الميلان يتخلص من عقدة التبعية للسويدي إبراهيموفيتش مع وجود 3 هدافين

الفريق قاب قوسين أو أدنى من الدرع.. ومهاجموه الـ3 ظهروا كـ«ساعات الكوكو» القديمة

TT

لقد كان الميلان يعاني في السابق من التبعية الكاملة للمهاجم زلاتان إبراهيموفيتش ولأدائه، وكان اللاعب السويدي الفذ هو صاحب الفضل الأول والأوحد في انتصارات الفريق الذي كان يواجه صعوبة بالغة إذا عجز إبراهيموفيتش عن التهديف. لكن الأمور تغيرت قبل بضعة أشهر وأصبح الميلان الآن قاب قوسين أو أدنى من درع الدوري الإيطالي بفضل مساهمة مهاجميه الثلاثة الأكثر مشاركة في المباريات. ولم تعد نتائج الميلان مرهونة بأداء وأهداف إبراهيموفيتش بل أصبح هجوم الميلان هو أفضل هجوم في الدوري (بالتساوي مع الإنتر) وهو الفريق الوحيد الذي تجاوز ثلاثة من مهاجميه حاجز الأهداف الـ10 في الدوري هذا الموسم. وهم إبراهيموفيتش (14 هدفا) وباتو (14 هدفا) وروبينهو (12 هدفا).

تتابع ثلاثي: لقد ظهر مهاجمو الميلان الثلاثة هذا الموسم مثل «ساعات الكوكو» القديمة التي تتعاقب فيها العصافير الثلاثة بتوقيت محسوب ودقيق للغاية. فعندما كان أحد المهاجمين الثلاثة لا يلعب أو يمر بفترة استرخاء، كان الاثنان الآخران يعوضان غيابه ويقودان الفريق باقتدار. وكان إبراهيموفيتش حاسما ومؤثرا في الشهور الخمسة الأولى ويعتبر شهر يناير (كانون الثاني) هو أفضل شهر له هذا الموسم (4 أهداف)، لكنه لم يحرز أية أهداف منذ يوم 28 فبراير (شباط) الماضي (في مباراة الميلان ونابولي من ضربة جزاء). وغاب باتو للإصابة عن مباريات الفريق في آخر شهر ونصف من عام 2010، لكنه بدأ التألق في عام 2011 حيث أحرز 8 أهداف منها هدفان في مباراة الديربي في ظل إيقاف إبراهيموفيتش. وتحول روبينهو من لاعب احتياطي إلى مهاجم دائم المشاركة (شارك في 30 مباراة هذا الموسم) وسجل عددا من الأهداف يقترب من أهداف المهاجمين الآخرين. وتعتبر مساهمة روبينهو مع الميلان هذا الموسم هي الأفضل في مسيرته في أوروبا منذ موسمه الأول مع فريق ريال مدريد (11 هدفا) ومانشستر سيتي ( 14 هدفا).

التطابق مع الفرق الكبرى: إن شعار الميلان هذا الموسم يجب أن يكون «كلما زاد عدد الهدافين زادت فرص الفوز». فقد كان سر تفوق الميلان وصدارته للدوري الإيطالي هو قدرة الفريق على استغلال قدرات جميع المهاجمين (فحتى كاسانو وإنزاغي ساهما في انتصارات الفريق بـ4 أهداف وهدفين على الترتيب). لقد سجل فريقا الإنتر ونابولي عددا كبيرا من الأهداف بفضل إيتو (20 هدفا) وكافاني (26 هدفا) لكن الفريقين لا يحظيان سوى بمهاجم واحد آخر في كل فريق تمكن من الوصول لـ10 أهداف، باتزيني (6 مع الإنتر و6 مع سمبدوريا) وهامسيك (10 أهداف مع فريق نابولي). ويتطابق فريق الميلان في هذا الصدد مع الفرق الأوروبية الكبرى حيث يوجد بفريق مانشستر يونايتد متصدر الدوري الإنجليزي ثلاثة مهاجمين تجاوزوا حاجز الأهداف الـ10 وهم بيرباتوف (21 هدفا) وهيرنانديز (12 هدفا) وروني (10 أهداف)، بينما في إسبانيا يمتلك برشلونة ثلاثة هدافين هم ميسي (31 هدفا) وفيا (18 هدفا) وبيدرو (13 هدفا)، وينطبق الأمر نفسه على نادي ريال مدريد الذي يوجد به كريستيانو رونالدو (29 هدفا) وبنزيمة (11 هدفا) وهيغوين (10 أهداف). إن الميلان قد يتمكن من حسم فوزه بالدوري رسميا اليوم الأحد أمام فريق بولونيا إذا لم يتمكن الإنتر من الفوز على تشيزينا، رغم غياب إبراهيموفيتش للإيقاف وباتو للإصابة. وسيكون الفوز بالدرع من دون هذين النجمين دليلا قاطعا على أن الميلان لا يعاني من التبعية لأية لاعب في صفوفه.

وفي سياق متصل، قد تحمل الجولة 35 من الدوري التتويج الرسمي للميلان بلقب الدوري إذا لم يتمكن الإنتر من الفوز على تشيزينا وحقق الميلان الفوز على بولونيا. فالفارق بين الفريقين الآن 8 نقاط وتتبقى ثلاث جولات فقط على نهاية الدوري. وبالتالي إذا حقق الميلان الفوز فسيصل إلى النقطة 77 وإذا تعادل الميلان فسيتوقف رصيده عند 67 نقطة وهو ما يعني حسم الميلان للقب رسميا. وترددت بعض الأنباء عن أن نادي الميلان يعد بالفعل للاحتفال بالدوري بعد نتائج الجولة السابقة.

الحفل: ويستعد النادي للاحتفال بالدوري عن طريق الحافلة المفتوحة المعتادة المقرر أن تسير بالفريق في شوارع ميلانو وكذلك بقمصان تحمل شعار وألوان النادي وإقامة حفل عشاء للفريق مع برلسكوني مالك النادي. وإذا حقق الميلان اللقب هذا الموسم فسيضيف البطولة رقم 107 إلى رصيد بطولاته وسيرتفع عدد مرات فوزه بالدوري إلى 18 مرة بالتساوي مع الإنتر.

تحيا المواجهات المباشرة: لكن الميلان لن يواجه مشكلة كبيرة في حسم اللقب لصالحه في الجولات القادمة إذا لم يتم ذلك في هذه الجولة. ففي حالة فوز الميلان والإنتر سيرتفع رصيد الأول إلى 77 نقطة والثاني إلى 69 وسيظل الفارق بينهما 8 نقاط وفي هذه الحالة سيتعين على الإنتر إذا أراد الفوز بالدوري أن يفوز بجميع المباريات المتبقية (أمام فريق فيورنتينا ونابولي وكاتانيا) مع خسارة الميلان لمبارياته الثلاثة (أمام فريق روما وكالياري وأودينيزي). وفي هذه الحالة سيتفوق الإنتر على الميلان بنقطة واحدة. وما يزيد من اطمئنان الميلان هو أنه في حالة خسارته لآخر مباراتين والتعادل في واحدة فإن اللقب سيكون من نصيبه لأن اللوائح تقول إنه في حالة تساوي فريقين في عدد النقاط يكون الحسم لنتائج المواجهات المباشرة بينهما. وتصب نتيجة المواجهتين المباشرتين بين الميلان والإنتر في صالح الميلان بعد فوزه في لقائي الدور الأول والثاني. وستكون نتيجة المواجهات المباشرة أيضا عنصرا حاسما أيضا إذا خسر الإنتر أمام تشيزينا في الجولة 35 وفاز الميلان في نفس الجولة اليوم الأحد على فريق بولونيا، لأن الفارق حينها سيكون 9 نقاط وهو فارق يمكن للإنتر تعويضه في المباريات الثلاث المتبقية من الناحية النظرية لكن المواجهات المباشرة بعد ذلك سترجح كفة الميلان.