الإنتر يسعى للحصول على خدمات غوارديولا إذا رحل عن برشلونة

إيتو يدعم فكرة التعاقد مع المدرب الإسباني.. وليوناردو قد يتولى منصبا إداريا

TT

إن مسألة تولي الإسباني غوارديولا تدريب فريق الإنتر الإيطالي الموسم القادم لم تُثَر الآن، لكن مدينة برشلونة وجماهيرها بدأت تشعر بوطأتها منذ يوم أول من أمس الأربعاء بدرجة كبيرة. وازدادت التكهنات بتولي المدير الفني الإسباني تدريب فريق الإنتر في الموسم القادم، وليس في موسم 2012 كما تردد من قبل، بعد تأهل فريق برشلونة إلى نهائي دوري أبطال أوروبا. ولن يكون فوز غوارديولا باللقب الأوروبي حاسما في قراره، لكنه قد يزيد من رغبته في دخول تحدٍّ جديد مع نادٍ جديد بدءا من الموسم القادم. والمؤكد أن غوارديولا يشعر بانجذاب وسحر كبير لفكرة التدريب في إيطاليا.

التمهيد للرحيل: إن التمهيد للرحيل يتم في بعض الأحيان بشكل تدريجي ويتم إعلانه جملة بعد جملة. ولعل تصريحات المدير الفني غوارديولا في بداية شهر أبريل (نيسان) الماضي كانت أشبه برسالة ضمنية عندما أعلن قائلا لقناة «راي»: «أعتقد أن فترة تدريبي لفريق برشلونة قاربت على الانتهاء. فلا يمكن قيادة نفس الفريق لفترة طويلة من الزمن، لأن اللاعبين يشعرون بالملل من المدرب، والعكس بالعكس». وجاءت تصريحات غوارديولا مساء الثلاثاء الماضي بعد فوز برشلونة على ريال مدريد أشبه برسالة وداع لجماهير برشلونة: «سيكون من الصعب أن أجد في مسيرتي فريقا مثل هذا. إنني أشعر بامتنان لا حدود له لهؤلاء اللاعبين».

عوامل إيجابية: ويرتبط المدير الفني الإسباني غوارديولا مع نادي برشلونة بعقد حتى عام 2012، مقابل 5.5 مليون يورو في الموسم الواحد، وهو نفس المبلغ الذي يتقاضاه ليوناردو مع فريق الإنتر. ورغم تجديد غوارديولا لعقده خلال شهر مارس (آذار) الماضي مع النادي الإسباني فإن هناك بندا في عقده يمكنه من الرحيل فورا وهو ما سمح لتزايد الأنباء والتكهنات عن قرب توليه لتدريب الإنتر، رغم تصريحات موراتي رئيس نادي الإنتر التي أكدت أن المدير الفني البرازيلي ليوناردو سيبقى في منصبه الموسم القادم.

ليوناردو: ولم يتغير تقدير وحب ماسيمو موراتي لليوناردو المدرب البرازيلي للإنتر رغم خسارة الفريق للدوري ورغم التوتر الذي حدث بعد «الأسبوع الملعون». ورغم عدم وجود إجماع داخل نادي الإنتر على بقاء ليوناردو كمدرب للفريق في الموسم القادم، ما زالت العلاقة بين موراتي وليوناردو قوية للغاية بدرجة قد تسمح لهما بالنظر في شكل آخر لعلاقة ليوناردو بالنادي، كتوليه لمنصب إداري على سبيل المثال في حالة تولي غوارديولا تدريب الفريق.

إيتو «الراعي الرسمي»: ويحظى غوارديولا بمؤيد قوي للغاية داخل فريق الإنتر وهو النجم الكاميروني صامويل إيتو. ويعتقد الكثيرون أن المهاجم الكاميروني يعتبر «عدوا» لغوارديولا بعد رحيله عن فريق برشلونة عام 2009، لكن الحقيقة هي أن التقدير والصداقة بين اللاعب ومدربه السابق قد استمرا رغم بعض المشكلات السابقة. وكان إيتو قد صرح قبل عام متحدثا بشأن حقبة ما بعد مورينهو: «إذا سألني ماسيمو موراتي فسأقول له إن غوارديولا واحد من أفضل مدربي الكرة في العالم، وسيحسن صنعا إذا عهد إليه بقيادة الإنتر». واعترف إيتو في تصريحات أخرى بأن غوارديولا «أفضل من مورينهو على الصعيد الخططي».

المعوقات: وإذا كانت كل الأمور السابقة تمثل نقاطا إيجابية تمهد الطريق لصفقة تدريب غوارديولا للإنتر، فإن الأمر لا يخلو أيضا من بعض العقبات والصعوبات. وأهم هذه المعوقات ارتباط غوارديولا الشديد بنادي برشلونة وبالمدينة والجماهير، وهو ما قد يدفعه في النهاية إلى البقاء على مقعد تدريب الفريق لموسم آخر. لكن علاقة المدرب مع روزيل رئيس نادي برشلونة شهدت بعض التوتر في الآونة الأخيرة بعد تصريحاته قبل نهائي كأس ملك إسبانيا التي قال فيها: «يجب أن نفوز بكأس الملك أمام ريال مدريد بنتيجة 5/0، حتى لا نفقد تعودنا على النصر». ووضعت هذه التصريحات المزيد من الضغط على غوارديولا واحتاج الأمر إلى الحديث طويلا بين المدرب ورئيس النادي لتوضيح الأمور وتصفية الأجواء. ولا بد أن الأيام القادمة ستحمل المزيد من الأنباء وستوضح موقف غوارديولا من تدريب فريق الإنتر وستجيب عن التساؤل الهام: هل سيقبل غوارديولا التحدي ويحاول كتابة تاريخ جديد لنفسه مع الفريق الذي صنع فيه غريمه البرتغالي مورينهو تاريخا ناصعا؟