الإنتر يحول تأخره أمام لاتسيو إلى فوز ثنائي وينتزع الوصافة بـ66 نقطة

الياباني ناغاتومو أصبح بمثابة المحارب.. ورييا حمل الحكم والملعب الخسارة

TT

نجح فريق الإنتر أول من أمس في انتزاع وصافة الدوري الإيطالي، بعد أن تمكن من تحويل تأخره أمام ضيفه لاتسيو إلى فوز 2/1 على ملعب سان سيرو ضمن الجولة الـ34 للبطولة. تقدم، في البداية، الضيوف عن طريق ضربة جزاء سددها زاراتي، في الدقيقة 24، ثم تعادل الهولندي شنايدر لأصحاب الأرض في الدقيقة 40. وفي مستهل الشوط الثاني وتحديدا في الدقيقة الثامنة استطاع الكاميروني صامويل إيتو أن يسجل هدف الفوز للإنتر. وبهذه النتيجة ارتفع رصيد الإنتر إلى النقطة 66 وتقدم من المركز الرابع إلى وصافة الدوري بفارق 8 نقاط عن الميلان المتصدر، فيما تجمد رصيد لاتسيو عند النقطة 63 في المركز الرابع. تجدر الإشارة إلى أن هذا الفوز جاء بينما كان فريق الإنتر يلعب بـ10 لاعبين فحسب منذ الدقيقة 22 من الشوط الأول والتي شهدت تعرض جوليو سيزار، حارس مرمى الفريق، إلى البطاقة الحمراء مباشرة بعد إعاقته لزاراتي، مهاجم لاتسيو، داخل منطقة الجزاء في فرصة مؤكدة لإحراز هدف. الأمر الذي اضطر ليوناردو، مدرب الإنتر، إلى سحب ميليتو، مهاجم الفريق، والدفع بالحارس البديل كاستيلاتسي. لقد أسهمت النقاط الثلاث التي اقتنصها الإنتر من زاراتي وزملائه في ترسيخ ليس فحسب مركز الفريق في الدوري بل أيضا مقعد ليوناردو. ورغم أن لويس سواريز (شخص مقرب من إدارة نادي الإنتر) أوضح أن غوارديولا، المدرب الحالي لفريق برشلونة الإسباني، لن يرفض تولي تدريب الإنتر، فإن مكان ليوناردو في ناديه الحالي يبدو ثابتا لدرجة أن ماسيمو موراتي، رئيس النادي، أكد بنفسه قبل مباراة أول من أمس «مورينهو لديه عقد مع الريال وليوناردو مع الإنتر، وسيظل معنا، على الرغم من أنني أتوقع عدم التعرض إلى المعاناة في سبيل وصول الفريق إلى بطولة الشامبيونزليغ الموسم المقبل».

وعقب نهاية المباراة وبعد أن توجه موراتي لتوجيه التهاني إلى لاعبي فريقه في غرفة الملابس، صرح رئيس نادي الإنتر قائلا «لو لم يتعرض فريقنا إلى ذلك الأسبوع اللعين لأصبحنا اليوم في موقف مختلف في الدوري المحلي. نحن الآن في المركز الثاني، لكن لسوء الحظ بفارق محدد يبعدنا عن الميلان لكننا سنسعى للحفاظ على هذا المركز وسنرى كيف ستنتهي البطولة الحالية». من الواضح أن موراتي متفائل بوجه عام ويواصل لأنه، كما يرى رئيس نادي الإنتر «ليس من السهل الفوز وأنت تلعب بعشرة لاعبين ومتأخر بهدف. كنت أعتقد أن لاعبي الإنتر سيكونون أكثر إرهاقا، لكن بهذا الطابع داخل الملعب فإن الحالة البدنية تبشر باللقاءات المتبقية للفريق. لقد كانت مباراة اليوم (أول من أمس) إثباتا لقوة الإنتر، حيث إن الفريق كان هادئا أيضا وبارعا في عدم فقدانه للعقل وخيط المباراة بعد تعرض حارس مرماه للطرد. وإذا كانت هذه المجموعة تمكنت خلال 5 مواسم من الفوز بكل شيء فإنه سيكون هناك سبب للصراع حتى النهاية. لم أكن أطالب الفريق بتقديم المزيد داخل الملعب لأنه يبدو لي أنهم يقدمون، بالفعل، المزيد ومستمرون في ذلك».

تفاؤل ليوناردو: وحتى الآن لا يود المدرب البرازيلي ليوناردو الحديث عن مستقبله مع الإنتر، بل صرح عقب المباراة قائلا «لدي عقد مع نادي الإنتر ينتهي في عام 2012، وحتى هذا التاريخ سأكون أنا مدرب الإنتر. سأعمل من أجل تحقيق أهدافنا والفوز. وفي غضون ذلك نتطلع إلى مباراة تشيزينا في الجولة المقبلة، لأنني لا أزال أفكر في الدرع (جاءت هذه التصريحات قبل أن يتمكن روبينهو، لاعب الميلان، من تسجيل هدف فوز فريقه أمام بريشيا والحفاظ على فارق الـ8 نقاط مع الإنتر). فعلى الرغم من أن الموسم الحالي اتسم بالإيقاع المتقطع، فضلا عن الإصابات الكثيرة والتغيير الفني وكثرة المباريات، فإن هذا الفريق موجود وسيظل في قلب المنافسة. إذا لم تكن تعتقد بقدرتك على بلوغ أهدافك فإنك لن تستطيع أن يكون لديك رد فعل مثل الذي قمنا به بعد هدف زاراتي في مرمانا، لقد كان كل شيء يبدو ضدنا». نظرا لأن كاستيلاتسي، الحارس البديل، لم يقدم الأداء الجيد بعد تعرض سيزار للطرد. ويتابع ليوناردو «كان من الممكن أن أجعل كامبياسو الرائع يلعب بدلا من سيزار أو ماتزاري، الذي يتسم بضخامة الجسم.. لكن لم يكن بمقدوري إرسال ناغاتومو....». واختتم مدرب الإنتر تصريحاته بالإشادة بصاحبي الهدفين «لقد كان شنايدر خارج تشكيلة الفريق لمدة 50 يوما، ثم إنه ليس من السهل العودة على الفور إلى سابق حالته. لقد قدم إيتو مباراة كبيرة اتسمت بالتضحية والذكاء. لكنه لم يكن في حاجة إلى التسجيل (الذي غاب عنه منذ ما يزيد على شهر..) لإثبات نفسه. ميليتو؟ لقد فضلت مشاركته عن باتزيني لأنه يمنح الفريق شيئا إضافيا في البحث عن العمق والجمل الهجومية».

لقد وصل اللاعب الياباني ناغاتومو إلى الإنتر في شهر يناير (كانون الثاني)، واليوم أصبح ناغاتومو رمزا للإنتر الذي لا يستسلم مطلقا. إنه بمثابة المحارب الذي ينطلق منذ الدقيقة الأولى من عمر المباراة حتى النهاية دون خوف، مسببا الذعر للاعبي الفريق المنافس، رغم كونه صاحب أقصر قامة بين لاعبي فريقه. وقد استطاع اللاعب الياباني أول من أمس أن يقدم أداء استثنائيا جديدا في موسمه الحالي، حتى إن ماسيمو موراتي أشاد بلاعب فريقه قائلا «ناغاتومو فتى ماهر للغاية، وظهير غير عادي. إن مثل هؤلاء اللاعبين الذين يتسمون بالسرعة دائما ما يقال عنهم إنهم رائعون في التقدم للأمام أكثر من الدفاع، غير أن ناغاتومو يستطيع أن يغطي الهجمات بتركيز كبير. إنه يمتلك سمات جيدة تتحسن يوما بعد يوم».ابتسامات: ومن ثناء رئيس نادي الإنتر إلى مداعبة مدرب الفريق مع الصحافة اليابانية التي كانت موجودة في المؤتمر الصحافي الذي يعقد دائما عقب المباريات «لا مجال للأسئلة، فقد لعب ناغاتومو بشكل سيئ». ثم انتقل ليوناردو إلى الحديث عن جد قائلا «لقد قلت له قبل اللقاء إنني أنتظر منه تمريرة يتم تسجيل هدف عن طريقها.. هذا ما أذكره إليه كل يوم، غير أن ذلك لا ينفي أنه يقدم أداء استثنائيا».

التحفيز: ويحظى ملعب سان سيرو بتأثير خاص على اللاعب الياباني الذي أقر عقب انتهاء المباراة «بعد تعرض سيزار إلى الطرد أدركنا جميعا خطورة اللحظة التي نمر بها، وأنه لا بد من تقديم المزيد. نحن لم نستسلم قط وهذا هو المهم. إنني أشعر كل يوم بمزيد من الاندماج بين صفوف الفريق. وأشعر أيضا بأن جماهير الفريق تشتعل عندما تكون الكرة بين قدميّ، وهذا أمر يحفزني أكثر. الآن يتعين علينا التركيز على مباراة تشيزينا المقبلة. ستكون مباراة خاصة للغاية بالنسبة إلي: فأنا أود أن اظهر تقدمي الكروي أمام فريقي السابق ومشجعيه. ومن المؤكد أنني لا أرغب في الخسارة».

السمة: أثنى أيضا كل من كامبياسو وخافيير زانيتي على أداء فريقهما ورد الفعل الجيد رغم طرد سيزار والهدف الذي سكن مرماه. فقد صرح كامبياسو قائلا «لقد كانت تجربة كبيرة. كنا رائعين في الحفاظ على هدوئنا وإدارة الملعب». بينما أضاف قائد الإنتر قائلا «يا لها من سمة رائعة للفريق». غير أن المحزن لفريق الإنتر كان خروج ستانكوفيتش من الملعب بعد تعرضه للإصابة في الدقيقة 7 من الشوط الثاني.

وعلى الجانب الآخر، خسر فريق لاتسيو فرصة حقيقية للتقدم في جدول الدوري المحلي، غير أن المركز الرابع لا يزال بحوزته بفضل خسارة أودينيزي على يد بارما في الجولة ذاتها. وقد صرح لوتيتو، رئيس نادي لاتسيو، عقب المباراة قائلا «مع تقدمنا 1/0 والفريق المنافس 10 لاعبين فحسب كان من المفترض أن ندير الموقف بشكل أفضل مما حدث. كان ينبغي أن نغلق المباراة عند هذا الحد. لقد كانت تنقصنا الشراسة التنافسية الصحيحة. من المؤسف أننا أحيانا نظهر كفريق متواضع للغاية. لقد اعتقدنا بعد هدف الـ1/0 أن الأمر قد انتهى. لم يكن بإمكاننا تقديم هدية أفضل من تلك إلى الإنتر». ويتفق رييا، مدرب لاتسيو، مع رئيس ناديه في الرأي «لقد فقدنا هذه الفرصة. إنها أشبه بالتي ضاعت من بين أيدينا أمام فريق نابولي. بعد هدف زاراتي أصبحنا أكثر كسلا بينما كانت تلك هي اللحظة التي بإمكاننا فيها القضاء على اللقاء ومعاقبة الإنتر. لقد حاولنا، على أي حال، القيام بذلك ولكن بصورة بسيطة مقارنة بما كنا متوقع». غير أن رييا حاول الدفاع عن الأداء الجماعي لفريقه قائلا «النتيجة كانت سلبية بالنسبة إلينا لكن في ما يتعلق بالأداء فلا يمكنني تقديم اللوم لأي لاعب. لقد تمكنا من خلق الكثير من الفرص الحقيقية خاصة بعد هدف الـ2/1. إذن فقد كان من الممكن لنا إحراز التعادل».

الملعب والحكم: ثم تطرق مدرب فريق لاتسيو إلى الحديث عن أرضية ملعب سان سيرو قائلا «حقل شائن، لا أفهم لماذا تم ترطيبه قبل المباراة. لم يكن في استطاعة اللاعبين الوقوف على أقدامهم. إن مثل هذه الملاعب تكلف اللاعبين كثيرا، ولننظر إلى الإصابة التي تعرض لها ستانكوفيتش، لاعب الإنتر». ويؤكد لوتيتو أيضا «إنه حقل، بالفعل، مخز، تسبب في معاقبتنا بشكل سيئ». فيما صرح رييا بصدد الطرد الذي تعرض له ماوري في الدقيقة 21 من الشوط الثاني «طرد ماوري بدا لي صارما بعض الشيء، وربما أنه أوقفنا في اللحظات التي اتسمنا فيها بالتنظيم».