بعد جدال دام 12 ساعة.. اتحاد الكرة السعودي يمنح الضوء الأخضر لأنديته للمغادرة إلى إيران

الشارع الرياضي المحلي استيقظ على توجيهات بالانسحاب.. والمفاوضات ذهبت في كل الاتجاهات * الاتحاد الآسيوي لكرة القدم: سلامة الأندية السعودية مسؤوليتنا.. وسنقدم كافة الضمانات اللازمة

TT

أعطى الاتحاد السعودي لكرة القدم أنديته الأربعة (الاتحاد والهلال والشباب والنصر)، الضوء الأخضر مساء أمس، للمشاركة في منافسات الجولة الخامسة من دوري المحترفين الآسيوي لكرة القدم، على أن يغادر الاتحاد اليوم إلى طهران ثم الهلال الذي سيغادر غدا إلى أصفهان لمواجهة بيروزي في ملعب آزادي وسايباهان، بينما يلعب الشباب والنصر الأسبوع المقبل على الأراضي الإيرانية.

وكان اتحاد الكرة السعودي قد علق مشاركة الأندية السعودية إلى إيران بتوجيهات عليا في البلاد على خلفية التصريحات التي ظل يرددها المسؤولون في إيران تجاه منطقة الخليج العربي، والسعودية تحديدا، فضلا عن محاولات تهييج الشارع الرياضي الإيراني ضد الأندية السعودية التي ستصل تباعا إلى مدن إيران في الأيام الثمانية المقبلة.

ووسط أخذ ورد، دارت مفاوضات على أعلى مستوى بين الاتحاد السعودي لكرة القدم وجهات عليا في البلاد، فضلا عن مفاوضات مع الاتحاد الآسيوي لكرة القدم للنظر في أبعاد قرار الانسحاب السعودي أو الاعتذار عن المشاركة في هذه الجولة وما يترتب عليها من قرارات من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم والتي تصل إلى غرامة مالية بنحو 400 ألف دولار على النادي الواحد، فضلا عن إيقاف المشاركة للأندية السعودية لعامين مقبلين.

وكانت هناك مفاوضات سعودية للاتحاد الآسيوي لكرة القدم بضرورة نقل المباريات إلى ملاعب محايدة في أوزبكستان أو أخرى قريبة من إيران، في ظل أن الأوضاع السياسية التهييجية في طهران لا تبدو مناسبة لخوض مباراة كرة قدم يكون الطرف فيها فريقا سعوديا فكيف بأربعة فرق.

ومنذ صباح أمس ونغمة انسحاب الأندية السعودية عن دوري أبطال آسيا هي حديث الشارع الرياضي السعودي ومنتدياته الإلكترونية، بيد أن بارقة الأمل بدأت تطل بوجهها مساء، عقب توجيهات باللعب في إيران مع العلم بأن مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» على المستوى الآسيوي أكدت أن رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم القطري محمد بن همام طلب من السعوديين إشراك أنديتهم على أن تكون مسؤولية الأمن والأمان وسلامة فرقهم واللاعبين من مسؤولية الاتحاد الآسيوي لكرة القدم ورئيسه.

وأشارت مصادر خاصة لـ«الشرق الأوسط» أمس إلى أن الاتحاد السعودي لكرة القدم طلب ضمانات كبرى ليقدمها لمراجع عليا في البلاد، وذلك كي تكون سلامة الأندية وسلامة لاعبيها في أفضل درجاتها الأمنية.

وانتظرت وسائل الإعلام الرياضية السعودية بيانا رسميا مفصلا من اتحاد الكرة يحكي فيه التفاصيل الكاملة لقضية الانسحاب، بيد أنه لم يصدر أي شيء حتى الساعة الـ11 من مساء أمس (الأحد).

ونذكر أن الأندية السعودية قامت بعمل الإجراءات اللازمة للسفر إلى إيران عبر طائرات خاصة تضمن لهم البقاء فيها لمدة لا تتجاوز 18 ساعة، حيث سيخوض فريق الاتحاد السعودي مباراته غدا (الثلاثاء) أمام بيروزي الإيراني، في حين سيحل الهلال ضيفا على سايباهان الإيراني بعد غد (الأربعاء) في مدينة أصفهان الإيرانية.

وكان السوري أحمد جبان، عضو لجنة الانضباط في الاتحاد الآسيوي أكد لقناة «العربية» أن العقوبات التي قد تطال الأندية السعودية في حال انسحابها ستكون بالنظر إلى مبررات الاتحاد السعودي لكرة القدم والأسباب التي دعت الفرق للانسحاب، إضافة لرأي الفرق الإيرانية، وما هي الضمانات التي قدمتها لنظيرتها الأندية السعودية، مشيرا في حديثه إلى أن العقوبات قد تكون عبارة عن غرامات مادية كبيرة، إضافة لاحتساب خسارة في هذه المباراة وربما يتم تعليق الفرق السعودية المشاركة لمدة عامين في البطولة، كاشفا في ذات الوقت عن أن العقوبة التي قد تطال الأندية السعودية في حال انسحابها ليست لها علاقة بمشاركات المنتخب السعودي لكرة القدم، وقال: «باعتقادي العقوبة ستكون على الفرق الأربعة المشاركة في النسخة الحالية (الهلال والاتحاد والنصر والشباب)»، ووفقا لتقرير بثته قناة «العربية» عن العقوبات التي من شأنها أن تطال الفرق السعودية في حال انسحابها فهي، أولا: يعتبر النادي منسحبا من البطولة ويتم إلغاء جميع نتائجه، ثانيا: يطالب الاتحاد الآسيوي لكرة القدم بمطالبة الفرق المنسحبة تعويض المتضررين من هذا الانسحاب كالشركة الراعية والقنوات التلفزيونية الناقلة، ثالثا: يتم حرمان الفرق من المشاركة في البطولات الآسيوية لمدة موسمين ويحق للجنة المسابقات مضاعفة العقوبة، رابعا: يتم تحويل هذه القضية للجنة الانضباط لمضاعفة العقوبة أو اتخاذ عقوبات متعددة، خامسا: يقوم النادي بإرجاع كافة المبالغ التي حصل عليها من الاتحاد الآسيوي لكرة القدم نظير مشاركته في هذه البطولة، أخيرا: يحق للاتحاد الآسيوي لكرة القدم تشديد العقوبة أو تخفيفها بحسب المرئيات التي ستصله من مسؤولي الأندية والاتحاد السعودي لكرة القدم.