أنشيلوتي يحث لاعبيه على نسيان مخاوفهم واللعب من القلب.. وفيرغسون يعد بهجوم شامل للفوز باللقب

قبل المواجهة الساخنة اليوم بين مانشستر يونايتد المتصدر ووصيفه تشيلسي حامل اللقب

TT

قال مدرب تشيلسي المخضرم وهو يحاول المفاضلة بين ما إذا كان سيبدأ بتوريس أم دروغبا: إن الشجاعة لا الخطط الفنية هي من سيحدد الفائز باللقب.

وقد تحدث كارلو أنشيلوتي، المدير الفني لنادي تشيلسي، متنبئا بما سوف تنتهي إليه المباراة التي ستحدد لقب الدوري مع مانشستر يونايتد في أولد ترافورد بأن المباراة لن يتم الفوز بها بالتشكيل أو الخطط الدفاعية بل بالرغبة والتصميم. تربى أنشيلوتي في المدرسة الإيطالية التقليدية التي تتسم بالتركيز على الخطط التفصيلية والتنظيم، لكن مواجهة مباراة ستشكل مصير موسم من أكثر المواسم التي يصعب التنبؤ بنهاياتها، جعلته يتخلى عن التكتيكات الخططية وطالب أبطاله المدافعين عن اللقب باللعب من القلب.

وقال أنشيلوتي، في المؤتمر الإعلامي الذي عُقد في ملعب تدريب النادي في كوبهام: «أريد أن أقول شيئا واحدا، لن يكون التشكيل في الملعب هو ما سيحسم المباراة، بل شجاعة اللاعبين وشخصيتهم وعزيمتهم. لسنا بحاجة إلى القلق بشأن ذلك. يجب أن نلعب بأفضل ما يمكن وبعزيمة وبشجاعة»، مضيفا أن «أي خطة لعب لن تشكل فارقا، سواء لعبنا بطريقة 4 - 4 - 2 أو 4 - 3 - 3». وعاد إلى الموضوع ذاته عندما قال: «إن اللاعبين يحفزون أنفسهم. المشكلة هي في الخوف. الخوف من فقد الطاقة عندما ينتابك نوع من الخوف الشديد».

لم يكن الخوف مشكلة بالنسبة لتشيلسي في الدوري مؤخرا، فبعد 8 انتصارات وتعادل واحد في مبارياتهم الأخيرة، وُلدت أحلام فريق أنشيلوتي من جديد للفوز باللقب مرة أخرى. هذه الفجوة التي كانت في السابق 15 نقطة تم خفضها إلى 3 نقاط والانتصار اليوم على مانشستر يونايتد سيضع تشيلسي على قمة الدوري بفارق الأهداف، بينما لا تزال هناك مباراتان في الدوري.

يتمتع فريق تشيلسي بميزة نفسية، على الرغم من أنهم احتاجوا إلى تدخل الحكم ليتمكنوا من الانتصار على توتنهام 2/1 يوم السبت الماضي. استسلام مانشستر يونايتد أمام آرسنال في اليوم التالي أحيا الآمال مرة أخرى وأثار الشكوك بأن فريق السير أليكس فيرغسون يعاني خطر الاختناق مرة أخرى.

أنشيلوتي، شاهد ذلك من قبل كما هو الحال مع السير أليكس فيرغسون؛ فقد كان مانشستر يونايتد متقدما بـ13 نقطة على آرسنال الذي تمكن من تقليل هذا الفارق، بعد ذلك بعامين قام فريق لاتسيو، بقيادة مدربه شيفن غوران، من تقليل فارق الـ9 نقاط بينه وبين يوفنتوس الذي كان يقوده أنشيلوتي ليفوز بالدوري الإيطالي في اليوم الأخير من الموسم. واعترف أنشيلوتي أن مانشستر يونايتد ما زال هو المرشح للفوز بالدوري، لكنه قال إن فريق تشيلسي لديه ميزة نفسية في مباراة اليوم؛ لأن على يونايتد أن يحاول استعادة الثقة في نفسه مرة أخرى.

ويقول أنشيلوتي: «أعتقد، من الناحية العقلية، أننا نمتلك ميزة أفضل. من الواضح أن مانشستر يونايتد كان يأمل ألا يلعب مباراة من هذا النوع من المباريات ضدنا. ولو أن لديه أفضلية علينا لكانت المباراة أكثر سهولة بالنسبة له، ليست سهلة لكنها مختلفة؛ فنحن نلعب على اللقب، ينبغي عليهم أن يقاتلونا على اللقب وربما قبل أسبوعين أو ثلاثة لم يكونوا متوقعين أنهم سيضطرون إلى القتال الشرس، ولهذا السبب فنحن لدينا ميزة أفضل من الناحية العقلية».

نفى المدير الفني الإيطالي ما زعمه فيرغسون من أن تشيلسي يفوز بمساعدة بعض القرارات التحكيمية في المباريات الكبرى. وقال أنشيلوتي: «إما أن تقبل قرار الحكام وإما القول إن هناك مؤامرة.. أنا أعتقد أن الحكام يمكن أن يرتكبوا أخطاء».

وأشار إلى أنه كان سعيدا باختيار هوارد ويب لتحيكم المباراة ووصف الرجل الذي كان على رأس الفريق الذي أدار تحكيم نهائي المونديال العام الماضي بـ«الرائع».

تتعلق مشكلة الاختيار الرئيسية بالنسبة لأنشيلوتي بما إذا كان سيبدأ بديدييه دروغبا أو فيرناندو توريس في قلب الهجوم. ونفى أنشيلوتي أنه سيكون من المقامرة أن يلعب بتوريس منذ البداية، وأن عليه أن يختار دروغبا، على الرغم من أنه عندما فاز تشيلسي في أولد ترافورد في الدوري كان دروغبا بين صفوف البدلاء وبدأ نيكولاس أنيلكا مكانه. يعززه فلورنت مالودا وجو كول. ثم دخل دروغبا الملعب بعد ذلك ليحرز هدف الفوز.

أما على الجبهة الأخرى فنجد أنه ما بدأ كرد عشوائي تزايد ببطء لينتهي بحالة من الغضب كشفت عن أن السير أليكس فيرغسون يدرك تماما أن التضحية بلقب الدوري الإنجليزي في لقاء تشيلسي اليوم ستشبه استسلام كبار المشاهير. عندما سئل عما إذا كان سيسجل التاريخ أنهم الفريق الذي خسر الصدارة في الوقت الذي كان متقدما بـ15 نقطة، وأن هذا سيظل ماثلا في ذهن لاعبيه قبل المباراة الفاصلة في الدوري مع فريق كارلو أنشيلوتي. قال فيرغسون، مركزا بصره على صاحب السؤال: «لا أعرف عدد النقاط التي كنا متقدمين بها على تشيلسي في أي مرحلة معينة، فذلك لا يهم بالنسبة لي». (كانت 15 نقطة بالفعل قبل هزيمة مانشستر يونايتد على يد فريق ستامفورد بريدج في 1 مارس (آذار).

«ما نحن عليه اليوم هو فقط ما نحن بالفعل عليه، وما حدث يوم الأحد الماضي عندما هزمنا من آرسنال لا يشغل بالنا كثيرا، فما حدث قبل 4 أسابيع حدث وما حدث قبل 4 أشهر حدث. كنا متقدمين ولا نزال. لا تزال لدينا 3 مباريات باقية ومتقدمون بـ3 نقاط ونلعب على أرضنا مباراتين في أولد ترافورد وواحدة بعيدة عن أرضنا، هذا هو الموقف وهذا ما نحن عليه. لا يمكن لشيء أن يغير من ذلك». واعترض فيرغسون كثيرا على تشبيه موقف مانشستر يونايتد اليوم بموقف نيوكاسل عندما تمكن مانشستر يونايتد، قبل 15 عاما، من التغلب على نيوكاسل الذي كان متقدما في الدوري بفارق 12 نقطة وربما يجد الآن المصير نفسه.

فيرغسون - الذي قال إن حالة واين روني البدنية جيدة لكنه لم يقدم عرضا مقنعا بأنه مستعد لمواجهة فريق تشيلسي اليوم، ولم يعط انطباعا أن روني سيكون معافى ومستعدا لمواجهة رجال أنشيلوتي اليوم - اعترف للبعض بالخوف من تكرار أشياء مثيرة للجدل مع النادي اللندني قد تؤدي في النهاية إلى عدم الفوز باللقب، وقال فيرغسون، محاولا عدم خرق قانون اتحاد كرة القدم الذي يمنع التعليق على اختيارات الحكام قبيل المباراة، واصفا هوارد بأنه أفضل حكم في البلاد: «هذا بالتحديد أكثر ما نخشاه اليوم كي نكون أمناء. ونأمل أن نحظى ببعض الحظ في القرارات التحكيمية، على الرغم من أن التحليل الدقيق للقرارات الرئيسية الخاصة بمانشستر يونايتد هذا الموسم يكشف عن أن هناك 9 قرارات كانت لصالح الفريق و6 كانت ضد الفريق.

يدخل مانشستر يونايتد وهو مقتنع بأنه الأفضل؛ فقد تمكن من هزيمة تشيلسي في الذهاب والإياب في نصف النهائي لدوري أبطال أوروبا، مشيرا إلى أن ذلك يعني أنهم الأبطال. وأصر فيرغسون، قائلا: «لن ندخل المباراة بهدف التعادل، فالكل يعلم، وتشيلسي يعلم ذلك، وجمهورنا يعلم ذلك. وكل من يجلس هنا يعلم ذلك، ولا معنى للحديث عن التعادل. لكن هذا لم يمنع سخط فيرغسون مرة أخرى، على أنه يشعر أنه ما كان لمانشستر يونايتد أن يكون في هذا الموقف. بيد أن المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد يرى أنه قادر على رؤية ما يمكن أن يعنيه تحقيق 19 لقبا للدوري لنادٍ كان قد أنجز 7 ألقاب فقط عندما دخل النادي للمرة الأولى قبل 24 عاما. وقال: «لا يمكنك تخيل ذلك. كان الهدف أن نجعلهم ناجحين. كان ذلك هو الهدف، وما إن فزنا بالبطولة حتى انطلقنا في حصد البطولات. ولا يمكنني أن أبذل هذا المجهود كله من دون طائل. إنها لحظة استثنائية، فأنت لا تفكر في البطولات وعدد الألقاب التي فزت بها، بل إن الحصول على البطولة الأولى كان الهدف. وقد حصلت عليها ومنذ ذلك الحين انطلقت مسيرة البطولات في النادي».