الأهلي يسقط في فخ التعادل أمام المصري ويهدر فرصة تقليص الفارق مع الزمالك

مدرب «الأحمر» يؤكد أن اللقب سيكون من نصيبه في النهاية.. والبورسعيدي يعترف بسوء الأداء

TT

اعترف مدرب النادي المصري البورسعيدي بسوء أداء فريقه في مباراته على أرضه التي انتهت بالتعادل دون أهداف مع الأهلي حامل اللقب في الدوري المصري الممتاز لكرة القدم. وفشل الفريقان في التسجيل أول من أمس في مباراة شابها التوتر في الملعب وخارجه. وذكرت تقارير إعلامية أن أعمال شغب للمشجعين وقعت قبل بداية المباراة بعد أن أطلق مشجعون ألعابا نارية على حافلة تقل لاعبي الأهلي في طريقهم للمدينة التي تطل على البحر المتوسط. وقال شهود إن زجاج حافلة الأهلي الخلفي تحطم تماما بعد رشقه بالحجارة إلا أن أحدا من لاعبي الأهلي لم يصب بسوء.

وفي الملعب أنقذت العارضة حامل اللقب من الهزيمة في الدقيقة الأخيرة بعدما ردت تسديدة حسام حسن من ركلة حرة احتسبت إثر مخالفة طرد على أثرها وائل جمعة مدافع الأهلي المخضرم. وقال المدرب طارق الصاوي الذي عين مدربا للمصري في وقت سابق من الشهر الحالي «أعترف أن فريقي لم يقدم مثل هذا الأداء السيئ من قبل.. فقد كنا بعيدين عن حالتنا في الشوط الأول». وأضاف اللاعب السابق للمصري والإسماعيلي: «فريقي تحسن مستواه في الشوط الثاني كثيرا.. الأهلي فريق كبير ولديه خبرات عظيمة. الظروف كانت صعبة جدا قبل المباراة ولكننا خرجنا بنتيجة جيدة».

من جانبه أكد البرتغالي بيدرو بارني، المدرب العام للأهلي، أن الفريق أدى واحدة من أفضل مبارياته أمام المصري البورسعيدي وكان يستحق الفوز واقتناص النقاط الثلاث لولا سوء الحظ الذي وقف بالمرصاد أمام تحقيق الأهلي للفوز، وأوضح أن الأهلي له ضربة جزاء واضحة لم تحتسب ولو حدث لتغيرت نتيجة المباراة وفاز الأهلي الذي كان الأقرب والأفضل طوال المباراة. وأشار بيدرو إلى أن الجهاز الفني واللاعبين لديهم ثقة كبيرة في مواصلة المشوار نحو الفوز ببطولة الدوري ولن يفرطوا في هذا الأمل أبدا، مشددا على أن الأهلي بلاعبيه وجهازه يعتقدون أن بطولة الدوري سوف تكون من نصيب الأهلي في النهاية.

وأخفق الأهلي في تقليص فارق النقاط الذي يفصله عن الزمالك متصدر الدوري المصري الممتاز وسقط في فخ التعادل السلبي أمام المصري في ختام منافسات المرحلة الثامنة عشرة من المسابقة. وحصد الأهلي حامل اللقب نقطة واحدة بالتعادل ليرفع رصيده إلى 33 نقطة في المركز الثالث بفارق ست نقاط خلف الزمالك المتصدر ونقطة واحدة خلف الإسماعيلي صاحب المركز الثاني. كذلك رفع المصري البورسعيدي رصيده إلى 23 نقطة لينتزع المركز الثامن من حرس الحدود بفارق الأهداف فقط.

شهدت بداية المباراة حذرا من جانب لاعبي الفريقين وإن كانت السيطرة الفعلية من جانب المصري الذي اعتمد على الثنائي عبد الله سيسيه وعبد السلام نجاح في تحركاتهما على أمل اختراق دفاع الأهلي وتسجيل هدف مبكر يربك به حسابات المنافس. يأتي ذلك في الوقت الذي اعتمد فيه الأهلي على التأمين الدفاعي مع الهجمات المرتدة السريعة وكان محمد بركات مصدر إزعاج واضح لدفاع المصري البورسعيدي بفضل انطلاقاته ومراوغاته في حين لم يظهر محمد أبو تريكة بمستواه وفشل في مجاراة المنافس وظهرت خطورة أسامة حسني على فترات متباعدة.

وجاءت أولى الهجمات الخطيرة عن طريق عبد السلام نجاح الذي تلقى عرضية نموذجية انقض عليها برأسه لكن الحارس أحمد عادل عبد المنعم تحدى أشعة «الليزر»، التي وجهت له من المدرجات، وتصدى للكرة ببراعة. ورد عليه أبو تريكة بتصويبة من ضربة حرة مباشرة تصدى لها أمير عبد الحميد وتلاها مباشرة كرة قوية لأسامة حسني تصدى لها أمير مجددا.

وكادت الدقيقة 18 أن تشهد هدف التقدم للأهلي إثر جملة تكتيكية رائعة بين أسامة حسني وبركات وصلت للأخير ليصبح في وضع انفراد بالحارس لكنه سدد الكرة بتسرع إلى خارج المرمى، وظهرت حالة من الارتباك في دفاع المصري حيث وقع دفاعه في خطأ فادح عندما أهدى أحد مدافعيه الكرة إلى بركات ليمرر كرة أرضية فشل أبو تريكة في ترجمتها إلى هدف.

وأجرى طارق الصاوي تغييرا بإشراك أحمد داوودا بدلا من عبد السلام نجاح في محاولة منه لتنشيط الناحية الهجومية، وانحصر اللعب في الدقائق المتبقية من الشوط الأول في وسط الملعب ليطلق بعدها حكم اللقاء صافرة نهاية الشوط الأول بالتعادل السلبي. وتراجع الأداء بشكل ملحوظ في الدقائق الأولى من الشوط الثاني مع هطول الأمطار الغزيرة التي أثرت بالسلب على أداء اللاعبين، ودفع البرتغالي مانويل جوزيه المدير الفني للأهلي باللاعب أحمد حسن بدلا من أبو تريكة الذي لم يكن موفقا طوال الشوط الأول.

وسيطر الأهلي على وسط الملعب في الوقت الذي غاب فيه المصري عن المستوى، وقام طارق الصاوي المدير الفني للمصري بتغيير هجومي حيث أشرك إيهاب المصري بدلا من محمود عبد الحكيم في محاولة منه لتنشيط الناحية الهجومية. وأهدر أحمد حسن فرصة تهديفية عندما سدد كرة كادت أن تخدع الحارس أمير عبد الحميد إلا أنه نجح في إخراجها بأطراف أصابعه لضربة ركنية. وأجرى جوزيه تغييرين في محاولة لتنشيط الناحية الهجومية بنزول فرانسيس وأمير سعيود بدلا من أسامة حسني ومحمد بركات، قابله تغيير للمصري بنزول أحمد شرويدة بدلا من سيسيه.

واعتمد لاعبو الأهلي على التصويب من خارج منطقة الجزاء وتحديدا الثلاثي فرانسيس وأحمد حسن وأحمد فتحي بسبب صعوبة اختراق دفاع المنافس. واشتعلت حساسية المباراة في دقائقها الأخيرة، ففي الدقيقة 85 مرر سيد معوض كرة رائعة داخل منطقة الجزاء إلى أمير سعيود لكن الأخير سددها بشكل غريب إلى خارج المرمى وسط ذهول من الجهاز الفني للفريق.

وبعدها أشهر حكم اللقاء البطاقة الحمراء في وجه وائل جمعة للخشونة مع إيهاب المصري الذي كان في طريقه للانفراد بالحارس، واحتسبها ضربة حرة من حدود منطقة الجزاء سددها حسام حسن إلا أن العارضة تعاطفت مع الأهلي وتصدت للكرة، ليطلق بعدها حكم اللقاء صافرة النهاية.

وعقب المباراة أبدى سيد عبد الحفيظ مدير الكرة بالأهلي حزنه لما شهدته المباراة من أجواء ساخنة قبل بدايتها وقال إن الأهلي تعرض لضغوط كثيرة سواء قبل اللقاء بعد تعرض أتوبيس اللاعبين والجهاز الفني للرشق بالحجارة أو خلال المباراة عندما تم تحجيم لاعبي الأهلي ولم يحصل الفريق على حقه حيث إن الحكم تأثر بالضغط الجماهيري، وأشار عبد الحفيظ إلى أن الأمر لم يتوقف عند ذلك بل إن الأهلي تم حرمانه من عدد كبير من جماهيره التي حضرت لمؤازرة الفريق وهو أمر غير مفهوم، وقال عبد الحفيظ إن سياسة الصوت العالي السائدة حاليا لن يتبعها الأهلي حتى يحصل على حقه لأن الأهلي يرفض هذه السياسة لكنه فقط يريد حقه.

فيما أكد أحمد حسن لاعب الأهلي وقائد المنتخب المصري، أنه راض عن المستوى الذي ظهر به خلال لقاء المصري موضحا أنه قدم مستوى جيدا بعد فترة غياب طويلة عن الملاعب، مشيرا إلى أن الثقة الكبيرة التي يضعها فيه المدير الفني للفريق مانويل جوزيه، حيث كان طوال الفترة الماضية يتدرب بمنتهى القوة والجدية حتى يعود سريعا للملعب، وأشار حسن إلى أنه كان يتمنى إحراز هدف خلال المباراة حتى تكون العودة أجمل لكنه راض عن أدائه وأداء الأهلي، حيث كان الفريق الأفضل طوال اللقاء وسيطر على مجريات الأمور وأضاع فرصا كثيرة كانت كفيله بإحراز النقاط الثلاث لكن القادم أفضل للفريق.