الميلان يتغلب على بولونيا بهدف فلاميني.. ونقطة واحدة تفصله عن تحقيق درع الدوري

أليغري: اقتربنا من اللقب بنسبة 99.9%.. وماليساني: قرارات الحكم كانت مجحفة

TT

نجح فريق الميلان الإيطالي، دون حماسة، في اقتناص ثلاث نقاط ثمينة وغالية على حساب ضيفه بولونيا في المباراة التي جمعتهما يوم أول من أمس (الأحد) على ملعب سان سيرو وانتهت بفوز أصحاب الأرض والجمهور بهدف دون رد سجله الفرنسي فلاميني، لاعب الميلان، في الدقيقة 8 من الشوط الأول. وبهذه النتيجة، ارتفع رصيد الميلان إلى النقطة 77 في الصدارة بينما تجمد رصيد بولونيا عند النقطة 40 في المركز 12. وشهد اللقاء أيضا حالة طرد تعرض لها ديلا روكا، لاعب وسط بولونيا، نتيجة خطأ عنيف ارتكبه ضد نيستا، مدافع الميلان. وهكذا لم يعد ينقص الميلان سوى نقطة واحدة ليتم تتويجه رسميا بلقب الدوري المحلي في هذا الموسم: نقطة واحدة فحسب ويطأ فريق أليغري بقدميه أرض البطولات. ولعل الميلان يتمكن خلال مباراته القادمة أمام روما على ملعب الأخير من انتزاع هذه النقطة التي ستصل به إلى الدرع المحلية رقم 18 في تاريخ النادي. إحراز الميلان لهدف الفوز في شباك بولونيا لم يكن يحتاج سوى 8 دقائق فحسب، فقد انطلق فلاميني عموديا بالكرة تجاه فيفيانو، حارس مرمى بولونيا، الذي حاول التصدي للهجمة إلا أن اللاعب الفرنسي تمكن من تسديد الكرة على مرتين لتسكن شباك الضيوف معلنة عن الهدف الوحيد في اللقاء. يعد فلاميني هداف غير تقليدي بل رمزي: فالميلان كان قد أعلن في أوائل الصيف الماضي عن العروض المذهلة التي سيقدمها في ظل وجود إبرا ورونالدينهو وروبينهو وباتو وسيدورف بين صفوفه، غير أنه تلقى الهزيمة أمام تشيزينا في الجولة الثانية من البطولة. وهنا بدأ أليغري، مدرب الميلان، في إعداد فريق حقيقي ومتوازن والذي خرج بالفعل، إلى النور في لقاء باري خلال الجولة 10 والذي انتهى بفوز الميلان (3/2) وسجل فلاميني هدفا أيضا خلال ذلك اللقاء. إنه فلاميني ذاته الذي أحرز أول من أمس هدفا يعادل تقريبا درع البطولة. ولهذا، فهو هداف رمزي وليس مجرد مهاجم عادي. جدير بالذكر أن جماهير الميلان رفعت لافتة طويلة كتبت عليها: «شكرا أليغري»، في تعبير منها عن امتنانها لهذا المدرب الذي كان حاسما مع الفريق أكثر من اللاعب السويدي زلاتان إبراهيموفيتش.

بولونيا السلبي: لقد كان لهدف فلاميني مفعول المخدر على هذا اللقاء الذي لم يكن فيه الكثير ليقال. ففريق بولونيا لم يحاول العودة إلى المباراة والرد على هذا الهدف المبكر. فقد لعب ماليساني، مدرب بولونيا، بخط دفاع مكون من أربعة لاعبين وقام بتشييد سد في وسط الملعب من خمسة لاعبين وجعل دي فايو بمفرده في الهجوم، إنها الخسارة الخامسة على التوالي التي يتعرض لها بولونيا، الأمر الذي يعد بمثابة انهيار للنجاة التي تمكن الفريق من تحقيقها ويقلل من شأن التقدير الذي حظي به بولونيا عندما كان لاعبو الفريق يقاتلون بجدارة دون وجود إدارة أو الحصول على رواتب.

ميلان بأقل مجهود: لقد أهدر الميلان فرصة مضاعفة النتيجة عن طريق كرة كاسانو في الدقيقة 17 من الشوط الأول وفلاميني في الدقيقة 45 من الشوط ذاته، حيث وصلا بمفردهما أمام مرمى فيفيانو إلا أنهما أضاعا الفرصتين وسددا الكرات تجاه الحارس. وعلى مدار باقي المباراة، حاول لاعبو الميلان إدارة المباراة أكثر من تعميق الكرات، وكان ذلك دائما دون الإيقاع المطلوب. ولننظر إلى خطوات سيدورف. وكان من بين لاعبي الميلان الأكثر حيوية روبينهو، غير أنه كان غير دقيق في تمريراته، والغاني بواتينغ، أفضل لاعبي الفريق خلال اللقاء، الذي ركض ومرر كرة رائعة إلى كاسانو أهداها الأخير إلى روبينهو ولكن دون جدوى. وساعد دخول راميريس وجيمينيز، لاعبي بولونيا، في الدفع بعجلة فريقهما إلى الأمام بعض الشيء، حيث فاجأ جيمينيز حارس مرمى الميلان بكرة رأسية في الدقيقة 30 من الشوط الثاني بينما سدد راميريس أول تسديدة له على المرمى خلال هذه المباراة في الدقيقة 32 من الشوط ذاته. الأمر الذي أزعج جماهير الميلان التي بدأت تطالب بمضاعفة النتيجة، غير أن فريق الميلان الذي اتسم أداؤه بالكسل والإجهاد لم يتمكن من إدراك الهدف الثاني. ولم يكن من المفهوم أسباب عدم لجوء أليغري إلى اللاعبين البدلاء. ولم يقم مدرب الميلان بإجراء التغييرات إلا عندما أهدر بيرتوس، لاعب بولونيا، فرصة التعادل في الدقيقة 35 من الشوط الثاني، الأمر الذي تسبب في إطلاق بعض صافرات الاستهجان من جانب مدرجات الميلان، وهنا حل بيرلو مكان بواتينغ ثم قام أليغري بالدفع باللاعب الشاب بيريتا مكان كاسانو. وكانت عودة أمبروزيني، قائد الميلان، للمشاركة أساسيا مع الفريق من أفضل ثمار اللقاء.

طرد ديلا روكا: لقد أوقف الطرد، المبالغ فيه، الذي تعرض له ديلا روك، لاعب بولونيا، في الدقيقة 37 من الشوط الثاني عجلة فريقه التي كانت قد بدأت في التحرك بشكل جيد مع نهاية اللقاء، ومع اللحظات الأخيرة من عمر المباراة أهدر اللاعب الشاب بيريتا هدف الـ(2/0) لفريقه لتنتهي المواجهة بهدف دون رد وتنطلق الأفراح في مدرجات سان سيرو من جانب جماهير الميلان التي ظلت تردد «سنفوز بالدرع». ولعل هذا الأمر يروق كثيرا لسيلفيو برلسكوني، رئيس نادي الميلان، الذي تابع اللقاء من المقصورة الرئيسية في الملعب، ففريقه لم يعد في حاجة سوى لنقطة واحدة فحسب. وفي حال تمكن فريق روما، المتعطش لضمان التأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا، من إحداث مفاجأة على أرضه في الجولة المقبلة بالفوز على الميلان المتصدر، فسوف يؤجل برلسكوني وفريقه الاحتفال بالدرع إلى الجولة بعد القادمة أمام كالياري. وقد صرح ماسيمليانو أليغري عقب المباراة لميكروفونات تلفزيون الرأي ردا على سؤاله باحتمالات فوز فريقه بالبطولة المحلية قائلا: «نحن نقترب من الفوز بالدرع بنسبة 99.9%. لقد قدمنا عملا جيدا. هذا الموسم». ويواصل أليغري: «أعتقد أن الآن يمكن الرد بنعم، نظرا لأنه لم يعد ينقصنا سوى نقطة واحدة فحسب ونحن قادرون على تحقيقها. نأمل أن نحصد هذه النقطة خلال المباراة المقبلة». وقد أقر مدرب الميلان بأن فريقه قد لعب بشكل جيد في الشوط الأول إلا أنه واجه صعوبة في الشوط الثاني وقال: «كان يتعين علينا إنهاء نتيجة المباراة من خلال ثلاث أو أربع فرص أتيحت لنا في الشوط الأولى، غير أننا لم نتمكن من ذلك وكان من الواضح أنه، بعد تغييرات معينة أجراها فريق بولونيا، واجهنا بعض الصعوبات. ولكن، على أي حال، هذه اللقاءات من المهم الفوز بها». وعن تغيير فريق الميلان لطريقة لعبه بعد رحيل رونالدينهو عن صفوفه أكد أليغري: «هذا الأمر لا يتعلق بعدم وجود رونالدينهو بين صفوف الفريق، بل هو مرتبط بكون الميلان قد ضم إليه لاعبين بسمات مختلفة، ومن المؤكد أن الفريق قد عانى أقل بكثير في الدور الثاني من البطولة المحلية مقارنة بالنصف الأول. فقد حاول الجميع من أجل عدم فقد الصفة التهديفية للفريق، فنحن لا نمتلك أفضل دفاع فحسب، بل أفضل ثاني هجوم أيضا في البطولة الحالية».

وعلى الجانب الآخر، خرج ماليساني، مدرب بولونيا، من الملعب وهو يحمل وراءه الخسارة الخامسة له على التوالي، غير أنه حاول تهدئة إدارة النادي والجماهير بإلقاء اللوم على حكم المباراة وقراراته التي جاءت دائما في جانب واحد (وفقا لتصريحات ماليساني). وقد اتسم مدرب بولونيا بالهدوء وهو يصرح لتلفزيون الرأي قائلا: «خرجنا من النفق المظلم. نشعر ببعض المرارة بسبب الأداء الجيد الذي قدمناه ولكنه تزامن مع يوم غير جيد للحكم دي ماركو، غير أن ذلك وارد في عالم كرة القدم. لقد كان طرد ديلا روكا قرارا مبالغا فيه في الوقت الذي كنا نستحوذ فيه على الكرة. فضلا عن بعض البطاقات الصفراء التي ستعوقنا كثيرا في مباراتنا المقبلة أمام بارما، إنه لقاء الديربي وسوف يغيب عنا 4 لاعبين بسبب هذه الإنذارات». وأضاف مدرب بولونيا: «كنا نستحق التعادل؛ فقد قدمنا مباراة جيدة».