برلسكوني: الضرائب الباهظة هي العائق الأكبر أمام انتقال كريستيانو رونالدو إلى الميلان

قانون بيكام قد يكون طوق النجاة لانتقال النجم البرتغالي إلى اللعب في إيطاليا

TT

يحظى سلفيو برلسكوني، رئيس نادي الميلان، بإعجاب جماهير فريقه، خاصة حينما يظهر ويتحدث عن الميلان مثلما يحدث هذه الأسابيع. فهو، من حين لآخر، يطل بوجهه متحدثا في أمور قد يراها البعض خيالية، بالمقارنة مع الواقع، ربما في فترة معينة من العام كي يخدم استراتيجيات سياسية. إنه رئيس نظري من ناحية الهيكل الإداري للنادي لكنه رئيس حقيقي في الإدارة، فهو رئيس ناد ذو ثقل، وليس غائبا مثلما قال عنه جمهور الميلان منذ الاستغناء عن كاكا وما بعد ذلك، أيضا لأن هذه الأحلام البعيدة التي لا يمكن تصديقها تتحول إلى واقع. آخر رغبات برلسكوني تحققت بتحقيق نسبة مبيعات 100% لاشتراكات حضور المباريات، وفي الانتخابات أيضا، كما أن اسم كريستيانو رونالدو أشعل الأضواء حول كيف سيكون الموسم المقبل، ربما في وجوده ومن دون المهاجم السويدي إبراهيموفيتش. أو من دون الإيطالي كاسانو. إننا لا نزال في مرحلة «قد يروق لي»، لكن «الورقة البيضاء» التي وضعها رئيس الوزراء في يدي أدريانو غالياني نائبه في رئاسة النادي تقول إن الأخير سيبدأ العمل في هذا الشأن. ومن أجل النجاح في هذه المهمة لا بد من القيام بعمل عظيم لأن كريستيانو رونالدو يكلف أكثر بكثير من إبراهيموفيتش، فقط للتذكير بآخر هجوم قام به الميلان في إسبانيا وكلل بالنجاح. بعد موسمين من سياسة التقشف، عاود برلسكوني الاستثمار على الميلان، وهذا أمر مؤكد أمام من كان يرى أن النادي في مرحلة تفكيك من جانب مالكي النادي؛ لكن في سياق اقتصادي كهذا لا يمكن بعد إنفاق أموال خيالية عرف بها رئيس الوزراء في قيادة النادي، ولا حتى كي يضم إلى الميلان آلة كروية وإعلامية مثل رونالدو. المشكلة هي ذاتها دائما، وغالياني يشير إليها منذ سنوات، وهي أن النظام الضريبي في إيطاليا يعد ظالما جدا مقارنة بمثله في الدول الأوروبية الأخرى، بما فيها إسبانيا. وقد ذكّر برلسكوني قبل عدة أيام بالأمر ذاته خلال تناول العشاء مع بعض المسؤولين الأجانب، حيث فقد ابتسامته للحظة وقال: «من أجل الفوز لا بد من الإنفاق، لكن في إيطاليا كل شيء معقد بسبب فرض ضرائب تبلغ الضعف تقريبا مقارنة بالحال في إسبانيا». يشير إلى صفقة رونالدو، نظرا لأن عقد اللاعب لا يظل يندرج تحت «قانون بيكام» القديم، وهو المرسوم الإسباني الذي ينص على حصة ضريبية قيمتها 24%. ويتابع رئيس النادي: «الحقيقة هي أن المرء في كرة القدم يستثمر ولا يربح، وفي بلدنا كرة القدم لا تخدم. هذا العام، استثمرت 75 مليون يورو، لكنني لم أربح. الفرق الإيطالية تلعب بشكل متدن تحديدا بسبب المعاملة الضريبية التي تعانيها مقارنة بالأندية الأجنبية الأخرى». إذن، لننتبه إلى المكاسب السهلة، هذه هي رسالة برلسكوني، ومن بين المرسل إليهم هناك أيضا توماس دي بينيديتو، المستثمر الأميركي ومالك نادي روما خلال فترة قريبة. وبنبرة مازحة، أكد رئيس الوزراء أنه هو أيضا يواجه نفس صعوبات كل من استثمر في كرة القدم. يكفي برلسكوني القليل لاستعادة البسمة، وفي كثير من المرات يكفيه التفكير في البطولات التي حققها الميلان خلال 25 عاما من قيادته، وبالتالي يذكر مرة أخرى سانياغو برنابيو، الرئيس التاريخي لنادي ريال مدريد الإسباني، بإسقاط يحمل معه الكثير من الطموح، حيث اختتم قائلا: «لقد فزت بضعف ما فاز به برنابيو، والذي سمي باسمه استاد الريال. أنا أيضا أريد اسم الاستاد!». من يدري كيف يرى موراتي ذلك. ما هو قانون بيكام؟ إذا كنا مازحين، يمكن القول إن الاشتراكي خوسيه لويس ثاباتيرو، رئيس الوزراء الإسباني، قد ساعد سلفيو برلسكوني المحافظ، فمنذ 15 شهرا مضت، اتخذ الأول قرارا كان يطالب به اليسار بصوت عال، وألغى قانونا كان قد أقرته حكومة اليمين برئاسة أزنار، والذي كان ينص على تقليص الحصة الضريبية المفروضة على اللاعبين الأجانب الذين تتجاوز رواتبهم 600.000 يورو من 43% إلى 24% في الخمس سنوات الأولى، وكان المرسوم قابلا للتطبيق على العقود الجديدة فقط، وقد تم التفكير فيه لجذب اللاعبين المحترفين والإداريين والباحثين عن المستوى العالي إلى إسبانيا، بتسهيل الأمر على الأندية التي «تشتريهم». قانون بيكام: ليس واضحا كم من العقول الأجنبية تم استيرادها، لكن ما هو مؤكد أنه في خلال ثلاثة شهور، قانون شهير أخذ اسما شهيرا، قانون بيكام. فمن بين أول من استفادوا من قانون أزنار، وهو مناصر كبير للريال، هو فلورنتينو بيريز رئيس النادي الملكي. وقد كان عام 2003 العصر الخيالي الأول للنادي، وكان ديفيد بيكام رابع أكبر صفقة يقوم بها بيريز بعد فيغو، وزيدان، ورونالدو. في عام 2009، بدا هذا القانون غير ديمقراطي ومكلفا بلا فائدة بالنسبة لبلد يعاني أزمة طاحنة. فقط بالتسهيلات للاعبين، كانت الحكومة الإسبانية تخسر عشرات الملايين من اليوروات سنويا، وهكذا كان تغيير المسار في نوفمبر (تشرين الثاني) عام 2009، فقد هددت رابطة الأندية بالإضراب لكنها تراجعت عن موقفها. ومنذ يناير (كانون الثاني) لعام 2010، تدفع الأندية التي تضم لاعبين أجانب 43% ضرائب على رواتبهم، كما هو الحال مع اللاعبين الإسبان. وقد جاء الإجراء عقب بداية العصر الذهبي الثاني للريال حيث توقيع عقود كبيرة مثل: كريستيانو رونالدو، كاكا، بنزيمه، وكذا إبراهيموفيتش في برشلونة. ووقع النجم البرتغالي عقدا لست سنوات مقابل 9.5 مليون يورو خالصة الضرائب في الموسم الواحد، حيث يدفع النادي راتبا إجماليا له بقيمة تقل عن 13 مليون يورو، ومن دون قانون بيكام كانت لتصبح 17 مليونا، وخسارة على جهاز الضرائب في إسبانيا قيمتها نحو 4 ملايين يورو، والتي قد تختفي لو وقع رونالدو عقدا جديدا، وهو أمر غير متوقع حاليا. ولو انتهى الحال برونالدو في الميلان، فإن الفضل سيكون لرئيس الوزراء ثاباتيرو، وهو اشتراكي ومشجع للبارسا، حيث قلص الفارق الضريبي بين إيطاليا وإسبانيا.