مختار علي: عجزت عن اكتشاف علة الوحدة.. ولم يتبق سوى مشاركتي مع اللاعبين في المباريات

المدرب المصري أكد أن سقوطهم الأخير أمام الشباب جاء بسبب عدم تطبيق تعليماته

TT

وصف مدرب الفريق الكروي الأول بنادي الوحدة المصري، مختار علي مختار، الحالة التي يمر بها فريقه من تذبذب في المستوى خلال الجولات الماضية بالغامضة، كاشفا أنه لم يتمكن من تشخيص المشكلة التي يعاني منها اللاعبون، مما دفعه للاعتقاد بأن ضعف التركيز هو حجر العثرة الذي بسببه أصبح الفريق يخسر الكثير من النقاط حتى أصبح على حافة الهبوط، مشيرا إلى أن الوحدة لم يستطع تأمين مناطقه الخلفية، مما أسهم في إحداث ارتباك لدى لاعبي المقدمة، مبديا استياءه من تصرفات عدد من اللاعبين غير المسؤولة، كما فعل عبد الخالق برناوي الذي ترك التمارين قبل مواجهة الشباب ليغادر البلاد بعد أن تواترت أنباء بأنه تلقى عرضا احترافيا من أحد الأندية السعودية، مبينا أن فريقه الوحيد الذي لم يستفد من اللاعبين الأجانب، نظرا للإصابات المتكررة التي أبعدتهم عن القائمة الأساسية، مؤكدا ضرورة الاهتمام بالثلاث جولات المقبلة التي تنتظرهم في مسابقة دوري «زين» السعودي للمحترفين، مشددا على أن الكرة لا تزال في ملعب اللاعبين وبإمكانهم تغيير الصورة السيئة التي رُسمت عنهم خلال الجولات الماضية، مشيدا بالدور الكبير الذي قدمته إدارة النادي والجهاز الإداري، ومحاولتهم الحثيثة لتجهيز الفريق نفسيا بعد الأزمات الكبيرة التي مر بها خلال الموسم الرياضي الحالي.

> الوحدة ظهر بمستويات غير ثابتة خلال الجولتين الماضيتين وأصبح على حافة الهبوط؛ كيف ترى الأمر؟

- في بداية مباراتنا الأخيرة مع الشباب كان يجب على اللاعبين أن يكونوا أكثر تركيزا وأكبر حضورا، كونهم في أمسّ الحاجة إلى الفوز وهم أمام فريق كبير، إذا بدأ اللقاء بتقدم يصعب عليك التعديل والكسب بسهولة، لكن يبدو أن حال الفريق في الباطن بعيد كل البعد عن حاله خارجيا، لأن اللاعبين يعيشون في داخلهم أوضاعا لم أستطع معرفتها حتى الآن، ودليل ذلك أن الشوط الأول كان شوطا سيئا بكل ما تعنيه الكلمة، وفي الشوط الثاني تغير الحال كثيرا، وأنا أتوقع أن اللاعبين جميعا بعيدون عن التركيز، وعجزت عن تفسير ما يجري على أرض الملعب؛ فنحن لدينا خلفية كاملة عن المنافس وتحدثنا إليهم طوال الأسبوع وتدربنا جيدا لكن دون تنفيذ، نحن نخسر بأيدينا بسبب سوء التغطية داخل الملعب، وكل الأهداف التي ولجت مرمانا بأخطاء بدائية في كرة القدم.

> المشكلات البدائية غالبا ما تعود إلى سوء الإعداد الفني؛ هل تعتقد صحة ذلك؟

- أرى أن الأسباب التي أدت إلى هذا الانخفاض الكبير في المستوى كثيرة، لكن السبب الرئيسي يعود لما يعيشه الفريق من ضغوط كبيرة أفقدتهم تركيزهم كثيرا، مما جعل الموقف صعبا على الجهازين الفني والإداري، ونحن حتى الآن في موقف لا نحسد عليه، وعلى شفا حفر من الهبوط إلى مصاف أندية الدرجة الأولى.

> أداء اللاعبين داخل الملعب يوحي بأن هناك حاجزا كبيرا بينك وبين اللاعبين في التدريبات؟

- لا، أبدا، من يحضر التدريب لا يتوقع أن يظهر الفريق في المباريات بهذا الشكل، تدريباتنا طوال الأسبوع تخصصية مرة للدفاع وأخرى للوسط وتارة للهجوم، وكذلك حراس المرمى الذين يتلقون تدريبا شاقا لتعديل أخطائهم، وكل الأمور تبدو جيدة أثناء المران، لكن هناك فرقا في أداء المباريات، وأنا أعتقد أن قلة التركيز لدى اللاعبين هي السبب، وليس الجانب اللياقي أو الفني.

> تحدثت بأن الوحدة يعاني من قلة التركيز على الرغم من أنه تمكن من تسجيل 5 أهداف أمام نجران خارج أرضه، ثم لم يتمكن من صناعة أي فرصة خطرة أمام الشباب؛ كيف تفسر ذلك؟

- صحيح أن إسناد تذبذب مستوى الفريق إلى عدم التركيز لا يبدو منطقيا ولا مقنعا، لكنني عجزت عن معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك التراجع وهو ما دعاني لتعليق الأمر على التركيز، وأنا لا أنكر أن هناك تقصيرا واضحا من الجميع.

> لاعبو الوحدة عانوا كثيرا من بناء الهجمة العكسية أثناء المواجهات السابقة التي خاضوها، ألا تعتقد أنها سبب وراء سوء نتائج الفريق؟

- من المفترض أن نجيد امتلاك الكرة أولا ونؤمن دفاعنا ثم نفكر في الهجمة العكسية، لأنه من المعروف أن أي فريق يلعب كرة القدم إذا لم يحسن امتلاك الكرة جيدا وتأمين دفاعه يصعب عليه الاستفادة من الهجمات العكسية بالشكل الصحيح، وهذا الأمر أثر في فريقنا بشكل كبير، وعملنا بشكل كبير لتعديل هذا الجانب، لكن حتى الآن لم نصل للوضع الطبيعي في هذا الأمر، لذلك تلاحظ عدم ثقة في أداء اللاعبين، خصوصا في المقدمة، نظرا لأن الدفاع غير مؤمن جيدا، وفي لقاء الشباب أضعنا فرصا بالجملة، كان بالإمكان الاستفادة منها لتحسين موقفنا لكن الضغط الرهيب على اللاعبين أخل بأدائهم، وسنعمل خلال هذا الأسبوع من أجل تلافي الأخطاء التي وقعنا بها، لأن ما تبقى من مواجهات يجب أن نؤديه بمبدأ نكون أو لا نكون خصوصا لقاء القادسية فهو مفصلي ويحدد مصير الفريق في البقاء أو الهبوط، أتمنى أن نوفق في كسب المباراة. وعلينا نسيان كل ما مضى ونعمل على استغلال مباراتين من ثلاث متبقية على أرضنا وأمام جماهيرنا.

> الجهاز الإداري عليه مهمة تجهيز اللاعبين نفسيا لتجاوز الأزمات التي يعاني منها؛ كيف تقيم أداءهم في الفريق؟

- الإعداد النفسي موجود، وهناك جهد كبير جدا تقدمه الإدارة والجهاز الإداري المعاون، لكنهم أيضا يقفون محتارين مثل الجهاز الفني تجاه المشكلة التي يعاني منها اللاعبون، ونحن في موقف صعب جدا ويتطلب الإحساس بالمسؤولية، وعلى اللاعبين الإحساس بهذا الأمر، كما أن الجهازين الفني والإداري ومجلس الإدارة وأعضاء الشرف يتحملون مسؤوليتهم فيجب على اللاعبين أن يتحملوا نتاج تراجعهم ويعملوا على إنقاذ فريقهم فيما تبقى من مباريات لا تقبل من أحد الأطراف أي تقصير، لأنها مواجهات مصيرية، وفي هذه المرحلة لا يمكن أن ينشغل اللاعبون بأي أمر خلاف التفكير في وضع الفريق وكيفية تحقيق الانتصارات.

> عدم الاستعانة بلاعب الوسط عبد الخالق برناوي في مواجهة الشباب أثار حفيظ عدد من الوحداويين؛ فما الأسباب التي تقف خلف استبعاده؟

- عبد الخالق برناوي تغيب عن الفريق خلال الفترة الماضية، ثم جاءت الأنباء بسفره إلى خارج البلاد في خطوة لانتقاله إلى ناد آخر، لكن دعني أقل لك إنني، وقبل الإشراف على الفريق، لدي إلمام عن معاناة الفريق في مركز المحور، وعندما بدأنا الإعداد عملت بجدية من أجل أن يكون برناوي اللاعب الأساسي في هذا المركز، وحصل ذلك وبات في أفضل حالاته الفنية بعد الإصابات، إلا أنني مجبر لإبعاده عن القائمة المشاركة في المواجهة المهمة التي جمعتنا بالشباب، وهذا أمر محبط للغاية ونحن الفريق الوحيد الذي لا يلعب بكامل المحترفين في مباراته، بسبب إصاباتهم وابتعادهم، وهذا أمر صعب للغاية وعملت كل ما يمكن عمله ولم يتبق إلا أن ألعب مع الفريق.