لجنة المسابقات تتخلص من معضلة المباريات في العشر الأواخر.. وجدولتها لـ«زين» تحت المجهر

هل تثبت قدرتها على إيجاد حلول خلال إعداد المنتخب وموسم الحج ومسابقتي الملك وولي العهد؟

TT

خطت لجنة المسابقات بالاتحاد السعودي لكرة القدم خطوة هامة بعد إعلانها عن موعد انطلاق دوري زين السعودي للموسم الرياضي المقبل عندما تجاوزت شهر رمضان الذي كان عائقا أمام استمرار الدوري دون توقف، وكان مبررا تتحجج به اللجنة طيلة العقدين الماضيين عندما توجه إليها الانتقادات لكثرة انقطاع الدوري مما يفسد متعة المنافسة التي نراها حاضرة في الكثير من المسابقات التي تقام في أنحاء متفرقة من العالم.

ومن البديهي أن يدفع انطلاق الدوري في شهر شوال الموافق سبتمبر (أيلول) المقبل، لجنة المسابقات للدخول في اختبار هام من حيث إثبات قدرتها على إيجاد جدول منظم يسير بشكل طبيعي دون إخفاق، وفي حال لم تتمكن من عمل ذلك بالشكل المطلوب فإنها ستكون محرجة أمام المجتمع الرياضي الذي بات يشكك في قدرة كوادرها على تقديم إضافة مختلفة عما كانت عليه المسابقات المحلية في المواسم الرياضية الماضية، وتأتي مرحلة إعداد المنتخب السعودي في مقدمة الأسباب التي تقف خلف توقف الدوري السعودي كما ترى لجنة المسابقات، وهذا الأمر يستدعي اجتماعا بين المسؤولين في الجانبين للتنسيق الجيد الذي يضمن سريان الدوري دون توقف، والاكتفاء بأيام الفيفا المخصصة لإقامة المواجهات التجريبية للمنتخبات كما هو معمول به في كل الدوريات الوطنية العالمية، خصوصا أن مراحل الإعداد السابقة للمنتخب الأخضر التي كان الدوري يتوقف بسببها لم تؤت ثمارها على صعيد المستوى والنتيجة، مما يستلزم إعادة النظر في آلية الإعداد، والإدراك بأن انقطاع اللاعبين عن أنديتهم يعود بشكل سلبي على أداء اللاعب، ونرى أن معظم المنتخبات الكبيرة تكتفي بمراحل إعدادية لا تتجاوز الأسبوعين.

ومما عرقل عمل لجنة المسابقات بالشكل السليم في السنوات الأخيرة الماضية هي عملية التأجيل والتقديم لبعض مباريات دوري زين بسبب الاستحقاقات الإقليمية والقارية لبعض الأندية ولعل العامين الماضيين شهدا أكبر موجة احتجاجات من ناديي الهلال والاتحاد بخصوص ضرورة التأجيل أو التقديم لمبارياتهما لكن انكشاف وضع الفريقين على مستوى آسيا بالشكل السلبي جعل لجنة المسابقات السعودية تعيد النظر في مسألة التقديم والتأجيل لتكون بحسب معايير معينة، لكن «الشرق الأوسط» وانطلاقا من دورها الإعلامي تقدم اقتراحا للجنة المسابقات بضرورة إلغاء ما يسمى بالتأجيل أو التقديم نهائيا والعمل بما تقوم به لجان المسابقات في اليابان وكوريا الجنوبية اللتين لا تقدمان أي تنازلات على مستوى مسابقاتهما وخاصة الدوري المحترف ولعل موجة التأجيلات التي فرضها واقع الهلال والاتحاد والشباب في العامين الماضيين انكشف من خلال أن فرقا كورية ويابانية أيضا لم تقم بالتأجيل ولعبت في أوقات متشابهة مع ظروف أنديتنا لتنجح هي رغم مواصلة اللعب والطيران بعشرات الساعات من الشرق إلى الغرب والعكس فيما فشلت أنديتنا التي نامت على مسرح التأجيل لتحقق النتائج السلبية.

إلغاء مبدأ التأجيل والتقديم هو خطوة من شأنها أن تسد باب التشكيك الذي يطال عمل اللجنة بعد أن ظهرت قراراتها بشكل غير مبرر سواء في حال القبول أو الرفض، ويترتب على ذلك ضعف جدولة المواجهات المؤجلة والتأخر في تحديد مواعيد إقامتها الذي يوحي بأن اللجنة لم تضع في حسبانها الحالات المتوقع تأجيلها وفق الجدولة الآسيوية التي قد تواجه الأندية السعودية، لذلك عمل لجنة المسابقات لا ينتهي بمجرد رسم جدولة المسابقات المحلية، بل عليها متابعة المستجدات التي تطرأ وتوقع أمور مستقبلية ووضع حلول مناسبة لها قبل حدوثها، لتكون مواكبة لجميع ما يحدث بشكل سريع يقطع أي اجتهادات قد تؤثر على عملها الذي ينعكس بشكل سلبي على الرأي العام الرياضي ويجعله يشعر بأن هناك محاباة لناد على حساب آخر.

ويظهر جليا سوء اختيار الأيام التي تقام خلالها مواجهات الدوري السعودي، ونشاهد أن المسابقات الأوروبية تختار أيام إجازاتها لضمان الحصول على عدد أكبر من الحضور الجماهيري الذي ينعكس بشكل إيجابي لإيرادات الأندية، ويتيح في الآن ذاته مجالا للناقل التلفزيوني لكي يقوم بتغطية جميع اللقاءات الهامة مما يعود عليه بالنفع من الجانب الإعلاني، وذلك بمجمله يؤثر على قيمة المسابقة السنوية، ونلحظ في الموسم الرياضي الحالي قلة المواجهات التي تأتي يومي الأربعاء والخميس رغم أنهما يوما الإجازة الرسمية في الأسبوع، مما يثير الكثير من التساؤلات حول الأسباب التي دعت إلى عدم اختيار هذين اليومين لاحتضان مواجهات دوري زين السعودي، خصوصا أن المدرجات السعودية تعاني في الآونة الأخيرة من عزوف جماهيري كبير يستلزم مساهمة لجنة المسابقات في حل تلك المعضلة التي تؤثر بشكل كبير على سمعة الكرة السعودية علما أن الكرة السعودية الشهيرة بجماهيريتها بات معدل الحضور الجماهيري لها لا يتجاوز الـ4000 مشجع وهو رقم مؤسف وخطير.

ويعتبر موسم الحج من الأوقات التي يتم فيها إيقاف الدوري رغم إمكانية تفادي ذلك التوقف من خلال عدم جدولة أي مواجهات في تلك الفترة بملاعب المنطقة الغربية «جدة ومكة المكرمة» لتكون أوقاتها في مناطق خارج هاتين المدينتين بحيث تكون آخر المباريات يوم 7 من شهر ذي الحجة ليمتد التوقف إلى يوم 13 من الشهر نفسه علما أن المباريات التي تقام بعد يوم 3 من شهر ذي الحجة يفترض أن يتم جدولته بالنسبة لفرق الأهلي والاتحاد ومكة المكرمة خارج المنطقة الغربية ويكون ذلك التعديل أوتوماتيكيا، مع الأخذ في الاعتبار يوم عيد الأضحى ليكون بينه وبين المواجهة السابقة واللاحقة مدة لا تتجاوز 48 ساعة، في الوقت الذي يتم فيه تقدير أهمية مواجهات الديربي بين فرق المنطقة الواحدة بحيث لا تكون متزامنة في وقت واحد كما حدث في الموسم الرياضي الحالي، الذي أربك عملية النقل التلفزيوني وشتت ذهن المتابع وحرمه من الاستمتاع بالكثير من المواجهات الهامة، وتلك الخطوة تستلزم النظر إلى ما يتم تطبيقه على سبيل المثال في مسابقات الدوري الإنجليزي والإسباني التي تحظى بمشاهدات من جميع أرجاء العالم.

وتخصيص مواعيد مستقلة لمسابقتي كأس الملك للأندية الأبطال وكأس ولي العهد يعتبر أمرا منافيا للجدولة الاحترافية المعمول بها في كافة الدوريات العالمية التي تسعى لإدخال هاتين المسابقتين داخل جولات الدوري وعدم إيقافه بشكل تام، حيث بالإمكان عمل تداخل منسجم بين كافة المسابقات يضمن سيرها جميعا بشكل منظم دون عرقلة أي منها، وهو الأمر الذي لم تعمل به لجنة المسابقات التي جعلت كأس الملك في نهاية الدوري بعد أن تستنزف كافة الأندية طاقاتها، وهو ما يجعل المواجهات تظهر بشكل باهت وأداء متواضع من كافة الفرق، ويفاقم من الإصابات التي تداهم اللاعبين.

وتجدر الإشارة إلى أن لجنة المسابقات يرأسها فهد المصيبيح وعضوية كل من طارق كيال، وبندر السعد، وبندر الأحمدي، وداود الموسى، وأحمد العقيل، وعصام السحيباني، وسعود العواد، وتشير مصادر «الشرق الأوسط» إلى أن بعض الأعضاء لم يسبق لهم العمل في مناصب تسمح لهم بالمشاركة في هذه اللجنة، ولا يحملون المؤهلات التي تجعلهم يقدمون إضافة جديدة للجدولة المثالية التي يتطلع لها المجتمع الرياضي السعودي الذي عانى كثيرا من سماع التبريرات دون أن يرى حلولا مجدية وخطوات تصحيحية لإنهاء الأزمة بشكل تام.