الجماهير الإيرانية تجهز اللافتات والأهازيج المسيئة قبل موقعة بيروزي والاتحاد الثلاثاء

ترابيان قال إن حماية الأندية السعودية من مهام السلطة.. والإعلام «السعودي» أشعل الموقف

TT

كشف عدد من الوسائل الإعلامية الإيرانية التجهيزات الكبيرة التي تسبق لقاءات أنديتها بالفرق السعودية في مسابقة دوري المحترفين الآسيوي، وذلك من خلال الحملات المنظمة القائمة على رفع لافتات وترديد أهازيج مسيئة من أجل إيصال صوت الشارع الإيراني لجميع المتابعين، استغلالا منهم لأثر الرياضة الكبير وكرة القدم على وجه الخصوص لتحقيق أهداف ذات بعد سياسي، يأتي في مقدمتها الأوضاع المتوترة التي تشهدها منطقة الخليج العربي والبحرين بالتحديد، حيث أعلنت صحيفة «أصول جيرا» الإيرانية أن كرة القدم تعتبر مسرحا يمكن من خلاله التعبير عن الآراء التي تراها الشعوب صحيحة، لأنها تأخذ بعدا دوليا نظير المشاهدة والتغطيات التي تحظى بها البطولات القارية، مما يسهم في الكشف عن الكثير من الأمور التي تحاول كثير من الجهات الرسمية تعتيمها، مسلطين الضوء على مواجهة بيروزي الإيراني والاتحاد السعودي التي يحتضنها ملعب آزادي في الـ3 من مايو (أيار) المقبل، التي تعتبر أولى مواجهات الأندية السعودية مع الإيرانية عقب أزمة التصريحات حول الضمانات الأمنية التي يجب توفيرها من إيران، ويرون أن هذا اللقاء فرصة سانحة للوصول إلى أهداف بعيدة كل البعد عن الرياضة الشريفة التي تنحصر فيها المنافسة داخل المستطيل الأخضر، دون بث أي رسائل من شأنها تأجيج المواقف بين الكثير من الأطراف الخارجية، وهو ما دفع الاتحاد الدولي إلى العمل على تحقيق الاستقلالية المطلقة لكرة القدم، حتى وصلت إلى قمة نضجها حاليا، مشيرين إلى أن مدرجات الملعب ستحمل الكثير من الأعلام البحرينية كإشارة منهم إلى حجم التضامن الذي يكنونه في صدورهم تجاه الشعب البحريني إلى جانب شعارات لبعض الأحزاب السياسية المنتشرة في عدد من الدول العربية التي تحظى بتقدير واحترام من الإيرانيين، وجميع تلك السلوكيات شدد «فيفا» على ضرورة عدم إقحامها في رياضة كرة القدم، على الرغم من أن الملاعب الإيرانية شهدت الكثير من تلك التصرفات الواضحة للعيان من إدخال جوانب سياسية في الرياضة، إلا أن الصمت كان واضحا في القرارات الانضباطية بالاتحاد الدولي لكرة القدم، وهو ما فتح المجال لمواصلة أمثال تلك الأعمال وتفاقم أعدادها في الآونة الأخيرة.

من جانبه، أشار مدير العلاقات الدولية بالاتحاد الإيراني، عباس ترابيان، إلى أنه على الجماهير الإيرانية أن تكون حكيمة ولا تنزلق خلف من يريد أن يجعلها متشنجة داخل الملعب، لأن التجاوزات من المدرج الإيراني من شأنها أن تقود إلى احتدام الأمور بين الطرفين، متهما الوسائل الإعلامية السعودية بتأجيج الموقف، مما قد يسهم في فقدان السيطرة على الشارع الرياضي الإيراني الذي بات على صفيح ساخن ويسعى لرد اعتباره من خلال ردود فعل لا تزال غامضة، معرجا على قضية بقاء الأندية السعودية 18 ساعة في إيران وقدومهم بطائرة خاصة، قائلا: «ليس لدينا أي مشكلة في هذا الأمر، ولكن يلزمنا وضع الأجندة الخاصة بالتنسيق مع شركات الطيران لتتمكن من النزول في الأراضي الإيرانية».

وأضاف ترابيان: «على السلطات الإيرانية العمل من أجل توفير الحماية للضيوف المقبلين من السعودية، لكي لا يتكرر ما حدث مع الدبلوماسيين السعوديين، والأمر متعلق كذلك بوزارة الخارجية، أما نحن في الاتحاد الإيراني لكرة القدم لا نملك شيئا لنقدمه للبعثات السعودية».

وأظهرت شبكة «فيفيري» الإيرانية الاجتماع الذي قام به اتحاد الكرة الإيراني مع مسؤولي أنديتهم المشاركة في دوري المحترفين الآسيوي، وإدارات الملاعب التي ستستضيف المواجهات داخل إيران، مشددين خلاله على ضرورة التقيد بالتعليمات التي وضعها الاتحاد الآسيوي، ومراعاة الأنظمة والقوانين التي تنص عليها، وتأتي هذه التوجيهات الشديدة نظرا للخطابات التي تلقاها الاتحاد الإيراني من قبل نظيره الآسيوي عقب المطالب السعودية بتوفير ضمانات أمنية أو إيجاد مناطق أخرى محايدة لضمان سلامة اللاعبين، وابتعادهم عن الأجواء المشحونة التي تعاني منها إيران من الداخل، مشيرا الموقع إلى الارتفاع الملحوظ للإيرانيين العاملين في الاتحاد الآسيوي، حيث يمتلكون 13 مقعدا بعد انضمام مهدي محمد نبي، الذي تم اختياره مؤخرا عضوا في لجنة التسويق، مما يقوي من كلمة الاتحاد الإيراني لكرة القدم متى ما أراد أن يحظى بمزيد من التأييد من قِبل الجهة الرسمية المخولة في البت بالقضايا التي تصلها عن طريق الاتحادات الوطنية الآسيوية، وهو الأمر الذي يبعث مزيدا من الاطمئنان حيال الموقف الرسمي الذي قد يتم اتخاذه تجاه إيران في حال تجاوزت أي خطوط حمراء مستقبلا، لأنها ستحظى حينها بدعم كبير يشنه ممثلوها.