الحرب الكلامية تشتعل بين البيض والسود أبطال مونديال 98

انقسام عرقي في فرنسا.. والبعض يطالب بـ«رقبة» لوران

TT

تسبب الحديث الذي نشر مؤخرا لمدرب منتخب فرنسا لوران بلان وهو يقول فيه إنه مع «تحديد عدد اللاعبين المزدوجي الجنسية» في مراكز تدريب الناشئين، في انقسام عرقي بين لاعبي تشكيلة 1998 التي قادت «الديوك» إلى لقبه المونديالي الأول والأخير؛ إذ انتقده لاعبون مثل باتريك فييرا وليليان تورام، ودافع عنه آخرون مثل كريستوف دوغاري وبيكسنتي ليتزارازو.

وكان موقع «ميديابار» قد كشف عن وجود قرارات داخل اللجنة الوطنية للعبة في فرنسا عملت للحد من نسبة اللاعبين من أصول أفريقية وعربية بما لا يتجاوز نسبة 30 في المائة، ثم كشف أول من أمس عن رسوم بيانية وضعها المدير الفني الوطني المسؤول عن تحديد سياسة تدريب الناشئين، فرنسوا بلاكار الذي أوقف على خلفية هذه القضية، يظهر فيه نسبة اللاعبين السود ومن أصل عربي في منتخبات الناشئين والتي تتراوح بين 40 و50 في المائة والهدف منها إقناع الاتحاد الفرنسي بحجم «المشلكة».

وبحسب تقرير «ميديابار» الذي تناقلته معظم الصحف الفرنسية نهاية الأسبوع الماضي خصوصا «ليكيب» الواسعة الانتشار تحت عنوان «بالنسبة إلى المسؤولين الفرنسيين عن الكرة، ثمة كثير من الأفارقة والعرب في الفريق الوطني الفرنسي، وليس هناك عدد كاف من أصحاب البشرة البيضاء». وجاء في الخبر أن بلان قائد منتخب فرنسا سابقا ومدربه الحالي وافق على هذا التوجه، ونقل عنه قوله إن الإسبانيين لا مشكلة لديهم، إذ يقولون: «ليس عندنا لاعبون سود»، ودعا إلى الحد من اللاعبين المزدوجي الجنسية.

ونفى بلان في بادئ الأمر أن يكون شارك في اجتماعات مماثلة، إلا أن القضية باتت ضمن الملف السياسي بعدما أعلنت وزيرة الرياضة شانتال جوانو عن طلبها من اللجنة الوطنية «الكشف السريع عن كل تفاصيل هذه القضية». واعتذر بلان عن الكلام الذي صدر عنه، معتبرا أن بعض المصطلحات التي استخدمت خلال اجتماع عمل حول موضوع حساس أخرجت من سياقها الأساسي، مضيفا «في ما يخصني شخصيا، فأنا أسأت إلى البعض وأعتذر عن ذلك».

لكن هذا الاعتذار لم يكن كافيا لتورام الغوادالوبي، صاحب الرقم القياسي في عدد المباريات مع المنتخب (142)، إذ قال يوم الاثنين الماضي إن «هذا الاعتذار لم يكن على مستوى ما حصل»، مضيفا «من الواضح أن الكلام الذي صدر عنه (بلان) تسبب في إضعافه».

أما فييرا السنغالي الأصل الذي خاض 107 مباريات مع المنتخب، فانتقد بلان بشدة في تصريح لصحيفة «لوموند»، قائلا: «عندما أقرأ أنه (بلان) قال: (إن الإسبانيين لا مشكلة لديهم، إذ يقولون: ليس عندنا لاعبون سود. أو من هم الأكبر والأقوى بدنيا الآن؟ اللاعبون السود). فهذه فضيحة، إنها تصريحات خطيرة».

في المقابل دافع ليتزاراو عن بلان، فيما تهجم دوغاري على تورام معتبرا أن الأخير يريد أن يلعب دور قاضي المحكمة العليا في هذه القضية، مذكرا بموقف صادر عن زميله السابق بعد المباراة النهائية لمونديال 1998 عندما طلب من اللاعبين السود أن ينضموا إليه لالتقاط صورة تجمعهم احتفالا بالإنجاز. وأشار دوغاري إلى أن زميله فرانك لوبوف كان شاهدا على ما حصل وهو رد على تورام قائلا «ليليان ماذا قلت؟ تخيل أننا طلبنا من اللاعبين البيض أن يلتقطوا صورة مع بعضهم. كيف ستكون ردة فعلك؟».

وبدوره كان ليتزاراتزو أقل عدائية من دوغاري. وهو قال: «أعتقد أن على ليليان تورام وباتريك فييرا اتخاذ موقف محدد: هل يجب على لوران بلان الاستقالة؟ هل يجب قطع رأس لوران بلان؟ كلا، بالنسبة لي على لوران بلان أن يبقى».

وكان مارسيل دوسايي من اللاعبين الذين تخطوا العامل العرقي ودافعوا عن بلان رغم لون بشرتهم، قائلا: «إن صديقي لوران بلان ليس عنصريا على الإطلاق. أرى أن بعضهم قرر الصعود إلى الجبهة. أعتقد أنهم تمادوا ويجب أن نعيد الأمور إلى مجراها».

أما مدرب المنتخب الفرنسي خلال مونديال 1998 ايمي جاكيه فاعتبر أن أحدهم أوقع بلان في الفخ، مضيفا: «أنا حزين لأن لدي الانطباع بأن أحدهم أوقع لوران بلان في الفخ..»..