احتفالات صاخبة في العاصمة الإسبانية بعد خطف ريال مدريد للقب الكأس من برشلونة لأول مرة منذ 18 عاما

مورينهو يصف نفسه بـ«مدرب الألقاب».. وغوارديولا يحث لاعبيه على الرد في دوري الأبطال

TT

عبر البرتغالي، جوزيه مورينهو، عن فخره لإحراز فريقه ريال مدريد لقب كأس إسبانيا لكرة القدم، بفوزه على برشلونة 1 - صفر، وتمكن من إسكات الكثيرين من منتقديه في الآونة الأخيرة. رد مورينهو جاء على أرض ملعب «ميستايا» في مدينة فالنسيا، بعدما طالته الانتقادات من عمالقة اللعبة، إذ اعتبر أسطورة النادي الملكي ألفريدو دي ستيفانو أن ريال لعب كـ«الفأر» في مواجهة «أسود» برشلونة في اللقاء الأخير في الدوري (1 - 1)، في حين اعتبر الهولندي الطائر، يوهان كرويف، أن مورينهو يطارد الألقاب فقط، وليس «مدربا لكرة القدم».

واعتبر مورينهو في المؤتمر الصحافي بعد فوز فريقه بلقب الكأس لأول مرة منذ عام 1993 أن هذه الانتقادات بمثابة الإطراء له: «الفوز بالألقاب هو الفوز بالألقاب، فالشعور يكون جميلا دوما. منذ أيام قليلة فقط هناك من وصفني بالمدرب الذي يفوز بالألقاب، وليس في كرة القدم.. شكرا، أحب أن أكون مدربا يحرز الألقاب».

وبات مورينهو (48 عاما) أول مدرب يحقق لقب الكأس في أربع دول مختلفة، بعدما نال هذا الشرف مع بورتو البرتغالي (2003) وتشيلسي الإنجليزي (2007) وإنترميلان الإيطالي (2010). وتابع المدرب «المميز»: «أنا سعيد لإحراز لقب الكأس. هذا أمر مميز؛ الفوز رائع على فريق كبير مثل برشلونة، ولقد استحققنا ذلك. ليس مستغربا أبدا أن نهزمهم في دوري الأبطال، لأننا تعادلنا معهم ثم حققنا الفوز في المباراة الثانية. جئت إلى هنا لأقوم بعملي وأغير عقلية النادي. لقد بدأنا بذلك وأنا سعيد، لكنها ليست سوى البداية». ويلتقي ريال مدريد مع برشلونة في مواجهتين من العيار الثقيل في المربع الذهبي لدوري أبطال أوروبا في 27 أبريل (نيسان) الحالي، والثالث من مايو (أيار) المقبل على الترتيب.

من جهته، عبر مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا على طريقته عن خسارته أول نهائي يخوضه مع الفريق الكتالوني: «الفوز دائما أفضل من الخسارة. لكن هذه هي الحياة. لا يمكنك الفوز دائما.. سنستجمع قوانا.. لا شك في ذلك». وتابع غوارديولا: «ريال لعب جيدا في الشوط الأول، ولكل فريق الحق أن يلعب كما يريد. سنحلل الخسارة ونتابع عملنا.. أجروا بعض التبديلات لكن الأسلوب بقي ذاته على غرار مباراة سانتياغو برنابيو». وحث غوارديولا لاعبيه على نسيان هزيمتهم والمضي قدما فيما تبقى لهم من منافسات بهذا الموسم. وكان النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو قاد ريال مدريد للفوز بتسديدة رأسية في الدقيقة 103 من مباراة نهائي الكأس التي امتدت للوقت الإضافي. وبعدما وجه التهنئة لريال مدريد على فوزه بلقب الكأس، قال غوارديولا عقب المباراة: «علينا الآن أن نستجمع أنفسنا من جديد، وأن نعود إلى العمل»، وقال: «علينا أن نواصل طريقنا، وأن لا نعرض أنفسنا للتفكك. علينا أن نفوز في مسابقة الدوري أولا وبعدها نحاول الوصول إلى ويمبلي (الذي سيستضيف نهائي دوري الأبطال)».

من جهتهم، استغل مشجعو ريال مدريد العطلة العامة في العاصمة مدريد أمس وقضوا معظم ساعات الليل والساعات الأولى من صباح أمس في احتفالات صاخبة، بعد فوز فريقهم بلقب كأس ملك إسبانيا بعد التغلب على منافسهم التقليدي العنيد برشلونة 1/صفر في المباراة النهائية للبطولة. وتحدى آلاف من مشجعي الفريق الأمطار الغزيرة التي هطلت، مساء أول من أمس، والطقس البارد في إسبانيا خلال الفترة الحالية، واحتفلوا بفوز الفريق الثمين وحرصوا على تقديم تحية خاصة إلى مديره الفني، مورينهو.

واستقل لاعبو ريال مدريد، بقيادة نجمهم البرتغالي كريستيانو رونالدو، حافلة مفتوحة من استاد «سانتياغو برنابيو» معقل ريال مدريد في العاصمة الإسبانية واتجهوا بها إلى ميدان «سيبيليس» بوسط العاصمة، الذي اعتاد مشجعو ريال الاحتفال فيه بكل إنجاز لهم على مدار تاريخ النادي. وسادت الاحتفالات الصاخبة العاصمة مدريد بعدما أحرز فريقها الأبرز أول بطولة له منذ ثلاث سنوات سيطر خلالها برشلونة على ساحة كرة القدم الإسبانية، منذ أن تولى غوارديولا تدريب الفريق الكتالوني في عام 2008. وبالإضافة إلى ذلك، نجح ريال في التغلب على برشلونة للمرة الأولى في آخر ثلاث سنوات، حيث شهدت آخر ست مواجهات بين الفريقين خمسة انتصارات لبرشلونة وتعادلا واحدا كان في مباراتهما يوم السبت الماضي في الدوري الإسباني.

وتصدرت أنباء فوز ريال مدريد بلقب الكأس الصفحات الأولى في جميع الصحف الإسبانية الصادرة، أمس. واختصت الصحف ثلاثة أبطال بالإشادة البالغة، بعدما أسهموا بقدر وافر في فوز ريال مدريد بلقب الكأس، وهم المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو ومواطنه رونالدو الذي سجل الهدف الوحيد لريال مدريد في هذه المباراة، وحارس المرمى إيكر كاسياس، الذي حافظ لريال مدريد على الفوز من خلال تصديه للكثير من المحاولات والتسديدات القوية التي أطلقها نجوم برشلونة.

كما نال مورينهو إشادة بالغة من إذاعة «راديو ماركا» أمس الخميس، حيث وصفته بأنه «عبقري خططي»، بعدما أقام خطين دفاعيين ليسيطر على أداء برشلونة. وأوضحت «راديو ماركا» أن الخط الدفاعي الأول تكون من لاعبي خط الوسط المدافعين أصحاب النشاط الوافر، وهم تشابي ألونسو، والألماني سامي خضيرة والبرتغالي بيبي. أما الخط الدفاعي الثاني فتشكل من المدافعين ألفارو أربيلوا وسيرخيو راموس والبرتغالي ريكاردو كارفالو ومارسيلو، وجميعهم نجحوا في التصدي لهجمات برشلونة وتعاملوا بشكل جيد مع لاعبي الفريق الكتالوني.

وعلقت محطة «كادينا سير» الإذاعية بقولها: «أدرك مورينهو أن الوسيلة الوحيدة للتغلب على برشلونة هي الدفاع من العمق والاعتماد في الناحية الهجومية على الهجمات المرتدة السريعة. وهكذا سارت المباراة بالضبط». وفي نفس الوقت، ذكرت محطة «كادينا كوبي» الإذاعية أن خطة مورينهو «لم تكن جميلة للغاية، ولكنها كانت فعالة بالتأكيد»، وأشارت إلى أن الفوز في المباراة يشبه الطريقة التي اتبعها مورينهو في التغلب على برشلونة في الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي عندما كان مديرا فنيا لإنترميلان. وأوضحت صحيفة «ماركا» الإسبانية الرياضية: «فاز كريستيانو رونالدو بمعركته الشخصية ضد ليونيل ميسي (نجم برشلونة).. وبرهن على جدارته بأن يصبح أغلى لاعب في العالم». ويتصارع ميسي ورونالدو على صدارة قائمة أبرز الهدافين في الدوري الإسباني هذا الموسم، حيث سجل ميسي 30 هدفا لبرشلونة في الدوري هذا الموسم، مقابل 29 هدفا لرونالدو مع ريال مدريد. ويتصدر برشلونة جدول المسابقة بفارق ثماني نقاط أمام ريال مدريد، قبل آخر ست مباريات لكل فريق في المسابقة.

ولم تكن مفاجأة أن تركز وسائل الإعلام الكتالونية، أمس، على المواجهة المرتقبة بين الفريقين في المربع الذهبي لدوري الأبطال أكثر من التركيز على نهائي كأس إسبانيا.

وذكرت صحيفة «سبورت» الكتالونية الرياضية أمس «التحدي الآن هو التغلب عليهم (ريال) في دوري الأبطال». وأضافت: «ما من أحد يجب أن يبدأ الحديث عن نهاية دورة.. هذه الهزيمة يجب أن تمنح مزيدا من الشجاعة والحماس والحافز لفريق غوارديولا».