زانيتي يعيد للإنتر تماسكه.. والهجوم والدفاع يؤرقان المدرب البرازيلي ليوناردو

التنين الصربي ستانكوفيتش يعيش على كوكب العزة وأصبح نقطة الفريق الثابتة

TT

صرح الياباني ناغاتومو لاعب فريق الإنتر عقب الفوز على روما واقترابه من التأهل لنهائي كأس إيطاليا قائلا: «أتدرون ماذا قال لنا زانيتي؟ قال هذا: الآن لنبدأ جميعا من الصفر، وننطلق مجددا مثلما نعرف وسنعود فورا إلى الانتصارات». بالفعل، عقب الخسارة المخزية أمام بارما في الدوري، توجه قائد الفريق بحديث إلى زملائه في الفريق لتضميد الجراح والعودة. إنه فريق الإنتر الذي انطلق من هنا تحديدا، من تلك المفاهيم الثلاثة لإيقاظ الفريق وضغط على زر العزة والكرامة.

التنين الذهبي.. وعلى كوكب العزة، يعيش التنين الصربي، ديان ستانكوفيتش، ذلك الذي يترك الأهداف العادية وقليلة الأهمية للآخرين، ذلك الذي يملك القوة، كما أن المفاهيم الخططية حية دائما، ذلك الذي لو لم يخرج بعد هدفه الأوروبي أمام شالكه الألماني من يدري كيف كانت لتسير الأمور. ديان ستانكوفيتش هو نقطة الفريق الثابتة، حيث الحماس والقوة. ضعه في الداخل، صانع ألعاب، محور ارتكاز وهو يؤدي، يركض، يعرق ويحل المواقف الصعبة. كما أنه يعد أحد أبرز الأسباب في سعادة جماهير الفريق، فهو قبل وخلال وبعد المباراة يظهر فخره بالانتماء لهذا القميص الذي يرتديه، ويشعر بالفخر بارتدائه في كل مكان، كما صرح هو.

خلاصة القول، بسبب كل هذا بإمكان ليوناردو مدرب الفريق الابتسام، لأنه لو نادى قائد الفريق فإن التجمع سيكون حقيقيا، وحينما يقال إنه في الفرق الكبرى ضربة النجم قد تحل الأمور، فإن لديه ستانكوفيتش أيضا. بإمكان ليوناردو الابتسام أيضا لما قام به من تنظيم خططي جديد (بالنسبة له) والذي أعطى ثمارا طيبة. أحدهم كان يهمهم: «ماذا لو كان فكر في هذا في مباراة الديربي أيضا»، لكن في حقيقة الأمر وضع بانديف في اليسار ليركض في هذه الجبهة أكثر من هجومه أكد أن قدرات أخرى للمدير الفني البرازيلي يمكن أن تتطور أكثر. الآن، ليس كل شيء كاملا تماما، وإنما هناك التماسك الذي عثر عليه الفريق من جديد، إضافة إلى الركض والشراسة، والمرونة التي أظهر وسط الملعب (ستانكوفيتش - زاتيني - كامبياسو) أمام روما، على الملعب الأولمبي.

هناك سبب آخر باعث على الابتسام، هو أن يوتو ناغاتومو تحديدا يتطور بصورة أكثر من جيدة وينصهر أكثر مع الدفاع والهجوم؛ علاوة على مسألة عدم تلقيه أهدافا بعدما دخل مرماه في الشهر الأخير (من 20 مارس/آذار، وفوز الإنتر على ليتشي بهدف نظيف لباتزيني) 12 هدفا، وهي دستة قبيحة لا بد من فرملتها ومرة واحدة لا تكفي أبدا.

إلى ذلك، لا ينبغي الاعتقاد أن كل المشكلات قد حلت بفوز واحد، فنحن بذلك نهون من قيمة الفوز. بالطبع، الفوز في كأس إيطاليا له وزنه، لكن ضمان المركز الثالث يظل هو الأولوية المطلقة، وبالتالي لا يزال لقاء إنتر - لاتسيو أكثر أهمية من لقاء روما - إنتر، وبصورة موضوعية فإن فريق المدرب رييا أكثر خطورة من فريق مونتيللا.

نقاهة.. في ظل المحدودية الحالية لفريق روما، والذي لعب تحت ضغط لاعبي الإنتر، فإن فريق ليوناردو أظهر مؤخرا أنه ما زال في مرحلة نقاهة، ربما لم يعد مريضا هكذا، إلا أنه لم يتعاف تماما. وإذا كان سليما الشعور بالحسرة لعدم تسجيل باتزيني الهدف الثاني، فإنه من السليم أيضا التساؤل ماذا كانت لتصير المباراة - خاصة على المستوى النفسي - لو لم يهدر فوسينيتش مهاجم روما فرصة الهدف بعد مرور 9 دقائق فقط من عمر المباراة، هذا من أجل القول بعض النواحي السلبية في الشق الدفاعي، تجسدت في خطأين لرانوكيا، لم تختف بعد، والخطر أن فريق لاتسيو الحالي يمكنه أن يكون أكثر ضراوة من روما هو أمر واقعي جدا.

تناقص الأهداف.. يعد أمرا ضروريا جدا بالنسبة للإنتر أن يستعيد فلسفته في اللعب، والتي باسمها ضحى كثيرا بتوازناته (لكن قليلا في المباريات الأخيرة)، نقصد بذلك القوة التهديفية. المشكلة، بغض النظر عن الأرقام (6 أهداف في 6 مباريات) هي أن مباراة الملعب الأولمبي قد أكدت أزمة عدم اندماج ميليتو (بعد عودة طيبة من الإصابة)، كما أن قدرة بانديف على التأقلم مع عمل خططي غير واضح والذي انتهى به الحال بالاعتماد على مهارة وجوده في منطقة الجزاء، هذا إلى جانب العلاقة غير الطيبة بين باتزيني والمرمى (لم يسجل منذ مباراة ليتشي، 20 مارس)، وعلى الرغم من إتاحة فرصة تهديف حقيقية له لكن الهدف صار بالنسبة بضاعة نادرة في المباريات الأخيرة. المشكلة هي أن إيتو أيضا (6 مباريات من دون أهداف، قبل توقف مباراة الثلاثاء) يبدو أنه يمر بأزمة، ربما، بالتفكير في لقاء لاتسيو، قد يساعده هذا التوقف الإجباري لأسبوع على الاستراحة من الإجهاد. كما تدرب اللاعب الكاميروني يوم أول من أمس على حدة، لكنه لعب أمام بارما من قبل وهو يشعر بألم في الكاحل وبالتالي من الصعب الاعتقاد بأنه سيتوقف السبت أيضا. إنها شكوك لا بد وأن تحسم بشكل سريع، لكن يبدو أن حظوظه في المشاركة أكبر من تياغو سيلفا الذي يعاني من مشكلة في عظام الورك، وجاءت الفحوصات سلبية وبالتالي فقد يفعلها اللاعب البرازيلي أيضا، وكل شيء يتوقف على الألم.