مانشستر يونايتد يخشى مفاجآت شالكه ويتطلع لفك عقدة الفرق الألمانية

في جولة الذهاب بنصف نهائي دوري أبطال أوروبا اليوم

TT

يخوض مانشستر يونايتد الإنجليزي مواجهة غامضة ومحفوفة بالمخاطر، وإن كانت سهلة على الورق أمام مضيفه شالكه الألماني، في ذهاب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا لكرة القدم اليوم، حيث يأمل في بلوغ النهائي الثالث له في آخر أربعة أعوام، وفك عقدة الفرق الألمانية في المسابقة القارية.

ويعتبر يونايتد حامل اللقب 3 مرات أعوام 1968 و1999 و2008، الذي سيخوض نصف النهائي للمرة الثانية عشرة في تاريخه بعد أعوام 1957 و1958 و1966 و1968 و1969 و1997 و1999 و2002 و2007 و2008 و2009 مرشحا قويا لتخطي خصمه الألماني، والتأهل إلى النهائي لملاقاة الفائز من مواجهة برشلونة وريال مدريد الإسبانيين على ملعب «ويمبلي» الشهير في العاصمة لندن في 28 مايو (أيار) المقبل، حيث أحرز لقبه الأوروبي الأول منذ 43 عاما على حساب بنفيكا البرتغالي (4 - 1) ليصبح أول فريق إنجليزي يتوج بلقب المسابقة القارية الأولى.

وعلى الرغم من الفارق الكبير في إنجازات الفريقين، فإن شالكه يخوض ذهاب نصف النهائي على ملعبه «فلتنس ارينا» في جلسنكيرشن، بعد فوزه الساحق على إنترميلان الإيطالي حامل اللقب 7 - 3 بمجموع المباراتين.

وسيحاول شالكه، الذي يخوض دور الأربعة للمرة الأولى، أن يستفيد من الرصيد السلبي ليونايتد أمام الفرق الألمانية تاريخيا. فعلى الرغم من فوزه «الخرافي» على بايرن ميونيخ في نهائي نسخة عام 1999 عندما قلب تأخره 1 - صفر إلى فوز 2 - 1 في اللحظات القاتلة، عبر تيدي شيرينغهام والنرويجي أولي غونار سولشكيار، فإن «الشياطين الحمر» عجزوا عن التأهل أربع مرات أمام الفرق الألمانية في الأدوار الإقصائية.

وأقصى بايرن ميونيخ رجال السير أليكس فيرغسون في ربع النهائي عامي 2001 و2010 كما خرج الفريق الإنجليزي أمام بوروسيا دورتموند في نصف نهائي 1997 وباير ليفركوزن عام 2002.

وقال فيرغسون قبل المواجهة القارية الأولى بين الفريقين: «أظهرت الفرق الألمانية المرونة والتصميم، وسيكون الأمر مماثلا مساء اليوم. سنخوض اللقاء بخبرة أكبر من المواجهات السابقة، ونتائجنا خارج أرضنا في المواسم الماضية كانت رائعة».

ويدرك فيرغسون أن هناك ضغوطا على لاعبيه الذي يقاتلون للوصول لنهائي البطولة الأوروبية، وأيضا إحراز الدوري الإنجليزي، وإذا نجح الفريق في ذلك فقد تكون أفضل مناسبة لفيرغسون، 69 عاما، لإعلان اعتزاله التدريب.

فبالفوز بلقب دوري الأبطال للمرة الثالثة، سيعادل فيرغسون إنجاز بوب بايسلي كأنجح مدرب في تاريخ البطولة الأوروبية، خاصة أن الفوز هذا العام سيأتي على استاد ويمبلي، بعد أكثر من 50 عاما من وقوع مأساة تحطم طائرة مانشستر يونايتد بمطار ميونيخ، وبعدما قاد المدرب مات باسبي مانشستر إلى لقبه الأوروبي الأول عقب هذا بعشر سنوات.

هذا بالإضافة إلى أن مانشستر أصبح على مسافة خطوات قليلة من إحراز لقبه الـ19 في تاريخ مسابقة الدوري الإنجليزي الممتاز، مع تصدره ترتيب البطولة متقدما بفارق ست نقاط أمام أقرب منافسيه، مما سيجعله أكثر الفرق نجاحا في تاريخ الكرة الإنجليزية. ومع كل هذه الظروف يصعب تخيل مناسبة أفضل بالنسبة لفيرغسون لإعلان اعتزاله أخيرا.

وكان فيرغسون نفسه أصر أكثر من مرة أنه سيستمر في منصبه بمانشستر يونايتد طالما هو قادر من الناحية الصحية على مواصلة عمله. ولكن سيكون من الصعب على فيرغسون أن لا يتخيل كل المشاهد المتوقعة في ويمبلي في 28 مايو (أيار) المقبل.

إلا أن أولى المهام التي تنتظر فيرغسون في الوقت الراهن هي قيادة فريقه لتجاوز شالكه.

ويملك شالكه رصيدا إيجابيا كاملا هذا الموسم على ملعبه في المسابقة القارية، في حين لم يتعرض مرمى يونايتد لأي هدف في مبارياته خارج أرضه.

وخلافا لمانشستر يونايتد الذي يسير بثبات نحو استعادة لقب الدوري الإنجليزي للمرة التاسعة عشرة في تاريخه (رقم قياسي جديد)، يعيش شالكه موسما مخيبا في البوندسليغا شهد إقالة مدرب فيليس ماغاث، إذ يحتل المركز العاشر بفارق 29 نقطة عن دورتموند المتصدر، و17 نقطة عن المركز الثالث المؤهل إلى دوري الأبطال، وسقط في آخر مبارياته أمام ضيفه كايزرسلاوترن 1 - صفر يوم السبت، في حين حقق يونايتد فوزا بشق النفس على إيفرتون 1 - صفر بهدف من مهاجمه المكسيكي المتألق خافيير هرنانديز قبل 6 دقائق على النهاية ليبقي على فارق النقاط الست مع تشيلسي، أقرب ملاحقيه.

ويعول شالكه على حارسه الدولي مانويل نوير الذي أعلن أنه لم يمدد عقده مع فريقه، وبات قريبا من الانتقال إلى بايرن ميونيخ على الرغم من مطاردته من قبل مانشستر بالذات، الذي يبحث عن بديل لحارسه العملاق الهولندي أدوين فان در سار.

ويتوقع أن يزج المدرب رالف رانغنيك بلاعب الوسط الإسباني خوسيه خورادو والمدافع اليوناني كيرياكوس بابادوبولوس، 19 عاما، وألكسندر باوميوهان في تشكيلته الأساسية بعد إراحتهم، كما سيعود الظهير الشاب بنيديكت هوفيديس صاحب هدف الفوز على إنتر في إياب ربع النهائي (2 - 1) بعد شفائه من الإصابة.

ووجه رانغنيك تحذيرا لمنافسه الإنجليزي بتأكيده أن فريقه قادر على هزيمة متصدر الدوري الإنجليزي في مباراتي الذهاب والعودة بهذا الدور.

وعلى الرغم من أن رانغنيك يدرك جيدا أن مانشستر يونايتد سيكون المرشح الأقوى للتأهل إلى النهائي، يبدو أن التغلب على إنتر في الدور السابق من البطولة قد عزز ثقته إلى حد كبير في قدرة فريقه على تجاوز عقبة مانشستر أيضا.

وقال رانغنيك: «لا نسعى للتعادل السلبي مع مانشستر وإنما للفوز بالمباراة، ولا شك في أننا سنلعب أمامهم كما لعبنا أمام إنتر.. أعنى أنه لم يتوقع أحد أن نفوز على إنتر 5/2 في عقر داره، ولذلك فإننا سنسعى للفوز بكلتا المباراتين أمام مانشستر».

وستشهد المباراة مواجهة لافتة بين مهاجمين من طراز رفيع، واين روني، أحد رموز الشياطين الحمر، والإسباني راؤول غونزاليس الذي يحلم بمواجهة «أسطورية» في النهائي مع ريال مدريد، فريقه السابق، الذي توج معه باللقب 3 مرات.

واعتبر مدافع شالكه الدولي السابق، كريستوف ميتسلدر، 30 عاما، أن «أفضليتنا الوحيدة هي انشغال مانشستر يونايتد بالتفكير في هوية الفريق الذي سيقابله في النهائي بين ريال مدريد وبرشلونة».

وأضاف ميتسلدر أن مهمة شالكه الأولى تنصب على إيقاف مهاجم يونايتد الدولي، واين روني، وقال: «إنه اللاعب المفتاح في الفريق. مباراة الذهاب على أرضنا، لذا يجب عدم تلقي أي هدف. أمام تشيلسي تراجع روني إلى الوسط، لذا يجب مراقبته من قبل المدافعين ولاعبي الوسط أيضا.. لكن مانشستر لا يخيفنا، لو واجهنا برشلونة لكانت المباراة أصعب. أسلوب مانشستر أسهل بالنسبة لنا وحتى ريال مدريد أيضا».

من جهته، سيستعيد فيرغسون خدمات قائد دفاعه الصربي نيمانيا فيديتش بعد إراحته أمام إيفرتون، كما سيكون البرازيلي رافائيل جاهزا بعد شفائه من الإصابة التي تعرض لها في ربع النهائي أمام تشيلسي، لكن سيغيب المهاجم البلغاري ديميتار برباتوف للإصابة.

وكان فيرغسون أراح كلا من المدافع نيمانيا فيديتش ولاعب الوسط بارك جي سونغ والمخضرم بول سكولز من تشكيل الفريق في مباراته المحلية أمام إيفرتون، بينما جلس ريان غيغز ومايكل كاريك وباتريس إيفرا على مقاعد البدلاء.

ومن المنتظر الآن أن يعود كل هؤلاء إلى تشكيلة الفريق اليوم. وقال فيديتش: «لطالما قلت إن مايكل كاريك لاعب مهم بالنسبة لنا.. إنه يلعب دورا كبيرا للغاية مع الفريق، لأنه من يحقق التوازن بين خطي الدفاع والوسط من ناحية وبين خطي الوسط والهجوم من ناحية أخرى».

وأضاف: «لقد قام كاريك بهذا العمل الشاق على أكمل وجه لعدة سنوات. ربما لا يبدو هذا الدور مهما إلى هذه الدرجة بالنسبة للجماهير أو وسائل الإعلام، ولكننا نعي جيدا مقدار أهميته بالنسبة لنا».