عبد الله صالح: أزمة دفاع فتحت لي آفاق النجومية.. ورهبة المونديال فجرت إبداعاتنا في أميركا 94

قال لـ «الشرق الأوسط» إن الزياني منحه الفرصة في الاتفاق.. وتمريرة لا تنسى أمام إنجلترا

TT

أكد لاعب الاتفاق والمنتخب السعودي سابقا عبد الله صالح أنه سعى لإقامة مهرجان تكريمه في وقت سابق بمشاركة نادي النصر، إلا أن السيولة المالية الضعيفة آنذاك حالت دون إقامته مما دعاه هذه المرة إلى التوجه للجنة التكريم الأهلية بالمنطقة الشرقية التي لم تتوان، على حد تعبيره، في المساهمة بإقامة المهرجان هذا الموسم.

وأشار صالح في حوار لـ«الشرق الأوسط» إلى أنه قضى أجمل أيامه مع المنتخب السعودي الأول حينما حقق معه كأس أمم آسيا 1988، إلى جانب التأهل مع الأخضر لكأس العالم 1994، مبينا في نفس الوقت أن أجمل أهدافه سجل في مرمى منتخب مكاو في التصفيات المؤهلة لكأس العالم.

وشدد الظهير الأيمن الذي يعد الأميز في تاريخ الكرة السعودية على أن الفضل الأول بعد الله في المشاركة مع الفريق الاتفاقي يعود للمدرب الوطني خليل الزياني، الذي استدعاه ومنحه الفرصة للمرة الأولى أمام نادي الوحدة في مكة المكرمة ليحلق بعد ذلك في عالم النجومية.

* في البداية نهنئك على إقامة حفل تكريمك اليوم، ونود معرفة تفاصيل إقامته؟

- في الحقيقة البداية جاءت مني، حيث سعيت لإقامة هذه المباراة منذ فترة ليست بالقصيرة، وفعلا كاد الحفل يقام في الموسم الماضي، ولكن لأسباب مالية تأجل موعد إقامته، إلا أنني توجهت قبل أسابيع إلى لجنة التكريم الأهلية بالمنطقة الشرقية التي تجاوبت معي وأبدت موافقتها للمساهمة في إقامة حفل تكريم لي، كما لا أنسى أن أشيد بالمجهودات الكبيرة التي بذلها عضو مجلس إدارة نادي الاتفاق محمد المسحل لإقامة هذا الحفل، حيث تم تشكيل اللجان بحمد الله ومخاطبة نادي الزمالك الذي وافق مشكورا على المشاركة في مباراة التكريم.

* أعلنت في الموسم الماضي أنك ستخوض مباراة الاعتزال ضد نادي النصر ولكن ألغيت المواجهة لأسباب مالية كما ذكرت، بعد ذلك تم التوجه بمخاطبة نادي الزمالك المصري، هل كان هذا الاستدعاء برغبة من اللجنة المشرفة على الحفل؟

- ليعلم الجميع أنني أتشرف بمشاركة نادي النصر في حفل تكريمي، وأنا خاطبتهم الموسم الماضي عن طريق ماجد عبد الله الذي سهل المفاوضات معهم للمشاركة في المهرجان، إلا أن الحفل للأسف ألغي لأسباب مالية، وعن عدم دعوتي لهم مجددا هذا الموسم فإن السبب يعود لزحمة جدولة اللقاءات في مسيرة فريق النصر، لذلك اقترحت اللجنة المشرفة على الحفل نادي الزمالك للمشاركة في الحفل، وبالفعل تمت مخاطبتهم ووافقوا على الفور، وأنا أقدر الجميع سواء نادي النصر أو الزمالك.

* كيف كانت بدايتك في مركز الظهير الأيمن؟

- بدأت لعب كرة القدم رسميا في درجة الشباب بنادي الاتفاق بعد أن كنت على وشك التسجيل في نادي النهضة، لكن كان هناك لاعب اتفاقي يدعى حمادة مخيمر هو من ساهم في تسجيلي لنادي الاتفاق، بعد أن أتى إلى منزلنا ليصطحب معه شقيقي لتدريبات نادي الاتفاق، وحينها لم يكن أخي موجودا في المنزل، فطلب مني مخيمر الذهاب معه للاتفاق وبالفعل ذهبت وشاركت وتم تسجيلي في النادي، وكان مدرب الفريق وقتها المصري محمد السني الذي أوصى بتسجيلي وأعطاني فرصة اللعب بالفريق.

* متى بدأت مع الفريق الكروي الأول؟ وما هو أول فريق واجهته؟

- جاءت بدايتي مع الفريق الكروي الأول بمنحه من مدرب الفريق آنذاك خليل الزياني، الذي احتاج إلى لاعب في مركز الظهير الأيمن بعد اختيار اللاعب الأساسي سامي جاسم للمنتخب السعودي الأول، فذهب خليل الزياني إلى مدرب درجة الشباب بالنادي محمد السني وطلب منه توفير لاعب في مركز الظهير، فقال له السني لدي لاعب يلعب في قلب الدفاع، فطلب منه الزياني أن يستعين بي، وتدربت مع الفريق الكروي الأول فعلا، قبل أن أشارك للمرة الأولى مع الفريق الكروي الأول كلاعب ظهير أيمن أمام فريق الوحدة في مكة المكرمة، التي انتهت بفوز الاتفاق بنتيجة 5/1.

* كيف تختصر مسيرتك مع فريق الاتفاق؟

- أعتقد أنها مسيرة مميزة ومرضية، ولله الحمد أتشرف بأنني كنت من الجيل الذهبي لنادي الاتفاق الذي ضم صالح خليفة وعيسى خليفة وجمال محمد وعمر باخشوين وزكي الصالح ومبارك الدوسري وسلمان النمشان وسامي جاسم وعددا من اللاعبين، وحققت مع هذا الجيل بطولة الدوري مرة واحدة، وبطولة للعرب وبطولة للخليج، وفي الحقيقة تشرفت باللعب لنادي مثل الاتفاق، الذي قدمني للجمهور الرياضي وللمنتخب السعودي الذي كان بوابة الشهرة بالنسبة لي.

* وماذا عن مشوارك مع المنتخب السعودي الأول لكرة القدم؟

- لا شك أن أفضل اللحظات بالنسبة لي كانت مع المنتخب السعودي وبداية مشواري معه عام 1988 عبر بطولة كأس آسيا بالدوحة، وكنت حينها الظهير الأيمن الأساسي، حيث لعبت برفقة نجوم وعمالقة أمثال ماجد عبد الله وصالح النعيمة وأحمد جميل ومحمد عبد الجواد وفهد الهريفي ويوسف الثنيان وعدد من النجوم في ذلك الوقت، وكنت وقتها أصغر لاعب تقريبا في المنتخب، ولله الحمد وفقني الله أنا وزملائي اللاعبين وحققنا تلك البطولة التي كانت خير انطلاقة لأي لاعب في مسيرته مع منتخب بلاده.

* يرتبط اسم عبد الله صالح بالتمريرة الذهبية لماجد عبد الله أمام إنجلترا التي سجل منها الأخير هدفا تاريخيا كونه يعد أول هدف سجل في ملعب الملك فهد الدولي، إضافة إلى أنه كان أمام منتخب إنجلترا وصيف بطل العالم آنذاك، ماذا يعني لك هذا؟

- أولا المباراة تلك أمام إنجلترا لن أنساها، فإضافة للأسباب التي ذكرتها فهي كانت أول مباراة رسمية لي مع المنتخب، وفيما يخص التمريرة، الحمد لله وفقت فيها، وقصتها أنني لمحت ماجد عبد الله منطلقا تجاه المرمى ولعبت الكرة في المكان الذي يريده ماجد الذي لم يتوان عن تسجيل الهدف، فكان هدفا تاريخيا للمنتخب السعودي.

* حدثنا عن الهدف الذي سجلته مع المنتخب السعودي في تصفيات كأس العالم أمام منتخب مكاو؟

- كان هدفا ثمينا بالنسبة لي، لأنه يسجل باسم الوطن، وعن طريقة الهدف، فهو جاء بعد أن استغللت كرة مرتدة من دفاع مكاو واستقبلتها بالصدر على رأس منطقة الجزاء ثم سددتها بكل قوة لتسكن شباك مكاو ليصبح هذا الهدف الأجمل بالنسبة لي في مسيرتي الرياضية.

* وماذا عن المشاركة الأبرز في تاريخك الكروي مع المنتخب السعودي وتحديدا كأس العالم 94 في أميركا؟

- بالفعل كانت المشاركة الأبرز والأفضل والحدث الأهم في مسيرتي الكروية، خصوصا أن المنتخب السعودي قدم أفضل النتائج والمستويات في البطولة تلك، ولا أخفيك أن الرهبة كانت موجودة في تلك المشاركة، لأنها كانت الأولى لنا عبر التاريخ، حيث إننا أول منتخب سعودي يشارك في كأس العالم، فكان ذلك مهما لنا أن نعبر عن هوية الأخضر للعالم أجمع، وزاد من الرهبة أيضا مواجهة منتخبات قوية أمثال هولندا وبلجيكا والمغرب، لكن الحمد لله قدمنا أفضل المستويات وأصبحنا حديث الشارع الرياضي حينها، وشرفنا الكرة السعودية ووصلنا إلى الدور الثاني من البطولة، وقابلنا منتخبا قويا آخر هو السويد ومع الأسف خرجنا من ذلك الدور، علما بأن السويد حصل في النهاية على ثالث العالم بعد خسارته في نصف النهائي بصعوبة من أمام البرازيل بطل العالم بهدف وحيد.

* كلمة أخيرة في هذا اللقاء؟

- أشكر كل من ساندني ووقف معي طوال مسيرتي الرياضية، والآن أشكر كل من ساهم في إقامة حفل التكريم الذي أرجو من الله أن يكتب له النجاح، والحقيقة اللسان يعجز عن الحديث في مثل هذه اللحظات، لكنني أتمنى أن أكون خدمت وطني من خلال كرة القدم ونادي الاتفاق أيضا صاحب الفضل الكبير على عبد الله صالح، كما أشكر الجماهير الاتفاقية التي أتمنى وجودها معي في هذا المساء.