إنها مسألة أيام أو ساعات وسيوقع أليساندرو ديل بييرو نجم نادي اليوفي الفذ رسميا على تجديد عقده مع النادي للموسم الـ19 والأخير في مسيرته مع السيدة العجوز، فقد وصل عصر الأربعاء الماضي ستيفانو ديل بييرو شقيق اللاعب ووكيل أعماله لمقر نادي اليوفي لمناقشة بعض تفاصيل العقد الجديد مع بيبي ماروتا مدير النادي. وبعد ساعتين خرج ستيفانو ديل بييرو ليوضح الموقف قائلا: «لقد تم التوصل إلى الاتفاق المادي في شهر فبراير (شباط) الماضي وتحدثنا الآن فقط في بعض التفاصيل الصغيرة وحققا تقدما في المفاوضات». وبدا أن الطرفين قد توصلا بالفعل إلى اتفاق حول جميع الأمور، ومن المتوقع أن تشهد الساعات القادمة توقيع ديل بييرو رسميا على تجديد العقد.
قصة التجديد: ورغم أن التجديد بدا صعبا وغير مؤكد في بعض الفترات، فإنه يبقى أمرا منطقيا ومتوقعا نظرا للعلاقة الوطيدة التي تربط ديل بييرو بنادي اليوفي وجماهيره. وقد بدأت المفاوضات بحوار بين ديل بييرو وأندريا أنيللي قاما فيه بتوضيح بعض الأمور والتعبير عن الرغبة المشتركة في بقاء ديل بييرو مع اليوفي لموسم آخر. وبعد ذلك تعقد الموقف بسبب الفاصل الكبير بين مطالب اللاعب وعرض النادي. وشهدت العلاقة تطورا كبيرا عندما أعلن ديل بييرو يوم 25 فبراير الماضي في رسالة مسجلة بأنه ينوي التوقيع للنادي «على بياض» مثلما فعل في أول عقد له مع نادي اليوفي. وأثر تصرف اللاعب بشكل كبير في إدارة النادي، الذي التزم الصمت ولم يتحرك لمدة شهرين كاملين، ربما أيضا بسبب المشكلات التي كان يواجهها الفريق في بطولة الدوري ولتأكد الجميع من بقاء ديل بييرو في نهاية المطاف. وجاءت الأيام العشرة الأخيرة لتحمل الانفراجة الكاملة في الصفقة والإعلان عن التوصل إلى اتفاق نهائي بين الطرفين.
وجود قوي: إن أكثر ما يسعد ديل بييرو في مسألة تجديد عقده هو أن هذا التجديد جاء كثمرة لأدائه القوي مع الفريق هذا الموسم. وساهمت التدريبات الخاصة التي يجريها اللاعب مع مدرب خاص ومع جيوفاني بونوكوري (مدرب الأحمال بالفريق)، قبل وبعد التدريبات الجماعية للفريق، في زيادة قوة وكفاءة ديل بييرو الذي لا يؤثر الزمن فيه. وقد شارك اللاعب هذا الموسم حتى الآن في 42 مباراة (ولا يتفوق عليه في هذا العدد سوى بونوتشي)، وسجل 10 أهداف وأظهر مستوى جيدا للغاية. ويستعد ديل بييرو لقيادة فريق اليوفي نحو الاستاد الجديد، وهو يسعى للظهور كقائد وكلاعب مؤثر مع اليوفي، مثلما فعل على مدى 674 مباراة مع الفريق.
وفي سياق متصل استقبل كلاوديو ماركيزيو، لاعب فريق اليوفي، جماهيره على موقعه الإلكتروني الذي افتتحه الثلاثاء الفائت بعبارة: «عندما نفوز تكونون أيضا معنا في وسط الملعب». إن ماركيزيو، في الواقع، هو من يحضر بشكل جيد منذ سنوات في وسط ملعب فريقه وفي يوفنتوس كله. وإذا ما طلب منه بعد ذلك التخلي عن وسط الملعب والانتقال إلى الأجناب يطيع التعليمات ويقدم أفضل ما لديه في مركزه الجديد. لم يستسلم ماركيزيو مطلقا خلال أصعب اللحظات التي مرت على اليوفي في الموسم الحالي، وظل يركض داخل الملعب نحو الأمام وإلى الخلف. ويعد هدفه في شباك أودينيزي هو الأفضل في فريق اليوفي هذا الموسم، ولكنه، بالتأكيد، لن يكون الأخير بالنسبة إليه بقميص السيدة العجوز. فليست هناك شكوك بصدد مستقبل كلاوديو مع اليوفي، وقد صرح اللاعب بهذا الشأن قائلا: «الموسم المقبل سألعب هنا بقميص يوفنتوس».
كل شيء ممكن: ويبقى أن نعرف من ماركيزيو ما الذي يقوم به فريق اليوفي خلال الأسبوع الحالي، هل سيفكر في التأهل إلى بطولة دوري أبطال أوروبا أم الدوري الأوروبي أم أنه يقوم ببعض التدريبات البسيطة استعدادا لمباراة كييفو؟ ماركيزيو متفائل بصدد نهاية الموسم الحالي، وقد أوضح من خلال موقعه الإلكتروني: «لقد كان فوزنا أمام لاتسيو مهمّا للغاية، لقد حملنا معنا من روما ثلاث نقاط بمعاناة ولكن بأداء جيد. لقد كانت لدينا الرغبة في القفز بعد التعادل أمام كاتانيا. لقد حققنا هذا الفوز من أجل جماهير الفريق ولأنفسنا أيضا. نحن لا نقف بعيدا عن تلك المنطقة التي قد تؤهلنا إلى دوري الأبطال، غير أننا بطبيعة الحال لا ننعم بواقعية التأهل حتى إلى الدوري الأوروبي. علينا أن نحقق 9 نقاط في المباريات الثلاث المتبقية ونرى ماذا سيفعل المنافسون. ثلاثة انتصارات ربما لا تكون أيضا كافية، غير أنني أعتقد في قدرتنا على بلوغ هذا الهدف. لدينا كثير من الأسف على ما مضى، كان يكفينا نقطتان أو ثلاث نقاط للتفكير الآن في مركز مختلف».
مع ديل نيري: الهدوء، التفاؤل، الروح. هذا هو فريق اليوفي الذي ينهي الموسم الحالي بنضج ويلتف حول مدربه. وقد قالها البرازيلي فيليب ميلو، لاعب الفريق، بوضوح: «نحن مع ديل نيري، حتى وإن صدرت صافرات استهجان ضده من جانب الجماهير».