صقر عطيف: لم أبحث عن لقب هداف دوري فيصل.. والبطولة أبرزت «المواهب المدفونة»

قلل من مخاطر تغيبها.. وانتقد تغطية وسائل الإعلام الرياضية لمنافساتها

TT

اعتبر مهاجم فريق الشباب الأولمبي صقر عطيف في حوار لـ«الشرق الأوسط» بطولة الأمير فيصل بن فهد تحت سن 21 عاما خطوة مهمة لصقل المواهب الكروية السعودية والاهتمام بها بتوفير البيئة المناسبة للاحتكاك والتنافس القوي من أجل تأهيلهم للمشاركة مع الفريق الأول، مما يحد من ظهورهم بشكل باهت كما كان في الأعوام السابقة، واستدعى تنسيق عدد كبير من اللاعبين الموهوبين، مشيرا إلى أن رغبته في اللعب بجوار مرمى المنافسين قادته للابتعاد عن منطقة وسط الميدان التي يوجد بها أشقاؤه الأربعة أحمد وعبده وعلي وعبد الله، موضحا أن تسجيله لـ22 هدفا في بطولة الأمير فيصل جاء نتيجة العمل المتكامل الذي يشهده الفريق وذلك بتكاتف الأجهزة الإدارية والفنية واللاعبين، نافيا أن يكون هناك بحث عن أمجاد شخصية في النادي لأن الهدف الرئيسي يكمن في تحقيق إنجاز مهم في الكأس التي تنظم لأول مرة بنظام الدوري الذي يشمل 26 جولة، مشددا على أن رعاية الأمير نواف بن فيصل للقائهم أمام الفيصلي اليوم دلالة على اهتمام القيادة الرياضية بتكريم المتفوقين داخل المستطيل الأخضر، منتقدا عددا من وسائل الإعلام لعدم تسليطها الضوء على بطولة الأمير فيصل مما قاد البعض إلى التقليل من حجمها واعتبارها بطولة خالية من التنافس والندية.

* كأس دوري الأمير فيصل اقتصرت على الفئة الأولمبية، ما مدى نجاح هذه الخطوة برأيك؟

- الكرة السعودية تضم 4 بطولات محلية هي دوري زين السعودي وكأس ولي العهد وكأس الملك للأندية الأبطال وكأس الأمير فيصل بن فهد، وجعل الأخيرة مقتصرة على الفريق الأولمبي وتطبيقها بنظام الدوري من خلال 26 مباراة آتى ثماره على جميع الفرق التي تسعى لتكوين صف ثان لها، حيث تم صقل المواهب الكروية بالاحتكاك في منافسة تتسم بالنفس الطويل، وكانت المعضلة الكبرى في السابق لدى جميع اللاعبين هي الفترة بين الصعود من الفريق الأولمبي إلى الأول الذي يعتبر متخما بالنجوم الكبار وكذلك اللاعبين الأجانب المميزين، مما يصعب إمكانية وضع البصمة الواضحة للاعب الشاب الذي كان بارزا عندما لعب في صفوف الناشئين والشباب، مما يجعله يخرج بصورة باهتة تقوده في نهاية المطاف إلى قائمة المنسقين، أما الآن فأعتقد أن بطولة الأمير فيصل ستغير هذه النظرية وتساهم في استمرار اللاعبين الواعدين داخل المستطيل الأخضر.

* الشباب توج بطلا لكأس دوري الأمير فيصل بن فهد بتنظيمه الجديد، كيف ترى ذلك التتويج؟

- أحمد الله على توفيقه وامتنانه علينا بالنجاح في كسب هذه البطولة الغالية علينا نظرا لأنها تحمل اسما كبيرا خدم الكرة السعودية لعقود طويلة، ونجح في تطوير الكرة السعودية حتى تمكنت من التربع على عرش الرياضة الخليجية والعربية والآسيوية، والبطولة قوية جدا بشهادة النقاد الرياضيين، وتمكن الشباب من تقديم مستويات كبيرة وسط التنافس الشديد بين الفرق، مما ساهم في إنتاج العديد من الأسماء الموهوبة التي سيكون لها تأثير كبير على الكرة السعودية في المستقبل القريب.

* تحظون في مباراة اليوم أمام فريق الفيصلي برعاية الرئيس العام الأمير نواف بن فيصل لتسليمكم الكأس رسميا، ما المشاعر التي تختلج نفوسكم؟

- هي لحظة جميلة في حياة كل لاعب لا يمكن نسيانها، كما أن تشريف الأمير نواف بن فيصل دليل على حرص القيادة الرياضية على تكريم المتفوقين في المنافسات القوية التي حرصت جميع الأندية على كسبها ونيل شرف تحقيقها، وهو ما تمكنا من الوصول إليه ولله الحمد.

* تمكن الشباب من حسم دوري الأمير فيصل قبل نهاية الموسم بعدد من الجولات، ألا ترى أن ذلك يتعارض مع قوة البطولة؟

- من تابع مجريات الدوري سيرى أن هناك تنافسا قويا منذ انطلاقته، حيث يعتبر الاتحاد منافسنا الأقوى ويأتي بعده الأهلي والنصر والاتفاق، وظهر حرص الجميع على الفوز مما أعطى المواجهات قوة لا يمكن التقليل من شأنها، واستمر سلم الدوري في التغيير بين المقاعد، وأرى أن سبب اعتقاد البعض بضعف البطولة ناتج عن قلة اهتمام وسائل الإعلام الكبيرة بها، فلو سلطت الأضواء عليها بشكل كبير لرأينا أن الأصداء الناتجة عنها أكبر بكثير مما هي عليه.

* الشباب مر بالعديد من المراحل خلال البطولة، في نظرك ما هي المرحلة الصعبة التي لازمتكم؟

- أعتقد أن خسارتنا من النصر ذهابا وإيابا كان لها وقع كبير علينا، خصوصا تلك التي لعبت على ملعب الأمير خالد بن سلطان في نادي الشباب، حيث كنا متأخرين بثلاثة أهداف في الشوط الأول وتمكنا من العودة بهدفين وسط السيطرة التامة في الشوط الثاني لكننا لم ننجح في تحقيق التعادل، وجاءت الخسارة الثانية لتصعب من مهمتنا، لأن النصر يعتبر من الفرق المنافسة لنا في البطولة، واستطعنا بعد ذلك إعادة توازننا والمضي قدما في تحقيق الانتصارات والنجاح في حسم لقب الدوري.

* مع اقتراب البطولة من مرحلة الحسم خلال الجولات الأخيرة، ما المباراة التي أشعرتكم بقرب اللقب منكم؟

- أرى أن مواجهتنا أمام الأهلي على أرضنا التي تمكنا خلالها من تحقيق الفوز هي التي جعلتنا نحس بالاقتراب فعليا من تحقيق البطولة، خصوصا أن الأهلي يعتبر من أبرز المنافسين لنا، والانتصار وسع الفارق النقطي بيننا وبين الوصيف وهو النصر، رغم أننا تلقينا خسارة بعدها أمام الاتفاق ولكننا تمكنا من الحسم في لقاء الاتحاد بجدة، وقضينا على آمال الفرق الأخرى المطاردة لنا.

* استطعت تسجيل 22 هدفا في دوري الأمير فيصل وهو رقم كبير في الكرة السعودية، كيف ترى ذلك الإنجاز؟

- أشكر الله على أن وفقني في تحقيق هذا الكم من الأهداف، وكان الهدف الرئيسي لنا في الشباب هو نيل اللقب بغض النظر عن الأمور الأخرى التي يأتي في مقدمتها البحث عن الأمجاد الشخصية، واستطعنا الفوز بالأهم، وحصولي على مسمى الهداف يعود بعد فضل الله إلى المنظومة المتكاملة من جهاز إداري وفني ولاعبين، فالجميع ساهم في نجاح الفريق في المقام الأول ونجاحي ثانيا.

* تعرضت في الموسم الماضي لإصابة قوية استغرقت فترة طويلة للعلاج، كيف تصف لنا تلك الأيام؟

- الإصابة من الذكريات المؤلمة لأي لاعب كرة قدم، فما تعرضت له ساهم في ابتعادي عن الملاعب لفترة ليست قليلة بعد أن شاركت مع الفريق الأول ولعبت في بطولة النخبة الدولية بأبها، ولكن الحمد لله تمكنت من التغلب عليها والعودة بشكل أفضل خلال الموسم الحالي.

* أشقاؤك الأربعة أحمد وعبده وعلي وعبد الله يتمركزون في منتصف الملعب، أما أنت فتوجهت إلى منطقة الهجوم، ما السر وراء ذلك الاختلاف؟

- لا أعتقد أن الموقف يحمل خلفه أي أسرار، فأنا فضلت الهجوم نظرا لمحبتي للوجود بالقرب من مرمى الخصم من أجل العمل على استغلال الفرص وتسجيل الأهداف، وهذه الرغبة بدأت مبكرا معي واستمرت حتى الآن، لذلك لا أجد هناك أي حرج باللعب في مركز مختلف عن أشقائي.