خالد عزيز.. تصرفات «غير مسؤولة» تهوي بنجوميته نحو الاندثار

غيابه عن مباريات الحسم يثير الاستغراب.. والجماهير تتساءل: من يقف وراء ذلك؟

TT

أفسد لاعب المحور في صفوف الفريق الكروي الأول بنادي الهلال، خالد عزيز، النجومية التي صنعها طيلة الأعوام الماضية بعد تكراره للغياب من دون عذر وملازمته للهروب قبيل المواجهات المهمة والمصيرية لفريقه في أي مسابقة من المسابقات السعودية؛ حيث شهدت هذه الأيام غيابه عن تدريبات فريقه قبل مواجهة النصر التي جرت أمس الأحد من دون تقديمه لعذر مقنع وفقا لأحاديث مسؤولين هلاليين، مما يمنحنا إشارات تفيد بأن رحيل عزيز عن الهلال بات مسألة وقت لا أكثر.

ويبدو أن النقاش الذي طغى على الساحة عبر وسائل الإعلام التي تشير إلى مقايضته بأحد اللاعبين الدوليين في فريق الشباب صحيح؛ حيث لم تكن حادثة غياب عزيز الأخيرة هي الأولى من نوعها؛ فقد سبقها الكثير من الغيابات التي أبعدته عن تمثيل الفريق في الفترة الأخيرة، وكان عزيز قد لعب في الموسم الماضي 2009/2010 على صعيد مباريات دوري زين السعودي للمحترفين 10 مباريات، منها 6 مواجهات بصفة أساسية، و4 أخرى يكون بها بديلا عن لاعب آخر، ويشير موقع إحصاءات الدوري السعودي إلى أن عزيز لعب مع فريقه 522 دقيقة من أصل 2070 دقيقة رسمية، بينما لم يشارك هذا الموسم في دوري زين السعودي للمحترفين سوى في 5 لقاءات بإجمالي 350 دقيقة، مما يدل على أن عزيز شارك خلال الموسمين الماضيين في مباريات دوري زين السعودي للمحترفين «872 دقيقة»، تخللها تعرضه لظروف صحية كالإصابة التي لحقت به بداية الموسم، مما استدعى إخضاعه لعملية جراحية أعقبها فترة علاج طويلة.

خالد عزيز، الذي وُلد في الأول من يوليو (تموز) 1981 قارب من تخطي حاجز الـ30 عاما، بدأ مسيرته مع فريق الهلال منذ موسم 2002، وذلك في عهد رئاسة الأمير عبد الله بن مساعد، الشقيق الأكبر للرئيس الحالي الأمير عبد الرحمن بن مساعد، وكانت بداياته في مركز الظهير الأيمن كبديل للاعب الهلال السابق أحمد الدوخي الذي يمثل الغريم التقليدي نادي النصر حاليا، إلا أنه بعد رحيل اللاعب خميس العويران، الذي يلعب في مركز المحور، إلى فريق الاتحاد تشكلت أزمة للنادي العاصمي في هذا المركز، فلم يكن بيد المدير الفني للهلال آنذاك، الهولندي أديموس، إلا تجربة هذا الشاب الأسمر في الموقع الذي كان يشغره العويران (محور الوسط) عله يسد هذه الثغرة بشكل مؤقت إلى حين إيجاد البديل المتخصص لإعادة عزيز لمركزه الطبيعي (الظهير الأيمن)، إلا أن عزيز استمر في هذا المركز فترة طويلة ولاقى مستواه استحسانا جماهيريا في أحيان قليلة وسخطا وغضبا كبيرين في أحيان أكثر، حتى إن الأمر وصل بالجماهير إلى المطالبة بتنسيقه، إلا أن الأمير عبد الله بن مساعد، رئيس الهلال آنذاك، قام بالتجديد مع خالد عزيز لمدة 5 مواسم، مراهنا على هذا اللاعب بأنه سيسد الفراغ الذي تركه العويران بعد رحيله، وكما هو متوقع تمكن عزيز من شق طريق النجومية وأصبح الرقم الصعب في الخارطة الزرقاء والخيار الأول للمدربين الذين تناوبوا على تدريب الفريق والمنتخب السعودي الأول، كونه يجيد الأدوار الحقيقية لهذا المركز، خصوصا الشق الدفاعي؛ فهو مقاتل بشراسة ومراقب للخصوم بإتقان؛ حيث نجح عزيز في أكثر من مباراة جمعت فريقه الهلال بالند الحقيقي في المنافسة على البطولات خلال السنوات الأخيرة (الاتحاد) بالمراقبة اللصيقة لقائده محمد نور، مما حد من خطورته كثيرا، سجل خالد عزيز أول أهدافه في المسابقات الرسمية موسم 2002، وذلك بمسابقة الدوري السعودي الممتاز بمرمى الشعلة؛ حيث أحرز هدفين من أصل الأهداف الثلاثة للمباراة التي فاز بها الهلال، ولفت نجاح عزيز الكبير مع ناديه أنظار الجهاز الفني للمنتخب السعودي حتى تم استدعاؤه للانضمام إلى المنتخب، وكان أول ظهور دولي له في مباراة السعودية وتركمانستان في يونيو (حزيران) 2004، استمر بعدها في خارطة الأخضر وتمكن من المشاركة في نهائيات كأس العالم 2006 في ألمانيا وخطف نجومية مباراة الافتتاح في كأس العالم في مباراة السعودية وتونس التي انتهت بالتعادل الإيجابي 2/2، إلا أن خالد عزيز سار على النهج السلبي ذاته الذي يسير عليه في الهلال (الغياب المتكرر دون عذر) مع المنتخب السعودي؛ حيث غادر عزيز معسكر الأخضر في سبتمبر (أيلول) 2007 ليلا من دون أن يشعر به أي أحد، وذلك عندما كان الأخضر يستعد لملاقاة منتخب غانا في العاصمة السعودية الرياض، وأسهم خروج عزيز من هذا المعسكر من دون إذن مسبق أو حتى تقديم عذر مقنع في إبعاده عن قائمة المنتخب السعودي.

وحالة عزيز ليست الأولى في الملاعب السعودية والعالمية، ولن تكون الأخيرة؛ فهناك الكثير من اللاعبين الذي لا يقدرون مستوى نجوميتهم والإمكانات الكبيرة التي يمتلكونها، ويفسدون هذه القدرات الفنية العالية بعدم الانضباط، مما يعجل برحيلهم عن الساحة الرياضية، ولعل أبرز هؤلاء اللاعبين في الفترة الأخيرة الذين أفسدوا نجوميتهم بعدم انضباطهم البرازيلي رونالدينهو، لاعب فريق برشلونة الإسباني وأحد أبرز نجومه في العصر الحديث، إلا أنه لم يدم طويلا في صفوف الفريق نتيجة عدم انضباطه ليرحل لفريق ميلان الإيطالي ولم يجد فرصته هناك أيضا للسبب ذاته ليحزم حقائبه ويعود مجددا لبلاده البرازيل واللعب في صفوف فريق فلامينغو البرازيلي مسدلا الستار على نجومية لاعب كبير بسبب تصرفات رعناء غير مسؤولة.

الصبر الأزرق المتتالي من قبل الإدارات السابقة والمديرين الفنيين لم يعد مجديا مع نجم لم يعد يحترم فريقه ولا إدارته ولا حتى الجماهير التي أحبته كثيرا نظير نجوميته الكبيرة، والوساطات المؤقتة التي يقوم بها بعض أعضاء الشرف لحل إشكالاته لن تكون حلا مناسبا في ظل أن عقلية هذا اللاعب باتت خارج الخدمة ليس الآن بالطبع وإنما لسنوات طويلة تفنن فيها في طرق كل أنواع الغياب من دون أن يفتح أي باب من آداب الاستئذان ولو حتى برسالة نصية حينما يغيب، لكنه لا يفعل ويواصل التغيب من دون اكتراث لأحد ومن دون إحساس بالمسؤولية وشعور بالآمال المعلقة عليه ليكون في النهاية نجما بلا قيمة ومكانة بين جماهيره التي لا تحترم سوى من يحترمها وتكره أيضا من يركض وراء (المضللين) وأصحاب الوعود الذين أضاعوه منذ سنوات، حتى إن برر الغياب بمرض أي من أهله فالأعذار باتت مرفوضة لأن هناك ما يسمى بحالة التواصل لو كان العذر منطقيا.