4 أسباب وراء فوز الميلان ببطولة الدوري في نسختها الحالية

المهارات وسوق الانتقالات وتفاهم الكبار مع الدماء الشابة أبرزها

TT

لقد أصبح الميلان، عن جدارة واستحقاق، بطل الدوري الإيطالي في الموسم الحالي. واستطاع أن يحسم الصراع لصالحه قبل مرحلتين من نهاية مباريات دوري الدرجة الأولى. وهناك أربعة أسباب رئيسية رآها بعض المحللين الرياضيين وراء هذا النجاح الذي غاب عن الميلان طوال الـ7 سنوات الماضية.

أولا: التنافسية وسوق الانتقالات (تفوق في الاستمرارية والمهارات الفردية). إذ يؤكد أريغو ساكي أن فريق الميلان نجح في التفوق على منافسيه في الاستمرارية والتفرد «التنافس والتنظيم والسخاء المادي من جانب النادي». حيث نجح غالياني، نائب رئيس الميلان، وبرايدا، المدير الرياضي في النادي، في قيادة، بنفس الخبرة والمهارة المعتادة، سواء حملة شراء اللاعبين الجدد أو الإدارة اليومية لشؤون الفريق.

العمل الرائع المبذول من جانب ماسيمليانو أليغري وطاقمه الفني. لقد أثبت أليغري، مدرب الميلان، على الفور أنه يتمتع بالشخصية السليمة والأفكار الواضحة. واستطاع أن ينتزع احترام اللاعبين كبار السن في الفريق دون شروط، فضلا عن أنه استغل، على الوجه الأمثل، المهارات الفردية لدى بعض اللاعبين واستخرج كل الموارد البشرية في الفريق حتى النائمة منها. هذا بالإضافة إلى أنه استعاد شمس لاعبين كان يبدو أنهم في طريقهم للغروب وبث الثقة في نفوس بعض اللاعبين الذين كانوا يأتون من موسم معوج. ثم قام بترصيع الفريق ببعض اللاعبين الشباب. لقد أدار، على أفضل وجه، مجموعة ليست بالسهلة. لم تكن طريقة لعب الميلان دائما لامعة وقريبة من أفضل الطرق الأوروبية ولذلك فإن الحكم الأكثر شمولية الذي يمكن إصداره على المدرب أليغري ربما يكون في الموسم المقبل إذا ما وفرت له إدارة النادي مجموعة أكثر شبابا وتكاملا وتجانسا.

المهارات الفردية: كانت أساسية في نجاح الفريق خلال الموسم الحالي. من جانب آخر، في إيطاليا يتم تفسير كرة القدم إلينا وتدريبنا عليها وكأنه لعبة فردية وليست رياضة جماعية ولذا هنا في الدوري الإيطالي يتحقق الفوز عن طريق المهارات الفردية أكثر من الاعتماد على اللعب الجماعي والتعاون على خلاف ما يحدث في أوروبا. ضم السويدي إبراهيموفيتش. كانت صفقة حاسمة سواء على المستوى الفني أو البدني. تماما كما كان الحال بالنسبة لباتو وروبينهو أولا ثم فان بوميل بعد ذلك. وكانت رائعة أيضا مساهمة اللاعبين كبار السن الذين يتمتعون بروح الانتقام. التهاني لجميع الفريق.

ويرى أومبيرتو تزابيللوني أنه كان من المفترض أن يصبح درع إبراهيموفيتش إلا أنه سار درع الجميع. «لقد سجل اللاعب السويدي مع الميلان خلال الموسم الحالي حتى الآن 14 هدفا فضلا عن 12 تمريرة حاسمة وحمل إلى الفريق التفاؤل والثقة ولكن في النهاية أصبح الدرع رقم 18 في سجل الميلان هو نتاج عمل الفريق كله والنادي. فقد ساهم كل فرد في الميلان بوضع لبنته الخاصة من أجل إنشاء حائط لا يقهر (أفضل خط دفاع في الدوري) وهجوم قوي. هذه البطولة شارك في حصدها الجميع: أبياتي، حارس المرمى، الذي كانت له تدخلات حاسمة في أكثر من لقاء وأباتي، مدافع الفريق، الذي بات جديرا باللعب في المنتخب وتياغو سيلفا ونيستا، كانا أفضل من لعب في مركزهما والغاني بواتينغ الذي كان يبث الطاقة في اللقاءات التي شارك فيها فضلا عن أمبروزيني وغاتوزو وبيرلو وعودة تألق سيدورف بالإضافة إلى أنطونيني وزامبروتا وبونيرا وجانفلوفيسكي وأودو الذين كانوا يعلمون كيف يرتقون بأداء الفريق عند اللزوم. إنه أيضا درع يابيس وفان بوميل وفلاميني وروبينهو وكاسانو الذي وجد التناغم سريعا مع باقي المجموعة وباتو وإنزاغي الذي لا غنى عنه ورونالدينهو الذي أثار البقاء بعيدا. وبالطبع درع إبرا لأن أهداف الميلان حتى عطلة عيد الميلاد كان دائما ما تحمل توقيعه. ولكن الميلان استطاع بعدها أن يستقل عن إبرا وينضج يوما بعد يوم وصولا إلى لقاء الديربي الذي بدد آمال فريق الإنتر ومدربه ليوناردو».

وأشار فرانكو ارتوري إلى أن «الاستقرار والاستمرارية هما أساس أي تقدم، في كافة المجالات، ابتداء من الثقافة وصولا إلى السياسة مرورا بالرياضة. والميلان يسير تحت قيادة واحدة منذ ما يزيد على ربع قرن: وقد تولى تدريب فريق الميلان خلال هذه الفترة 10 مدربين في مقابل 13 لليوفي و24 للإنتر. صحيح أنه من الممكن التعرض لفترة توقف عن إحراز البطولات إلا أن الدرع التي سيحملها إبرا وروبينهو وفان بوميل وباقي رفقائهم إلى الميلان هي، في المقام الأول، نتاج الاستقرار في الميلان».

من ناحيته أوضح لويجي غارلاندو أن الميلان يضم مبنيين مختلفين تماما «أحدهما يحوي اللاعبين مواليد 1976 1978 مثل سيدورف ونيستا وأمبروزيني وفان بوميل وغاتوزو وأبياتي، والآخر يشتمل على الشباب الأصغر سنا مثل تياغو سيلفا وروبينهو وأباتي وبواتنيغ وباتو. ومن الواضح أن هؤلاء هم أبطال الميلان في الموسم الحالي فضلا عن إبرا (1981) وكاسانو (1982). لم ير اللاعبون الأصغر سنا في نظائرهم العواجيز منافسين يتعين تسلقهم بل رفقاء يتعين احترامهم. إن اختلاف الأجيال الذي ربما يشكل عائقا في أحد الفرق لم يكن إلا نقطة قوة في الميلان. ولعل أفضل مثال على ذلك ثنائي الدفاع نيستا وسيلفا وكذلك أباتي وزامبروتا فضلا عن فان بوميل وبواتنيغ في وسط الملعب».

وختم: «من الصعب تحديد أي المعسكرين استطاع أن يكون أكثر حسما في إهداء اللقب لصالح الميلان. هل هي خبرة كبار السن أم نضارة الشباب. ولعل صعوبة الإجابة عن هذا السؤال تعد سرا من أسرار الدرع رقم 18 في تاريخ الميلان».