رونالدو يقود حملة انتقادات عنيفة ضد مورينهو

فيرغسون يؤكد صعوبة عودة اللاعب إلى مانشستر يونايتد رغم الخلاف مع مدربه

TT

يواجه جوزيه مورينهو جوقة من النقاد فيما يتعلق بخططه السلبية مع فريق ريال مدريد، والغريب أن من يقود حملة الانتقادات هو مواطنه كريستيانو رونالدو، أبرز لاعب في فريقه. وقد فاجأ رونالدو، المايسترو الذي يصل سعره إلى 80 مليون جنيه إسترليني مديره الفني الذي تتسم تصريحاته بالصراحة المثيرة للجدل الصريح بعد الهزيمة المخزية التي تعرض لها فريقه ريال مدريد أمام برشلونة في بطولة دوري أبطال أوروبا بنتيجة 2/0، فاجأه عندما اعترف بقوله: «لا أحب أن ألعب على هذا النحو.لا أحب هذا الأسلوب العقيم في اللعب».

وحقق برشلونة نسبة استحواذ مذهلة على الكرة وصلت إلى 72 في المائة مع تحول المباراة التي تعرف باسم «الكلاسيكو» إلى مباراة هزلية. وقال رونالدو، الذي استقبلت شباك فريقه هدفين متأخرين سجلهما ليونيل ميسي بعد طرد بيبي: «لا أحب أن ألعب على هذا النحو إطلاقا، ولكن يتعين علي التكيف مع ما يطلبه مدرب الفريق مني. وبصراحة مطلقة، فإنه حتى عندما كنا نلعب 11 ضد 11 لم تسنح لنا فرص حقيقية للتسجيل لأننا لم نسع إلى صنع فرص، ولم نسدد حتى على المرمى ولكن هكذا تكون كرة القدم أحيانا، خاصة إذا كنت تلعب كرة سلبية». وأضاف رونالدو «هذه أدوار إقصائية تقام من مباراتين ذهابا وعودة. ولم تكن نتيجة التعادل السلبي نتيجة سيئة في مباراة الذهاب؛ حيث يمكننا حتى التسجيل هناك». وحتى مجلة «ماركا»، التي تدعم فريق ريال مدريد هاجمت مورينهو بعنف في تقريرها عن المباراة ووصفت خطط المدرب الذي يصف نفسه بالمتميز بأنها «مملة ومبتذلة». وكان العنوان الرئيسي للمجلة: «ميسي يذهل فريق ريال مدريد المتواضع: خطة محبطة لمورينهو أمام جماهيره». وكما انتقد رونالدو مدربه انتقد أيضا الحكم فولفغانغ شتارك بسبب طرده للمدافع بيبي، مكررا دعاوى مورينهو حول تأثير برشلونة الشرير في أروقة صنع القرار الكروي الأوروبي. وأضاف بقوله: «في العشرين دقيقة الأخيرة، كان كاكا يقوم بعمليات الإحماء وكان يمكن أن يشارك في المباراة. ولكن الحكم طرد بيبي.. في كل عام، يحدث المثل. فما الذي تريدني أن أقوله؟».

وتابع قوله: «مع نتيجة 0/0، كان كل شيء تحت السيطرة. ولم نكن نلعب بشكل جيد، ولكن المباراة كانت تحت السيطرة في ظل اكتمال عددنا. ولكننا لعبنا بعشرة لاعبين واستقبلت شباكنا هدفين، ونفس الأمر يتكرر كل عام، وأنا لا أفهم هذا الأمر أو من المسؤول عنه.. هل يمكن أن نلوم الخطط التي نلعب بها؟ لا أدري!». وأضاف: «برشلونة فريق رائع، ولكن هؤلاء الشبان يظهرون قدرا كبيرا من القوة داخل وخارج الملعب. فقط انظر إلى المباريات التي خاضوها أمام تشيلسي والإنتر والآرسنال».

وأردف يقول: «لا يمكنني أن أتحدث مع كل فرد. وإذا حاولت أن أتحدث مع الحكم، فسوف يرفع لي بطاقة صفراء. لقد كانت هناك أجواء حزن في غرفة خلع الملابس لأن نفس الشيء يحدث كل عام، ومع المدرب أيضا، لأنهم يفعلون دائما نفس الشيء معه. ولكننا في النهاية لا يمكن أن نلوم طرفا واحدا بعينه، ولكن علينا أن نعترف بأنه كانت هناك أخطاء من جانبنا».

وسكت رونالدو لبرهة عندما سئل عن منافسه الرائع، أفضل لاعب في العالم ونده المذهل قبل أن يقول: «ميسي لعب بشكل جيد جدا، ولكن الأمر يصبح أكثر سهولة عندما تلعب أمام 10 لاعبين. وأتمنى أن تتاح لي الفرصة للعب أمام 10 لاعبين أيضا. إنه أمر صعب جدا بالنسبة إلينا، ولكن أي شيء يمكن أن يحدث في كرة القدم».

من جانبه استبعد السير اليكس فيرغسون مدرب مانشستر يونايتد الإنجليزي عودة رونالدو هداف ريال مدريد إلى صفوف «الشياطين الحر»، بعدما تردد عن خلاف الأخير مع مدربه ومواطنه جوزيه مورينهو. وكان رونالدو الذي انتقل إلى صفوف ريال من يونايتد عام 2009 مقابل رقم قياسي بلغ 80 مليون جنيه إسترليني، عبر عن انزعاجه من التكتيك السلبي لمدربه خلال مواجهات الكلاسيكو الأخيرة مع برشلونة وخصوصا في ذهاب نصف نهائي دوري الأبطال قبل أن يتم استبعاده عن التشكيلة التي ستواجه ريال سرقسطة في الدوري المحلي.

ومع ذلك استبعد فيرغسون احتمالات عودة رونالدو إلى ملعب «أولد ترافورد»: «سيكون الأمر صعبا. لقد أمضى وقتا رائعا هنا، لكنه يحترف مع فريق كبير الآن».

وتحدث فيرغسون الذي حافظ على علاقة جيدة مع رونالدو، بعد انتقاله إلى مدريد لمتابعة المباراة الأخيرة لريال، وأضاف: «بقي معنا ستة أعوام، استقدمناه كطفل وذهب إلى مدريد رجلا. هو يستمتع بوقته هناك، على الرغم من أنه لم يكن في فورمته الأربعاء. لا يزال لاعبا كبيرا».

من جانبه اعترف مورينهو بأن فوز برشلونة على ريال مدريد في لقاء الذهاب قد حسم نتيجة اللقاءين ومن هو الفريق الذي سيصل إلى نهائي دوري الأبطال. ولكن مورينهو استمر في الوقت نفسه في انتقاد حكم اللقاء، واتهم غالبية الحكام بالانحياز لبرشلونة. ورأى مورينيو الذي تضاءلت آماله، هذا الموسم على الأقل، في أن يصبح أول مدرب يتوج باللقب مع ثلاثة فرق مختلفة بعد أن أحرزه مع مواطنه بورتو عام 2004 وإنتر ميلان الإيطالي العام الماضي، أن الحكام ينحازون دائما لمصلحة برشلونة وذلك بعد أن شاهد فريقه يخوض مباراته الرابعة على التوالي مع النادي الكاتالوني وهو ناقص العدد بعد طرد البرتغالي بيبي في الدقائق العشر الأولى من الشوط الثاني.

وتابع مورينهو: «لماذا؟ لماذا يحتاج فريق رائع إلى هذا الأمر؟ لماذا؟ كرة القدم عادلة للجميع. الفريق الذي يستحق الفوز يجب أن يفوز. إذا فازوا عن جدارة فسنتقبل هذا الأمر. لماذا يحصل هذا الأمر عندما تكون المباراة متوازنة؟ لماذا؟ لماذا تركونا نلعب بعشرة لاعبين؟ لماذا تغاضوا عن أربع ركلات جزاء ضد تشيلسي في نصف النهائي قبل عدة أعوام؟ آمل أن أحصل على إجابة في يوم من الأيام. أحاول دائما أن أكون صريحا. أريد فقط أن أعرف السبب».

وفي معرض رده على سؤال حول حظوظ ريال في التأهل إلى النهائي وتعويض خسارته في مباراة الإياب التي تقام الثلاثاء المقبل على ملعب «كامب نو»، أجاب مورينهو «من الواضح أن المهمة ستكون صعبة في برشلونة. نعم أعتقد أننا خرجنا من المسابقة. سنقدم كل ما لدينا من أجل تحقيق نتيجة مرضية لجماهيرنا لكني أستبعد حصول ذلك».

وفي النهاية تعهد مورينهو بالتوقف عن الكلام حول مباراة فريقه الملتهبة مع برشلونة الأخيرة، قائلا إن مشاهد المباراة تتحدث عن نفسها. وقال مورينهو في مؤتمر صحافي: «الصورة تعبر عن ألف كلمة وكان هناك الكثير من الصور والمشاهد. لن أتحدث بعد الآن عما حصل». وتابع مورينهو: «من ينتقد كلامي ينتقد المشاهد. وكل من يقوم بذلك يعتقد بأن الصور قد تم التلاعب فيها. الحال ليست كذلك، وأنا سأستمر في عملي».

وكان نادي برشلونة قرر الخميس الماضي التقدم بشكوى إلى الاتحاد الأوروبي لكرة القدم ضد مدرب مورينهو ساعات قليلة بعد فتح الاتحاد القاري لتحقيق تأديبي بحق مدرب النادي الملكي بسبب «تصريحاته غير المناسبة» عقب لقاء الفريقين في مدريد. وأوضح الأمين العام للنادي الكاتالوني الناطق باسم إدارته خوردي فريكسا أن برشلونة «ينوي ملاحقة مورينهو أمام المحكمة التأديبية للاتحاد الأوروبي بسبب تصريحاته الأخيرة».