خوف على «أبطال العالم» من العداء بين عملاقي الكرة الإسبانية

الأجواء باتت ملبدة بغيوم التوتر بين لاعبي ريال مدريد وبرشلونة بعد المواجهات الساخنة الأخيرة

TT

أثرت مباريات الكلاسيكو الأربع بين ريال مدريد وبرشلونة بشكل سلبي على عمل المدير الفني للمنتخب الإسباني لكرة القدم، فيسنتي دل بوسكي، الذي سيكون عليه أن يستخدم كل ما لديه من مهارة في التعامل مع أفراده من أجل إصلاح العلاقات بين عناصر الفريق المتوج بطلا للعالم. وكرر كل من تشافي هيرنانديز لاعب برشلونة وتشابي ألونسو لاعب ريال مدريد عبارة «إننا محترفون»، بعد نهاية آخر اللقاءات الأربعة التي هزت الكرة الإسبانية والأوروبية في 18 يوما.

تشابهت التصريحات رغم أن قائدي وسط الملعب في إسبانيا لن يكونا قد تقابلا أثناء مغادرة استاد «كامب نو»، فمن المعتاد في برشلونة أن يتحدث لاعبو الفريقين للصحافيين، كل من مكانه، ما يعد إسقاطا على الوضع الحالي داخل المنتخب الإسباني. ونفى ألونسو عبر صفحته على موقع «تويتر» تصريحا نسب إليه يفترض أنه قال فيه إن العلاقات «مقطوعة» بين لاعبي الناديين، لكن مجرد قيامه بالنفي يشير إلى أنه لا دخان بلا نار، بل إن دل بوسكي نفسه كان قد طرح الأمر قبل يوم من إقامة مباراة «كامب نو».

وقال مدرب المنتخب في إعلان بثته الاثنين إذاعة «كادينا كوبي»: «يمكن للجميع أن يطمئن لأننا سنراقب الأمر». وأضاف: «اللاعبون الذين لا يثبتون أحقيتهم بثقتنا أو الذين ينقلون إلى المنتخب الأجواء المتوترة السائدة مؤخرا سيكون عليهم أن يعوا تصرفاتهم، وسيكونون هم فقط المسؤولين عن الفوز أو خسارة شرف لعبهم مع المنتخب الإسباني».

وستعرف تداعيات مباريات الكلاسيكو الأربع بشكل أوضح مطلع يونيو (حزيران) المقبل، عندما تخوض إسبانيا مباراتين وديتين أمام فنزويلا والولايات المتحدة. وستكشف قائمة اللاعبين المدعوين لخوض هاتين المباراتين عن كثير من مواقف أفراد الفريق. وباستثناء خوان كابديفيلا، يمثل اللاعبون العشرة المتبقون في التشكيل الأساسي للفريق الذي فاز بمونديال جنوب أفريقيا العام الماضي عملاقي الكرة الإسبانية، بواقع سبعة من برشلونة وثلاثة من ريال مدريد، ويرتفع العدد إلى ثمانية وخمسة على الترتيب بإضافة الاحتياطيين.

وقد يصعب هذا الانقسام من هدف الدفاع عن لقب الفريق في بطولة أوروبا التي تستضيفها بولندا وأوكرانيا العام المقبل، كما سيصعب من عمل دل بوسكي المعروف بقدرته على خلق تناغم بين الرغبات الفردية للاعبيه، منذ كان يدرب ريال مدريد في عصر «غالاكتيكوس» بالنادي الملكي. ولا يرغب اللاعبون الدوليون في خلق مأساة من الأمر، لكن لا أحد يخفي أن الأجواء باتت ملوثة. يقول تشافي: «إنها أمور منطقية بالنظر إلى توتر المباريات، فكل شخص يبحث عن تحقيق هدفه».

وبدأ كل شيء في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي عندما فاز برشلونة على ريال مدريد 5/صفر في الدوري، لكن التوتر تضاعف في المباريات الأخيرة، حيث دخل لاعبون من النادي الملكي مثل سيرخيو راموس وألفارو أربيلوا في سجالات لفظية مع لاعبين في الغريم الكتالوني مثل جيرارد بيكيه وديفيد فيا وبدرو.

وكان عناق الثلاثاء بين أربيلوا وبيكيه، اللذين كانت وسائل الإعلام الإسبانية قد أكدت أنهما قاطع بعضهما بعضا على شبكة «تويتر»، يثبت أن اللاعبين الدوليين قد استمعا لرسالة دل بوسكي. ويلعب الزمن في مصلحة المدرب، لكن في سباق يسيطر عليه الكبيران، يمكن للقاءات الكلاسيكو أن تتضاعف. وعما قريبا ستأتي مواجهتا كأس السوبر الإسباني في أغسطس (آب) المقبل.