سعت وكالة أنباء «أسوشييتد برس»، إلى تبرئة التصرفات المتشنجة التي قامت بها بعض الجماهير التي كانت موجودة في ملعب أزادي بمدينة طهران الذي احتضن لقاء بيروزي الإيراني ونظيره الاتحاد السعودي ضمن الجولة الـ5 من دوري المحترفين الآسيوي، معتبرة الأحداث الخارجية التي تشهدها المنطقة هي التي تسببت في ثورة الغضب الجماهيرية، كاشفة أن عدد المتظاهرين السياسيين الذين استغلوا هذا المحفل الرياضي تجاوز الـ1000 مشجع، مشيرة إلى أن هناك مشجعين تعرضا إلى إصابات بالغة إثر تصدي رجال الأمن الإيراني لمحاولات الشغب التي شهدها «ملعب الحرية»، وتم تحويل الكثير من المعتقلين إلى مراكز أمنية للتحقيق معهم والكشف عن الأهداف التي دفعتهم للقيام بتلك التصرفات الرعناء داخل مباراة رياضية بعيدة كل البعد عن المعترك السياسي بين الدول.
وأشارت الوكالة إلى أن محرك البحث العالمي «جوجل» يظهر أكثر من 700 ألف صفحة إلكترونية تحدثت عما جرى من تجاوزات في ملعب أزادي، وما دار بين رجال لأمن والمتظاهرين، مما يدل على الأثر الكبير الذي شكلته هذه العملية، واهتمام الكثير من الوسائل الإعلامية سواء العربية أو العالمية بمثل هذا الحدث الذي يعتبر تداخلا واضحا بين الرياضة والسياسة، وهو الأمر الذي يعد مؤشرا جديدا قد يتحول في قابل الأيام إلى سلوك منتشر ما لم يتم سن العقوبات الصارمة للحد من وقوعه. وعقدت صحيفة «جاهان نيوز» الإيرانية مقارنة بين ما لقيه الفريق الإيراني ولاعبوه في مطارات السعودية أثناء قدومهم إلى جدة في مباراة الذهاب بين الفريقين، وما واجه لاعبي الاتحاد في طهران، عارضين في إطار ذلك الكثير من الصور التي يظهر من خلالها اللاعبون الإيرانيون وهم يفترشون الأرض والمقاعد بعد التشديدات الأمنية التي طالبتهم بتطبيق نظام البصمة وعدم دخول الأراضي السعودية دون ذلك، وهو الأمر الذي قوبل بالفرض من الطرف الإيراني وجعل المسألة تبدو أكثر تعقيدا، مشيرين إلى أن ذلك الموقف هو الذي أجج الشارع الرياضي في إيران وجعلهم يفعلون تلك الممارسات التي شاهدها الجميع في ملعب أزادي على الرغم من أن الفريق الاتحادي تم استقباله بالورود عند وصوله إلى المطار كما تقول الصحيفة، وهو الأمر الذي أيدته صحيفة «باتا» الإيرانية التي أشارت إلى أن البعثة الإيرانية مكثت قرابة الـ9 ساعات في مطار جدة من دون أن يثير ذلك الموقف ردود فعل قوية من الصحافة الإيرانية، معتبرين أن وسائل الإعلام السعودية تعاملت بكل صرامة مع ما قد ينال الفريق السعودي في إيران من تهديدات على الرغم من أن بعثته حظيت بحماية مشددة من قبل ضباط الشرطة منذ قدومه إلى المطار وحتى الخروج من الأراضي الإيرانية.