فتحي الجبال يعانق رقما قياسيا صعبا في الدوري السعودي باستمراره للموسم الـ5 على التوالي

إدارة الفتح أعادت سيناريو سانتانا وكرامر وكارلوس.. واستفادت من تجربة الزياني في الاتفاق

TT

اتفقت إدارة نادي الفتح، برئاسة المهندس عبد العزيز العفالق، مع مدرب النادي التونسي فتحي الجبال على تجديد عقد الأخير لموسم جديد، مواصلا عمله مع الفريق الكروي الأول للموسم الخامس على التوالي، وهذه الخطوة تعتبر حالة نادرة في كرة القدم الخليجية بشكل عام والكرة السعودية على وجه الخصوص في الدرجتين الممتازة والأولى؛ حيث نجد معظم الأندية تستعين بمدرب إلى 3 مدربين في الموسم الرياضي الواحد، خصوصا منذ بداية التسعينات بعكس الحالة التي كانت عليها الكرة السعودية في السابق؛ حيث كانت مستقرة من الناحية الفنية.

ويشتهر الدوري السعودي بإقالات المدربين، ونادرا ما يستمر مدرب لموسم ثانٍ؛ حيث نجد الإقالات السريعة التي تصل إلى 4 مدربين خلال الموسم الواحد؛ حيث نجد في الموسم الماضي 2010، وكانت عدد الفرق آنذاك 12 فريقا استعانت بـ26 مدربا وهذا يعتبر رقما كبيرا، وخلال الموسم الحالي 2011 ارتفع عدد فرق الدوري الممتاز إلى 14 فريقا ووصل عدد المدربين إلى 30 مدربا؛ حيث كان مدرب الأهلي، النرويجي يوهان سوليد، أول المبعدين، ويأتي مدرب الاتفاق الروماني إيوان مارين آخر المقالين، وتبقى جولتان في الموسم، وهما كفيلتان برفع الرقم أكثر مما هو عليه الآن، ولم يكمل الموسم الحالي سوى مدرب الفتح التونسي فتحي الجبال الموجود للسنة الرابعة في تاريخه مع الفريق، والسنة الثانية في دوري زين برصيد 64 مباراة منها 22 مباراة في الموسم الماضي و24 مباراة في الموسم الحالي، إلى جانب مدرب الفيصلي، الكرواتي زلاتكو، الذي قاد الفريق في 24 مباراة.

وتعتبر الجولة الـ16 أكثر جولة حدثت فيها إقالات للمدربين؛ حيث تمت إقالة مدرب الاتحاد، البرتغالي جوزيه، ومدرب النصر، الإيطالي زينغا، ومدرب الشباب، الأوروغوياني فوساتي، ومدرب الوحدة، الفرنسي جون لانغ، ويعتبر الأهلي أكثر الأندية إبعادا للمدربين؛ حيث أشرف عليه هذا الموسم 4 مدربين، ويليه الحزم والرائد والهلال بـ3 مدربين، ثم الاتحاد والاتفاق والتعاون والشباب والنصر والوحدة ونجران بمدربين، بينما استقرت أندية الفيصلي والقادسية والفتح على جهاز تدريبي وحيد منذ بداية الموسم.

ويعتبر المدرب السعودي خليل الزياني أكثر المدربين عملا في الدوري السعودي؛ حيث أشرف على الاتفاق في 15 موسما؛ حيث بدأ التدريب في الفترة الأولى في أعوام 1975، 1976، 1977، والفترة الثانية كانت طويلة؛ حيث بدأ منذ عام 1980 إلى منتصف موسم 1984 عندما اختير لتدريب المنتخب السعودي في كأس الخليج السابعة في عمان عقب الخسارة من العراق 0/4، وعاد إلى تدريب الاتفاق من جديد في منتصف عام 1986 إلى 1990، أما الفترة الرابعة فامتدت من 1993 إلى 1995.

يأتي مدرب الطائي كارلوس، الذي درب النادي في الفترة ما بين 1986 و1989 في المرتبة الثانية، وكذلك مدرب الأهلي الشهير البرازيلي تيلي سانتانا، الذي درب الفريق بين 1983 و1985 وجزء من موسم 1986 قبل أن يتم اختياره لتدريب المنتخب البرازيلي في مونديال كأس العالم 1986، ويعتبر مدرب الاتحاد، الألماني كرامر، من المدربين الذين قضوا فترة طويلة في الدوري السعودي؛ حيث قدم إلى الاتحاد في موسم 1978 واستمر إلى عام 1981 ولم يحقق أي بطولة.

فتحي الجبال بدأ مشواره مع الفتح منذ 23 نوفمبر (تشرين الثاني) 2007 عقب إقالة المدرب البوسني كريسبو وتردي نتائج الفريق في دوري الدرجة الأولى؛ حيث تسلم مهمة تدريب النادي وهو في مركز متأخر ونجح في تنظيم الصفوف والتقدم إلى المركز الخامس وتصدر الدوري منذ بداية الدور الثاني، لكن الفريق تراجع لعدم وجود البدلاء، وفي السنة الثانية حقق الفتح الصعود للمرة الأولى في تاريخه، عقب تحقيقه المركز الثاني، وكذلك التأهل إلى الدور ربع النهائي لمسابقة كأس ولي العهد والخروج من الشباب عقب خسارة بهدف من دون مقابل، وكان قبلها تجاوز الأهلي في دور الـ16 بنتيجة 2/1 وفي الموسم الثالث أطلق على الفتح اسم الحصان الأسود في أول مشاركة له في دوري زين للمحترفين وحقق المركز الثامن والمشاركة في كأس الملك للأبطال وتأهل إلى نصف النهائي لمسابقة كأس الأمير فيصل بن فهد ونجح في التأهل إلى الدور ربع النهائي لمسابقة كأس ولي العهد، وفي السنة الرابعة نجح الفتح في البقاء وقدم نتائج مميزة في الدور الثاني.

عمل فتحي الجبال في عدد من الأندية وكانت بداية مشواره التدريبي مع الأفريقي التونسي في الفئات السنية لمدة 6 أعوام، ومن ثم تم اختياره مدربا للمنتخب الإقليمي التونسي، بعدها وصلته عروض خارجية للتدريب في السعودية وكانت البداية في فريق سدوس، مرورا بالنجمة والحزم ونجران وهجر، وفي عام 2004 عمل مساعدا للعجلاني في تدريب نادي الهلال.

وأشاد الخبير الفني السعودي حمد الخاتم بإدارة الفتح التي حرصت على الاستقرار الفني الذي يعتبر أمرا مهما وضروريا في كرة القدم، وللأسف في الدوري السعودي دائما الضحية هم المدربون وهم شماعة أي فشل أو تراجع في أداء الفريق، والمدرب حتى يضع بصمة على المجموعة التي معه يحتاج إلى موسمين على أقل تقدير؛ لذلك من يتمكن من الاستمرار لموسم كامل يعتبر مدربا ناجحا.

أما المدرب السعودي يوسف السروج فقال: ما قامت به إدارة الفتح بتجديد عقد المدرب التونسي فتحي الجبال خطوة موفقة ويدل على احترافية إدارة النادي، لا سيما أن المدرب أثبت نجاحه، وأنا عملت معه في أكثر من موسم ويمتلك فكرا رائعا لا يقل عن المدربين العالميين.