ميسي الساحر اخترق الدفاع الملكي مرتين واقترب ببرشلونة من النهائي

النادي الكتالوني يجهض خطط ريال مدريد في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال ويشكو مورينهو لليويفا

TT

كل فريق في العالم يحتاج إلى انتقاء عناصره وإلى التدريب والإعداد والتحفيز، ولكن كل ذلك يتوارى خجلا عندما يظهر النجم الأرجنتيني ليونيل ميسي ويقرر السطوع على المستطيل الأخضر ليقود برشلونة الإسباني إلى مزيد من الانتصارات.

وبعد 11 يوما من التوتر والقلق شهدت مواجهتين بين ريال مدريد وبرشلونة في الدوري الإسباني وكأس ملك إسبانيا سيطرت عليهما الأساليب الخططية، أكد ميسي أنه الحل السحري لأي مدرب ولأي فريق وقاد برشلونة إلى فوز ثمين 2/صفر على ريال مدريد في ذهاب الدور قبل النهائي لدوري أبطال أوروبا.

وقال المدرب جوسيب غوارديولا المدير الفني لفريق برشلونة إن ميسي هو تميمة الحظ التي يحتاجها رفاقه في هذا الفريق. واستغل ميسي تمريرة زميله البديل الهولندي إبراهيم أفيلاي وسجل الهدف الأول في الدقيقة 76 بعد خمس دقائق من نزول أفيلاي ثم أضاف ميسي الهدف الثاني بعدها بعشر دقائق ليكمل الملحمة ويهز أسطورة المدرب البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لريال مدريد والذي اشتهر بقدراته الفائقة في التعامل مع مثل هذه المباريات الحاسمة.

وقطع ميسي وبرشلونة أكثر من نصف الطريق نحو التأهل للمباراة النهائية للبطولة والتي يستضيفها استاد ويمبلي الشهير في العاصمة البريطانية لندن في 28 مايو (أيار) المقبل. ورغم الرقابة الصارمة التي فرضت عليه معظم فترات المباراة وأبعدت عنه الخطورة كثيرا حيث أحاطه ريال مدريد بنحو أربعة من لاعبي الوسط والدفاع في بعض الأوقات، ظل ميسي واثقا في نفسه وفي قدرته على هز الشباك وقيادة برشلونة للفوز.

ولم يحتفل ميسي كثيرا بعد انتهاء المباراة لأنه يدرك أن المواجهة لم تحسم بعد بينما حرص زملاؤه على الاحتفال به عقب انتهاء المباراة لأنه كان رجل المباراة الأول بعدما فعل كل شيء حيث حسم مباراة صعبة بهدفين نظيفين بعد أن كانت في طريقها للانتهاء بالتعادل السلبي. كما كسر ميسي حاجز الصمت والقلق في المدرجات وأدخل السعادة إلى قلوب جماهير برشلونة بينما أصاب جماهير النادي الملكي بصدمة بالغة.

واقترب ميسي خطوة جديدة من تحطيم رقم قياسي جديد حيث رفع رصيده في دوري الأبطال هذا الموسم إلى 11 هدفا ليصبح على بعد هدف واحد من معادلة الرقم القياسي لعدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في موسم واحد بدوري الأبطال والمسجل باسم الهولندي رود فان نيستلروي منذ عام 2003. وفي نفس الوقت، عزز ميسي رقمه القياسي في عدد الأهداف التي يسجلها أي لاعب في مختلف البطولات خلال موسم واحد ورفع رصيده إلى 52 هدفا في 50 مباراة خاضها هذا الموسم ومنها 31 هدفا في 30 مباراة بالدوري الإسباني.

ولا يقترب من ميسي في هذه الأرقام سوى البرتغالي كريستيانو رونالدو مهاجم ريال مدريد والذي سجل 42 هدفا في 49 مباراة خاضها هذا الموسم ومنها 29 هدفا في 30 مباراة بالدوري الإسباني. كما أن ميسي هو من أشعل مباراة الإياب بين الفريقين والمقررة يوم الثلاثاء المقبل على استاد «كامب نو» ببرشلونة والتي سيقود مورينهو خلالها فريق ريال مدريد من المدرجات نظرا لطرده في مباراة الأمس.

ورغم ذلك، كان للمدرب جوسيب غوارديولا المدير الفني لبرشلونة دور كبير في فوز فريقه أمس كما لقن مورينهو درسا جديدا في عالم الساحرة المستديرة وهو كيفية التعامل مع اللاعبين نفسيا بعد أي كبوة. وحرص غوارديولا على تحفيز لاعبيه والشد من أزرهم من أجل رد الاعتبار بعد الهزيمة صفر/1 أمام ريال مدريد في المباراة النهائية لبطولة كأس ملك إسبانيا يوم الأربعاء من الأسبوع الماضي.

وبدأ مورينهو الساعي إلى أن يكون أول مدرب يتوج باللقب مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن أحرزه سابقا مع بورتو (2004) وإنترميلان الإيطالي (2010)، اللقاء كما كانت الحال في المواجهتين الأخيرتين بين الفريقين بهجوم متحفظ إذ أبقى الفرنسي كريم بنزيمة والأرجنتيني غونزالو هيغواين على مقاعد الاحتياط، معتمدا على مواطنه كريستيانو رونالدو وبدعم من الأرجنتيني الآخر انخيل دي ماريا.

ولم ترتق المواجهة إلى المستوى المطلوب في الشوط الأول خصوصا من صاحب الأرض، في حين حصل الضيوف على فرصتين الأولى عبر دافيد فيا لكن محاولة هداف فالنسيا السابق مرت قريبة من القائم، والثانية عندما كسر تشافي هرنانديز مصيدة التسلل إثر تمريرة بينية متقنة من ميسي قبل أن يسدد نحو المرمى لكن الحارس ايكر كاسياس كان له بالمرصاد. واتسم الشوط الأول بالعصبية حيث اضطر احكم إلى إيقاف اللقاء بسبب «مناوشات» بين اللاعبين حملوها معهم إلى غرف الملابس حيث تعارك بعضهم في معمعة شملت الإداريين أيضا وتسببت في طرد الحارس الثاني في برشلونة خوسيه مانويل بينتو.

وفي بداية الشوط الثاني أجرى مورينهو تعديلا على تشكيلته بإخراج لاعب الوسط الألماني مسعود أوزيل الذي ترك مكانه للمهاجم التوغولي إيمانويل أديبايور في محاولة منه لتعزيز الناحية الهجومية بعدما عجز فريقه عن تهديد مرمى فيكتور فالديز في الشوط الأول. لكن الوضع لم يتغير كثيرا وواصل ريال اعتماده على تكتيك التدخلات الخشنة، كما كانت الحال في نهائي الكأس، وسط السيطرة الميدانية لبرشلونة، ما تسبب بحصول سيرخيو راموس على إنذار بعد تدخله على ميسي ما سيحرمه من المشاركة في لقاء الإياب.

وتعقدت مهمة النادي الملكي عندما رفع الحكم الألماني ولفغانغ ستارك البطاقة الحمراء في وجه بيبي بعد خطأ على البرازيلي دانيال الفيش، ليلعب ريال ناقصا للمباراة الرابعة على التوالي أمام غريمه التقليدي بعد أن طرد راموس في اللقاء الأول بينهما هذا الموسم، ثم ألبيول في الثاني ودي ماريا في نهائي الكأس، وهو الأمر الذي أثار حفيظة مورينهو ما تسبب في طرده أيضا من مقاعد الاحتياط.

ونجح رجال غوارديولا في استثمار أفضليتهم الميدانية والعددية لكي يخطفوا هدف التقدم عندما تلاعب الهولندي البديل إبراهيم أفيلاي بالبرازيلي مارسيلو قبل أن يلعب كرة عرضية تلقفها ميسي وأودعها شباك كاسياس في الدقيقة 77، ثم أضاف النجم الأرجنتيني هدفه الحادي عشر في المسابقة هذا الموسم والثاني والخمسين في جميع المسابقات قبل ثلاث دقائق على نهاية الوقت الأصلي إثر مجهود فردي رائع حيث تلاعب بمدافعي ريال الواحد بعد الآخر قبل أن يضع الكرة بعيدا عن متناول كاسياس في الدقيقة 87.

من جهة أخرى عقد مجلس إدارة نادي برشلونة الإسباني لكرة القدم اجتماعا طارئا لتقييم التصريحات التي أدلى بها مورينهو عقب مباراة الفريقين وما إذا كانت كافية لتقديم اتهام ضد مورينهو أمام الاتحاد الأوروبي للعبة (يويفا). وشكك في نزاهة دوري الأبطال بعد هزيمة فريقه. وأكد «(جوسيب) غوارديولا (المدير الفني لبرشلونة) مدرب رائع ولكنه حصل على دوري الأبطال بشكل مخز من خلال فضيحة ستامفورد بريدج (في إشارة إلى المواجهة مع تشيلسي الإنجليزي في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال عام 2009)».

وأضاف: «أتوقع أن يأتي اليوم الذي يفوز فيه بدوري الأبطال بجدارة ونزاهة ومن دون فضائح خفية».

وقال مورينهو عقب نهاية المباراة: «أتقدم بالتهنئة إلى برشلونة، ولكني لا أفهم لماذا يحصل برشلونة دائما على مساعدة الحكم». وأضاف: «طوال حياتي سأسأل نفسي هذا السؤال، ويوما ما أتمنى أن احصل على إجابة.. كنا نأمل في أن ننهي المباراة بالتعادل السلبي ولكن طرد بيبي منحهم الطريق للفوز علينا، الآن باتت المهمة مستحيلة أمامنا».

وأكد المدرب البرتغالي: «لا أشعر بالحزن، لدي أسرة رائعة، ولكني لا أفهم سبب امتلاك برشلونة هذه القوة، لقد حدث ذلك قبل عامين أمام تشيلسي (في الدور قبل النهائي لدوري الأبطال عام 2009) وأثناء تدريب إنترميلان العام الماضي، وكذلك مع آرسنال هذا العام». وتساءل: «لماذا يتعرض منافس برشلونة لحالة طرد دائما؟، من أين تأتي هذه القوة؟، ربما من الدعاية لليونيسيف، ربما من قوة (رئيس الاتحاد الإسباني لكرة القدم) فيار في اليويفا».