درس قاس لغوارديولا ومورينهو قبل مواجهة برشلونة والريال أوروبيا غدا

الإشادة تنهال على شباب دورتموند وقدرتهم على التتويج أبطالا لألمانيا رغم الأزمات المالية

TT

دفع برشلونة وغريمه التقليدي ريال مدريد ثمن انشغالهما بموقعة الغد في إياب نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، فسقط الأول أمام مضيفه ريال سوسييداد 1/2 والثاني أمام ضيفه ريال سرقسطة 2/3 في المرحلة الرابعة والثلاثين من الدوري الإسباني لكرة القدم.

على «ستاديو انويتا»، دخل برشلونة إلى مباراته مع مضيفه سوسييداد وهو يدرك أن فوزه سيجعله بحاجة إلى نقطة فقط من مباراته المقبلة مع جاره إسبانيول لكي يتوج باللقب للمرة الثالثة على التوالي وقبل ثلاث مراحل على ختام الموسم، وذلك لأن ريال مدريد كان افتتح المرحلة بالسقوط أمام سرقسطة الذي يصارع لتجنب الهبوط إلى الدرجة الثانية. لكن النادي الكاتالوني خاض اللقاء وكأن النقاط الثلاث في حوزته خصوصا بعدما تقدم في الشوط الأول عبر الشاب تياغو الكانترا، لكن رد سوسيداد بهدفين عن طريق دييجو ايفران في الدقيقة 72 وخافيير بريتو من ضربة جزاء في الدقيقة 83.

واعتبر جوسيب غوارديولا المدير الفني لبرشلونة أن الهزيمة المفاجئة التي مني بها أمام سوسييداد 1/2 تعد بمثابة درس جيد للفريق رغم أن نسبة استحواذ برشلونة على الكرة في المباراة بلغت 80 في المائة.

وقال غوارديولا «ما حدث في المباراة يعد درسا جيدا لنا. إننا فريق يمكن أن يفوز ويمكن أن يخسر». وأضاف «لم نسيطر على المباراة في الشوط الثاني، لكن ليس لدي ما أعاتب اللاعبين عليه».

في المقابل، ألقى البرتغالي جوزيه مورينهو المدير الفني لريال مدريد باللوم على نفسه في هزيمة الفريق المفاجئة أمام ضيفه ريال سرقسطة 2/3 ليخفق الفريق في مصالحة جماهيره بعد الخسارة أمام برشلونة، وإنما ضاعف أحزانهم بالهزيمة أمام سرقسطة، حيث تجمد رصيد الفريق الملكي عند 80 نقطة في المركز الثاني بفارق ثماني نقاط خلف المتصدر برشلونة.

وقال مورينهو «إنه بالتأكيد خطأ مني. لم أتمكن من تحفيز لاعبي فريقنا بالشكل الكافي».

وأضاف «في كرة القدم، يحمل الإعداد الذهني للاعبين أهمية كبيرة، حيث يتمتع فريق بقوة التركيز والحماس، بخلاف الفريق الآخر».

وسجل الأهداف الثلاثة لريال سرقسطة، أنخيل لافيتا (الهدفان الأول والثالث) في الدقيقتين 41 و77 وفيرنانديز جابي في الدقيقة 55، بينما كان هدفا ريال مدريد من نصيب سيرخيو راموس وكريم بنزيمة وسجلاهما في الدقيقتين 62 و85.

وأنهى ريال مدريد المباراة بعشرة لاعبين فقط حيث طرد ريكاردو كارفاليهو في الدقيقة 86 لحصوله على الإنذار الثاني.

كذلك جاءت الهزيمة بمثابة صدمة جديدة لمورينهو المدير الذي ينتظر عقوبة إيقاف لفترة طويلة بسبب انتقاداته شديدة اللهجة للاتحاد الأوروبي (يويفا) عقب مباراة برشلونة بدوري الأبطال.

ورفع مشجعو الريال في استاد «سانتياغو برنابيو» لافتات تساند مورينهو الذي ادعى أن حكام اليويفا يساندون برشلونة بشكل تلقائي، ولكن انقلبت الجماهير عليه بعبارات الاستهجان في نهاية المباراة.

وفجر مورينهو مفاجأة باستبعاد النجم البرتغالي كريستيانو رونالدو من التشكيل الأساسي، وهو ما جرى تفسيره بأنه عقوبة للاعب على الانتقادات التي وجهها للمدير الفني بسبب طريقته الدفاعية في مباراة برشلونة الأسبوع الماضي.

من جهة أخرى، رغم أن بوروسيا دورتموند توج بلقب الدوري للمرة الرابعة خلال 16 عاما، ربما يكون اللقب الذي حسمه الفريق أول من أمس هو الأروع في تاريخ مدينة دورتموند الواقعة غرب ألمانيا.

كان دورتموند أحرز لقب البوندسليجا في أعوام 1995 و1996 و2002، ولكن بجهود مجموعة من النجوم البارزين.

وفي الأعوام القليلة الماضية واجه دورتموند أزمة مالية قاسية ولم تكن لديه القدرة على شراء لاعبين بارزين، لدرجة أنه كان على وشك الإفلاس في بعض الفترات واضطر لبيع استاده الذي يسع 80 ألف مشجع. ونتيجة لذلك حول النادي أنظاره إلى العناصر الموهوبة في قطاع الشباب به، أمثال كيفن جروسكروتز، 22 عاما، وماريو جوتزه، 18 عاما، ونوري شاهين، 22 عاما، واكتفى بإنفاق مبالغ صغيرة في صفقاته، ومنها صفقة شراء لاعب خط الوسط الياباني شينجي كاجاوا مقابل 300 ألف يورو.

ولم يظهر هؤلاء موهبة هائلة فقط، وإنما شكلوا رموزا بالنسبة لمشجعي النادي.

وقال جروسكروتز، الذي نجح في حجز مقعد بالمنتخب كما هو الحال بالنسبة لجوتزة والمدافع ماتس هاميلز، 22 عاما، «قبل أعوام قليلة، كنت أشاهد المباريات من المدرجات، والآن أصبحت بطلا في ألمانيا. لقد قدمنا موسما رائعا».

وقال مايكل زورك مدير الكرة بنادي دورتموند إنه «النجاح الأكبر في تاريخ النادي.. إنه إنجاز رائع واستثنائي. لم يضعنا أحد تحت الرادار قبل بداية الموسم».

وفي ثالث عام ليورغن كلوب في منصب المدير الفني، قدم الفريق طريقة هجومية جذابة رغم هزيمته في بداية مشواره على أرضه أمام باير ليفركوزن صفر/2.

وحقق دورتموند رقما قياسيا في الدوري بالفوز في ثماني مباريات خارج أرضه على التوالي، كما حافظ على سجله خاليا من الهزائم في 15 مباراة متتالية في النصف الأول من الموسم، وتفوق في الصدارة بفارق 12 نقطة في أوائل مارس (آذار) الماضي.

ومن أبرز الانتصارات التي حققها هذا الموسم، الفوز على مضيفه ليفركوزن 3/1 في يناير (كانون الثاني) وكذلك على مضيفه بايرن ميونيخ حامل اللقب بالنتيجة نفسها في فبراير (شباط).

وتوج بوروسيا دورتموند بلقب البوندسليجا بعدما تغلب على نورنبرج 2/صفر وخسر أقرب منافسيه باير ليفركوزن أمام كولون صفر/2 في المرحلة الثانية والثلاثين من المسابقة.

ورفع دورتموند رصيده في الصدارة إلى 72 نقطة ليوسع الفارق الذي يفصله عن ليفركوزن، صاحب المركز الثاني، إلى ثماني نقاط، قبل مرحلتين فقط على نهاية المسابقة، ليحتفل دورتموند بحسم اللقب على ملعبه ووسط جماهيره أمس.

وتوج دورتموند بلقب البوندسليجا للمرة السابعة في تاريخه والأولى منذ عام 2002.

وأشاد كلوب بكفاح لاعبيه وتعاملهم مع كل الضغوط في مشوار التتويج باللقب.

وقال كلوب: «لا توجد كلمات يوصف بها ما أنجزه الفريق، كافحنا بكل ما لدينا، اللاعبون أدوا المهمة على طراز عالمي».

كذلك حاز دورتموند إشادة من الأندية المنافسة، حيث قال فرانز بيكنباور الرئيس الشرفي لنادي بايرن ميونيخ «لقد سيطروا تماما، واستحقوا البطولة».

وقال رينيه أدلر حارس مرمى ليفركوزن «عندما تلعب بمثل هذا التماسك على مدار موسم كامل، فإنك تستحق أن تكون بطلا».

ويعد كلوب، الذي فاز بأول لقب كبير، العقل المدبر والمخطط الرائع والمحفز للفريق. وكان كلوب قد عين مديرا فنيا للفريق في عام 2008 قادما من ماينز، عندما كان دورتموند يكافح من أجل تفادي الهبوط في ذروة أزمته المالية.

وأكد راينهارد راوبول رئيس النادي أن ما حققه الفريق يعد إنجازا كبيرا خاصة بعد السنوات الصعبة التي عاشها النادي بعد التتويج باللقب عام 2002، حيث واجه دورتموند أزمة مالية كبيرة وكان قريبا في بعض الأوقات من الإفلاس. وقال راوبول «إنه إنجاز يضاهي المعجزة، كنا نرتجف أحيانا من أن يضيع كل ذلك هباء».

من جهته بدا يواخيم لوف المدير الفني للمنتخب الألماني وكأنه يتحدث عن نفسه وعن المنتخب، حينما أغدق الإشادة على فريق دورتموند ومدربه كلوب، وقال: «إنه (كلوب) أخرج أفضل ما في لاعبيه عبر التواصل والابتكار، أشعر بسعادة بالغة له وللنادي بسبب الشجاعة في الدفع بعدد كبير من اللاعبين الصغار».