النصر يجهز أسلحته لإلحاق أول هزيمة بالهلال.. والأزرق يخطط لإغراقه والإبحار نحو اللقب

المصري قال لــ«الشرق الأوسط» إن الضغوطات النفسية المعتادة ستغيب في ديربي العاصمة ا

TT

تتجه أنظار الجماهير الرياضية بمختلف ميولها مساء اليوم صوب ملعب الملك فهد الدولي بالعاصمة الرياض، لمشاهدة اللقاء الجماهيري المرتقب الذي سيجمع النصر والهلال في ديربي المنطقة الوسطى ضمن الجولة 23 من دوري زين السعودي للمحترفين، حيث يسعى الفريق الأزرق الذي يحتل المركز الأول برصيد 52 نقطة، لزيادة رصيده النقطي لتأكيد أحقيته باللقب قبل نهاية المسابقة بثلاث جولات، في حين يدخل الفريق الأصفر المواجهة رغبة منه في تحقيق الفوز والوصول للنقطة 43 ليحتل مركز الوصافة، بينما يستضيف الاتحاد صاحب الـ43 نقطة في المباراة الثانية اليوم نظيره الفتح صاحب المركز التاسع برصيد 28 نقطة على ملعب الأمير عبد الله الفيصل بجدة.

الخبير الكروي خليل المصري تحدث في رؤيته الفنية لـ«الشرق الأوسط» عن نقاط القوة والضعف لكل فريق في المباراتين، إلى جانب الإشارة إلى أبرز اللاعبين، وتوقعاته الخاصة للنتيجة النهائية.

النصر × الهلال

* تعودنا في مباريات الديربي التي تجمع النصر والهلال على الإثارة والمتعة والتنافس والحضور الجماهيري الكبير الذي من دون شك سيضيف حلاوة على اللقاء طوال الـ90 دقيقة، وإذا تحدثنا بالتحديد عن هذه المباراة سنجد أنها لا تشكل أهمية كبيرة خاصة للفريق الهلالي، لأنه حسم لقب البطولة في وقت مبكر، فالفارق النقطي بينه وبين منافسه الاتحاد 9 نقاط مع تبقي 4 جولات، ومن الصعب في هذه الحالة أن يصل الاتحاد إلى الرقم الذي سيحققه الهلال مع نهاية آخر جولة في الدوري، عطفا على المستويات والنتائج الهلالية التي ساهمت في تحقيقه للقب كأس ولي العهد، وفوزه الأخير على الجزيرة الإماراتي في دوري المحترفين الآسيوي.

وبالحديث عن النصر، أعتقد أن مباراة اليوم، من وجهة نظري، تشكل له أهمية كبيرة للمنافسة على المركز الثاني وضمان التأهل لدوري المحترفين الآسيوي الموسم المقبل، كما أن النصر يسعى إلى مصالحة جماهيره بعد الأداء المتواضع الذي قدمه في مباراته الأخيرة أمام السد القطري الذي انتهى بالتعادل الإيجابي.

ومن خلال رؤيتي الفنية للمباراة أجد أن النصر يشكو من ضعف كبير في المنطقة الخلفية، وبالتحديد العمق الدفاعي، وربما تحل هذه المشكلة بعودة أحمد الدوخي الذي ترك فراغا كبيرا، خاصة بعد التغييرات الكثيرة التي أجراها مدرب الفريق دراغان في طريقة اللعب في مباراته الأخيرة أمام السد القطري لتعويض غياب الدوخي، والكل شاهد كيف استطاع السد تسجيل هدفه بعد أن استغل ضعف العمق الدفاعي، حيث ارتدت الكرة أمام مرمى النصر ما يقرب من 4 مرات، ولم نجد أي لاعب يغطي منطقة الـ18، وبعد الغيابات التي حصلت بالفريق مؤخرا أجد أن المدرب بدأ يلخبط أوراقه الفنية، بدليل أنه سحب في المباراة الأخيرة أمام السد أفضل لاعب محور في الكرة السعودية حاليا إبراهيم غالب من منطقة الوسط إلى منطقة الظهير الأيمن الذي لم يؤد دوره في هذا المركز كما يجب، كما أن هذا التغيير أفقد منطقة الوسط قوتها، كما يعاب على لاعبي النصر ضياع الفرص السهلة أمام المرمى، وهذا يسبب ضغطا عليهم من الجانبين النفسي واللياقي.

وأرى أن حسين عبد الغني أبرز لاعبي النصر في الفترة الحالية من خلال الأدوار التي يقوم بها بانطلاقاته السريعة في الجهة اليسرى، إلا أنه سيواجه في لقاء اليوم قوة ضاربة تتمثل في لاعب الهلال السويدي فيلهامسون الذي سيحد من تقدمه وإجباره على الاكتفاء بالجانب الدفاعي، كذلك الثنائي إبراهيم غالب وأحمد عباس سيشكلان قوة كبيرة بالفريق لمنع التحركات السريعة من قبل لاعبي الهلال الذين يأتون من الخلف لمساندة الهجوم.

في المقابل، يدخل الهلال مباراة اليوم وحظوظه متقاربة، وشاهدناه في مباراته الأخيرة أمام فريق الجزيرة الإماراتي كيف قلب خسارته بـ0/2 إلى فوز مستحق بثلاثية، ولكن نفس المشكلة التي يعاني منها النصر يعاني منها الهلال، وهي التي تتمثل في ضعف العمق الدفاعي، والجميع شاهد كيف سجل الجزيرة أهدافه التي جاءت بأخطاء من العمق الدفاعي نتيجة لإصرار مدربه الأرجنتيني كالديرون على اللعب بمحور واحد من خلال وجود الروماني رادوي الذي يقوم بأدوار كثيرة تتطلب مشاركة لاعب محور آخر بجانبه لتغطيته في حالة تقدمه، حيث سيشكلان قوة ضاربة في منطقة الوسط التي تعتبر الأميز بين صفوف الفريق بوجود السويدي فيلهامسون ومحمد الشلهوب الذي يتميز بالتمريرات القاتلة، خصوصا في الهجمات المرتدة، ولا تقل خطورة الخط الهجومي عن منطقة الوسط من خلال عودة المهاجم ياسر القحطاني الذي قدم مستوى أكثر من رائع، وكان له دور كبير ومؤثر في فوز الفريق في المواجهة الماضية أمام الجزيرة. ومن وجهة نظري التي تختلف عما ذكره النقاد، أجد أن القحطاني يقوم بمهام مهمة من خلال طريقة اللعب الرائعة التي ينتهجها وتحركاته السريعة وعودته للوسط لصناعة اللعب ومساعدة زملائه.

وأتوقع أن تظهر المباراة بمستوى ولوحة فنية رائعة تؤكد على الشعبية الجارفة التي يتميز فيها الفريقان، خاصة أن هذه المباراة لا تشكل ضغوطا نفسية على اللاعبين، فالهلال أصبح قريبا وبنسبة كبيرة من تحقيق لقب دوري زين، وكذلك النصر أصبح وبنسبة كبيرة ضمن الفرق الأربعة التي يحق لها المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي الموسم المقبل، لذلك أعتقد أن المباراة ستكون الضغوطات النفسية فيها أقل بكثير عن المباريات السابقة، وبكل صراحة من الصعب التوقع في مباراة الديربي، لأن المباراة تحكمها أشياء كثيرة ربما تحدث خلال الـ90 دقيقة التي أتمنى أن يتمتع بها عشاق الكرة المستديرة.

الاتحاد × الفتح

* أعتقد أنها مباراة مهمة وصعبة لكلا الفريقين، فالفريق الاتحادي الذي يحتل المركز الثاني في سلم الترتيب برصيد 43 نقطة يسعى للحفظ على مركزه، بينما يسعى فريق الفتح، الذي يحتل المركز التاسع بـ28 نقطة للمنافسة على المركز الثامن لضمان اللعب في كأس خادم الحرمين الشريفين للأبطال.

وإذا تحدثنا عن المستوى الفني لكل فريق، نجد أن التفوق يصب لمصلحة الاتحاد من حيث الإمكانات والعناصر خلاف عاملي الأرض والجمهور، ولكن من واقع المباراة الأخيرة التي لعبها الفريق وتعادله مع الوحدة الإماراتي نجد أنه لم يقدم أي مستوى يشعرك برغبة الفريق لتحقيق الفوز، فهنالك تباعد في الخطوط وضعف في نقل الكرات، وعلى مدربه البرتغالي توني أوليفيرا التركيز على منطقة الوسط والاستفادة من تقدم ظهيري الجنب ليظهر فريقه بالصورة المطلوبة.

من الجهة الثانية، قدم فريق الفتح مستويات ونتائج جيدة في الفترة الأخيرة، وبدأ يفرض أداءه من خلال الروح العالية واللعب الجماعي اللذين أظهرهما في المباريات الماضية، ليكون ندا قويا في ظل الانتصارات الأخيرة التي حققها الفريق، لكن أظن أن الاتحاد هو الأقرب للفوز، لعدة اعتبارات تتمثل في الإمكانات والعناصر التي تشكل فرقا كبيرا بين الفريقين.