فارقا كبيرا». لقد وصل القائد نابليون أليغري بجيشه إلى حيث يريد أو كاد. وإذا لم تحدث كوارث فسيستطيع القائد أليغري أن يتم حملته للحصول على الدوري الإيطالي من المرة الأولى بنجاح مثلما فعل من قبله ساكي وكابيللو وزاكيروني، وقد يكون إنجاز أليغري أفضل من أي إنجاز سابق في تاريخ النادي.

الإنجاز: لقد أحسن أليغري استقبال هديتي فريقي بارما وأودينيزي اللذين فازا على نابولي والإنتر، وبدأ التفكير في كأس إيطاليا بهدوء وطاقة متجددة، نظرا لأنه قد يصبح أول مدرب في تاريخ الميلان الذي يفوز بالدوري والكأس في موسم واحد. فلم ينجح أي مدرب من قبل في تحقيق هذا الإنجاز مع الميلان، فقد فاز الفريق بالكأس 4 مرات في حقبتي الستينات والسبعينات، لكنه لم يفعل ذلك أبدا في موسم فاز فيه بالدوري. ولم يتمكن الميلان قط من الهيمنة الكاملة على كرة القدم الإيطالية مثلما فعل الإنتر. وقد يكون الموسم الحالي هو الفرصة المثالية لفعل ذلك وإعلان مولد مدرب بارع مثل أليغري استطاع أن يحقق ثورة تغيير شاملة في الميلان خلال موسم واحد فقط.

كوكتيل: وأحدث أليغري ثورة كبيرة وأدخل عدة تغييرات جذرية على فريق الميلان خلال الشهور الماضية. وكان أليغري قد أفصح لأصدقائه منذ البداية قائلا: «سيحتاج الأمر لعامين أو ثلاثة أعوام من أجل الفوز بدوري أبطال أوروبا، ولكننا سنضع الأساس لحقبة ناجحة إذا تمكنا من الفوز بالدوري وبكأس إيطاليا». ويتمثل المشروع الذي ينوي أليغري تطبيقه في هذه الحقبة في الدفع بعدد أكبر من اللاعبين الشباب رغم بقاء الحرس القديم وتحولهم إلى شباب عجائز يتألقون ويظهرون طبقا لسياسة الدور، وهؤلاء اللاعبون هم غاتوزو وأمبروزيني وإنزاغي وفان بوميل وسيدورف وزامبروتا. ولم يشارك بيرلو كثيرا مع الميلان هذا الموسم بسبب الإصابة، بينما أكد نيستا أنه أحد مفاتيح لعب الفريق وهو في سن الـ35 من عمره. وفي نفس الوقت تطور مستوى اللاعبين الشباب، حيث أصبح أباتي مدافعا حقيقيا وحقق باتو متوسطا تهديفيا متميزا رغم كثرة إصاباته. ويحمل فريق الميلان الموسم الحالي بصمة أليغري بالإضافة إلى تعاون الجميع. فلم يتخل عن أي لاعب في الفريق تحت أي شكل من الأشكال عن الحلم وأعطى مزيج الشباب والكبار نتائج جيدة، لا سيما في ظل تمتع الفريق بمرونة خططية كبيرة.

قبضة حديدية: إن فريق الميلان يمثل لوحة متعددة العناصر وأليغري هو الفنان المبدع التي تولى تجميع هذه العناصر معا في إطار بديع. وقد تمكن أليغري من تخطي عقبات واختبارات صعبة ونجح في بث الحماس في الفريق في الأزمات ولم يشعر بالخوف من إدخال تغييرات على صفوف الفريق. وبدأ أليغري الموسم بمعاناة شديدة لأن برلسكوني كان يريده أن يكون أكثر تنظيما. وبعد ذلك كان أهم ما فعله المدرب هو إبعاد رونالدينهو عن التشكيلة الأساسية بعد أن نجح في إقناع النادي أن اللاعب البرازيلي الفذ لم يعد يمتلك الرغبة والحماس واللياقة البدنية اللازمة للعب في الميلان، وقد اقتنع برلسكوني بذلك على مضض. وكان أليغري يفعل ما يرغب فيه بشأن المسائل الهامة المتعلقة بالفريق. فقد بدأ الموسم بمحاولة لعب كرة قدم جميلة تعتمد على الموهبة وتحول للعب بـ3 لاعبين في وسط الملعب عندما كانت هناك حاجة لاستغلال إبراهيموفيتش، وعاد لكرة القدم الجملية عندما رأى أن ذلك ممكن. وأعاد أليغري أيضا اكتشاف سيدورف في مركز الجناح الأيسر وأظهر براعة كبيرة في قراءة المباريات ذكرت الجميع ببراعة كابيللو المتميزة في هذا الصدد.

فن متنوع: ويعتبر دفاع الميلان هو أفضل دفاع في الدوري حتى الآن ويتميز خط هجومه بتعدد المواهب والقدرات. فقد أحرز إبراهيموفيتش 14 هدفا وباتو 14 هدفا وروبينهو 11 هدفا تجعله يبقى ضمن الهدافين المتميزين رغم كثرة أخطائه. ولعل روبينهو يستحق أن يوصف بأنه رمز لمسيرة الميلان في الدوري الإيطالي هذا الموسم. فقد لعب في الكثير من المراكز طوال الموسم وجمع بين المهارة الفنية والاستعداد والمرونة الخططية. إن روبينهو يركض كثيرا داخل الملعب ويصنع الأهداف لزملائه ويسجل أهدافا ويهدر أهدافا ثم يعد للخلف للدفاع. وكان أليغري يعلق دائما على ذلك مازحا بقوله: «في كرة القدم الحديثة لا يعتبر الجري شيئا ضروريا لكنه يساعد». ولا شك أن هذا هو سر تفوق الميلان وحسمه لبطولة الدوري قبل عدة مراحل من نهايتها.