نجح الإنتر في تخطي عقبة مضيفه روما بهدف دون رد سجله ستانكوفيتش في المباراة التي جمعتهما أول من أمس في ذهاب الدور نصف النهائي من منافسة كأس إيطاليا. وكان الشوط الأول من المباراة قد خلا من أي مفاجآت حتى نجح الصربي في إحراز الهدف الوحيد للإنتر في الدقيقة 45، مستفيدا من التمريرة الحاسمة التي صنعها له كامبياسو. ولم ينجح أبناء ليوناردو في اختراق مرمى منافسهم مرة أخرى رغم محاولات شنايدر وباتزيني المستمرة لإحراز الهدف الثاني. وفي أعقاب المباراة، صرح ديان ستانكوفيتش قائلا «أنا سعيد للغاية لأن هذا الهدف حمل توقيعي ولأنه كان السبب في فوز الفريق على روما. كان بإمكاننا تسجيل هدف ثان، ولكن لا بأس بهذه النتيجة الجيدة، خاصة أننا لم نستقبل أي أهداف. وعلينا ألا ننسى أن هذه المباراة لها بقية في جولة الإياب».
جدير بالذكر أن ستانكوفيتش كان قد سجل هدفا تاريخيا في مواجهة شالكة في دوري أبطال أوروبا، بيد أن الهدف فقد أهميته بعد هزيمة فريقه 2/5 وهو ما جعله يعتبر هدفه في روما نوعا من التعويض عن حالة الحزن التي ألمت به بعد خروج الإنتر من الشامبيونز ليغ على يد الألمان. ومن جهته، عقب القائد خافيير زانيتي على فوز فريقه قائلا «إنه انتصار مهم للغاية، بل إنه يكتسب أهمية قصوى نظرا للصعوبات الكبيرة التي واجهها الفريق في المباراة وللأوقات الصعبة التي نمر بها حاليا. لقد قدمنا مباراة كبيرة، ليوناردو؟ إنه يقوم بعمل رائع معنا. وعلينا أن لا نلقي بالا للشائعات التي تدور حول إمكانية عودة مورينهو للإنتر وأن نركز في مباراة السبت المقبل. لقد بدأ الفريق في استعادة نفسه وقوته، فنحن لم نفقد وحدتنا قط وهدفنا الآن هو الوصول للدور النهائي في كأس إيطاليا».
من جهة أخرى، عقب ليوناردو على أنباء عودة مورينهو قائلا «لا أعتقد ذلك. كما أنني لست قلقلا بشأن مستقبلي في الإنتر بأي شكل من الأشكال، فأنا أقوم بما يتعين علي القيام به ولست خائفا من فقدان عملي. صدقوني، إنني أعمل في مجال كرة القدم منذ سنوات طويلة ولكنني ما زلت أتعلم الجديد كل يوم. أعتقد أن الرئيس موراتي يعرف طريقة تفكيري جيدا، فأنا أسعى لتحقيق نتائج جيدة والحفاظ على حماس اللاعبين لأنه السبيل الوحيدة للفوز». وأضاف «كان علينا أن نوقف قطار الهزائم التي لحقت بالفريق مؤخرا، ولذلك كان الفوز في مباراة اليوم مهما للغاية. إنني لم أقل يوما بأن الفريق فقد طاقته، بل قلت إن الفريق دفع ثمن مرحلة النهوض غاليا في الآونة الأخيرة. لقد كان أكثر ما أسعدني هو سلسلة الانتصارات التي حققها الفريق قبل مباراة الديربي، ولكننا منينا بكثير من الهزائم بعدها، وها نحن نتخلص من لعنة النتائج السلبية بهذا الفوز المهم. إنني أعرف هذا الفريق جيدا، وأعلم أنه قادر على إظهار رد الفعل المناسب في حال الوقوع في مثل هذه الأزمات. قد يكون من الصعب أن تصل إلى مرحلة الهدوء المعنوي بعد كل هذه الهزائم، ولكننا نجحنا في ذلك اليوم. ستانكوفيتش؟ لقد كان بارعا للغاية».
واستأنف المدير الفني حديثه قائلا «علينا أن نحافظ على المركز الثالث الذي نقبع به حاليا في قائمة التصنيفات المحلية الخاصة بمنافسة الدوري، وسنعود إلى مستوانا السابق عن طريق التحلي بالهدوء والسعي لاستعادة تألقنا المعهود».
على الجانب الآخر، بدا فريق روما متأثرا بشدة بحركة التغييرات الإدارية التي يشهدها النادي، وهو ما عقب عليه دي روسي قائلا «روما على وشك الدخول في مرحلة تاريخية جديدة، وسنكون نحن أبطالها. لقد مر عامان على بداية عملية انتقال ملكية النادي، وكان من الصعب للغاية ألا نتأثر بما يجري حولنا. لا شك أننا نعاني من سوء الحظ هذا العام، ولكن الفرصة لا تزال متاحة أمامنا لتحقيق شيء ما في الدوري وفي كأس إيطاليا». جدير بالذكر أن الهزيمة أمام الإنتر كانت هي الثالثة على التوالي التي يمنى بها الفريق على أرضه، الأمر الذي تسبب في خلق حالة من الحزن في الملعب الأولمبي. أما بالنسبة إلى المدير الفني فينشنزو مونتيلا فقد رفض الاعتراف باستحقاق الإنتر الفوز قائلا «الإنتر ليس جديرا بالفوز بهذه المباراة». من ناحية ثانية، تجتاح مدينة روما حالة من الحنين لرؤية الفريق في أحسن حالاته بصرف النظر عن الأسماء التي تتولى مقاليد الإدارة، الأمر الذي دفع الجماهير أول من أمس إلى إطلاق وابل من صافرات الإنذار على لاعبي روما، وهو ما عقب عليه المدير الفني قائلا «لقد أضعنا الكثير من الفرص السهلة، وحاولنا مرارا وتكرارا إحراز هدف التعادل ولكننا كنا نخطئ دائما في اللمسات النهائية. خطأ فوتسينيش؟ من الصعب التعليق على إضاعة هدف سهل للغاية بهذه الطريقة. إننا نمر بلحظات حرجة للغاية، ونفتقد إلى الهدوء ولكن اللاعبين يتمتعون بلياقة بدنية كبيرة مقارنة بالإنتر. مباراة الإياب التي ستقام في سان سيرو لن تكون سهلة على الإطلاق، ويبدو أننا في حاجة إلى التوفيق والحظ لكي نتقدم على الإنتر بفارق هدف على الأقل».