لقد كان إيدي رييا، مدرب فريق لاتسيو، يتبع في السابق طرق لعب المدرب السابق للإنتر، جوزيه مورينهو، لكنه أصبح الآن يتبع طريقة المدرب الحالي للإنتر ليوناردو. ويبدو الأمر وكأن رييا يمزح مع نادي الإنتر ومدربيه، لكن الحقيقة هي أن فريق لاتسيو سيدخل مباراته في الجولة 34 من الدوري الإيطالي أمام الإنتر اليوم السبت بحثا عن المركز الثالث بطريقة اللعب التي ابتكرها ليوناردو وارتبطت باسمه، وهي طريقة «إبداع - 2 - 4» التي كان ليوناردو يطبقها مع فريق الميلان في ظل وجود رونالدينهو.
حتى النهاية: ولعل ما يفعله رييا بشأن طريقة لعب فريقه أشبه بمن يذهب ليسرق (الفكرة) من منزل اللص. ولا شك أن تطبيق هذه الطريقة سيدخل تحولا كبيرا ومفاجئا على أداء فريق لاتسيو. وتحمل طريقة ليوناردو التي سيطبقها رييا مذاق اكتشاف جديد وطيب لكنها تعتبر أيضا عشوائية إلى حد ما. وكان هؤلاء اللاعبون الأربعة في خط الهجوم - ماوري وهيرنانيز وزاراتي وفلوكاري - قد وصلوا بفريق لاتسيو إلى قمة الدوري الإيطالي أو قريبا منها حتى نهاية شهر ديسمبر (كانون الأول) الماضي، ثم تعرض هؤلاء اللاعبون لما يشبه انتكاسة، بدنية وآيديولوجية، جعلتهم يتوارون بعض الشيء ويفسحون المجال خلال فصل الشتاء للاعبين آخرين يتميزون بالقوة واللياقة البدنية، وعلى رأسهم كوزاك وغونزاليس. وجاءت الجولة رقم 33 من الدوري الأسبوع الماضي لتحمل تغيرا جديدا في مسيرة وطريقة لعب فريق لاتسيو هذا الموسم. فقد بدأ فصل الصيف يطل بوجهه، وتعرض سكولي لإصابة منعته من المشاركة أمام فريق كاتانيا وجعلت المدرب رييا يمنح الفرصة مجددا لزاراتي ويلجأ للعب بطريقة «إبداع - 2 - 4». وقد تسبب ذلك في الكثير من الارتباك لسيميوني مدرب فريق كاتانيا، وخسر فريقه 1/4 أمام فريق لاتسيو؛ ومَن يدري لعل تطبيق رييا لهذه الطريقة أمام فريق الإنتر يتسبب في انهيار عصبي لليوناردو. فهذه الطريقة تسمح لرييا بعدم منح المنافس مرجعيات ثابتة في الفريق يمكن مراقبتها والحد من خطورتها. وقد شعر رييا بانبهار شديد من أداء فريقه أمام فريق كاتانيا حيث كانت هذه المباراة واحدة من أفضل مباريات فريق لاتسيو هذا الموسم. وسيلعب رييا بنفس الطريقة في ميلانو أمام الإنتر اليوم، مطالبا لاعبي فريقه الأربعة، الذين أحرزوا حتى الآن 29 هدفا، بزيادة رصيد أهدافهم في مرمى الإنتر.
ولقد تغير وجه فريق لاتسيو هذا الموسم تماما عن الموسم الماضي. ولا شك أن الجميع يذكرون مباراة الفريق في الدور الثاني الموسم الماضي أمام الإنتر، التي اتهم الفريق بعدها بالتراخي و« تفويت» المباراة لصالح الإنتر نكاية في فريق روما، الخصم التقليدي لفريق لاتسيو الذي كان ينافس الإنتر على اللقب.
مسيرة مختلفة: لقد شاهد رييا مدرب لاتسيو مباراة لاتسيو والإنتر الموسم الماضي من المدرجات، لأنه كان موقوفا. ونزل فيما بين الشوطين إلى غرفة اللاعبين، وصرخ فيهم مطالبة إياهم بالتحرك والسعي للفوز بالمباراة، لكن شيئا لم يتغير. وقد فتحت النيابة بعد عدة أيام من هذه المباراة تحقيقا في التهديدات التي تلقاها بعض لاعبي فريق لاتسيو واستمعت إلى أقوال بارونيو الذي كان لاعبا في الفريق. لكن هذا التحقيق لم يؤد إلى شيء في النهاية. وفاز الإنتر بدرع الدوري، لكن الموسم التالي (الموسم الحالي) حمل تغيرا كبيرا لفريق لاتسيو. وتمكن رييا مدرب الفريق انطلاقا من مباراة الإنتر في الموسم الماضي من حصد 66 نقطة في 35 مباراة، وهو معدل يكفل للفريق التأهل لدوري أبطال أوروبا بكل سهولة.
الفارق: والطريف أن مباراة لاتسيو مع الإنتر اليوم تساوي حقا التأهل لدوري أبطال أوروبا؛ فرييا وفريقه يسعيان لاحتلال المركز الثالث، وجماهير الفريق مستعدة لغزو مدينة ميلانو لمؤازرة فريقها ولم يعد فريق روما يمثل مشكلة لفريق لاتسيو، بل من المحتمل لأول مرة في حقبة لوتيتو، رئيس النادي، أن ينهي فريق روما الموسم في مرتبة أدنى من فريق لاتسيو. وكان لوتيتو قد صرح بشأن المباراة قائلا: «ستكون مباراتنا مع الإنتر صعبة للغاية، لكن فريقنا قادر على المنافسة. وأتمنى أن يظهر الفريق نفس القوة والعزيمة التي أظهرها أمام فريق كاتانيا».
لقد كان فريق لاتسيو بعد 33 جولة من الدوري الموسم الماضي يمتلك 37 نقطة، لكنه هذا الموسم يمتلك 60 نقطة بزيادة 23 نقطة، وهو ما يعتبر إنجازا للوتيتو وللفريق بكل المقاييس. الأزمة: يرغب رييا في الاستمرار في الإنجازات على الرغم من الأزمة الشديدة التي يعاني منها الفريق قبل المباراة؛ فقد خسر فريق لاتسيو جهود ستيفان رادو حتى نهاية الموسم، بعد أن تلقى اللاعب الروماني ضربة عنيفة في ظهره في لقاء كاتانيا الأخير، وشعر بالآلام تداهمه بعد ذلك بيومين في تدريب الفريق. وجاء الفحص الطبي ليكشف عن إصابة اللاعب بكسر في الفقرة القطنية الثانية والثالثة، مما يستلزم غيابه عن الملاعب لمدة شهر كامل وانتهاء الموسم بالنسبة له، ويمثل غياب رادو مشكلة كبيرة لرييا الذي سيضطر للاستعانة بغاريدو في هذا المركز. الثلاثي الخطير: وسيغيب سكولي أيضا عن لقاء الإنتر بسبب آلام في الظهر، لكن بروكي سيعود للمشاركة إلى جانب ليديزما وهيرنانيز. ويرغب هذا الثلاثي على الأخص في أن يثبتوا للإنتر أنه خسر الكثير بعدم ضمه لهم. ويردد بروكي دائما معلقا على الفترة التي لعبها مع نادي الإنتر: «إنني أكره الإنتر لأنه تخلى عني». وكان ليديزما على قيد خطوة واحدة من الانضمام للإنتر في يناير (كانون الثاني) 2010، لكن الصفقة فشلت في اللحظة الأخيرة بسبب مغالاة لوتيتو رئيس النادي في مطالبه المادية. وفيما يتعلق بهيرنانيز فإن برانكا مدير نادي الإنتر وعده بضمه للفريق ثم لم يفِ بوعده. ولعل نادي لاتسيو كان أكبر المستفيدين من عدم ضم هؤلاء الثلاثة للإنتر. والآن سيدخل فريق لاتسيو موقعة قوية مع الإنتر تختلف تماما عن مباراة الفريقين الموسم الماضي. ولا يمكن أن يتراخى هذه المرة أي من الطرفين، لأن الفوز في هذه المباراة يعني وضع قدم في دوري أبطال أوروبا الموسم المقبل.